كتبت: نهي حمودة
هاجم نتنياهو في الأمم المتحدة الدول الغربية التي اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين، متهماً قادتها بأنهم “خضعوا لضغوط الإعلام المنحاز وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة وحشود معادية للسامية”. في خطابه أمام الجمعية العامة بالأمم المتحدة، رفض رئيس الوزراء الانتقادات المتزايدة لعمليات إسرائيل في قطاع غزة التي تمتد لما يقارب عامين، ووصف تلك الانتقادات بأنها “حرب سياسية وقانونية ضد إسرائيل”، مشدداً على أن بعض الدول تسعى لإرضاء خصومهم على حساب أمن تل أبيب. 
انتقادات الاعتراف بدولة فلسطين وتأثيرها بحسب نتنياهو
اعتبر نتنياهو في الأمم المتحدة أن الاعترافات الجديدة بالدولة الفلسطينية من دول غربية مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ودول أوروبية أخرى تمثل “عاراً ومخزياً”، وأنها تمنح “أعظم مكافأة للمتطرفين الذين نفذوا وساندوا هجوم السابع من أكتوبر”. جاء هذا الهجوم الحاد بعد أيام من هذه الاعترافات، وهو يعكس رفض الحكومة الإسرائيلية لأي خطوة دولية تنال من موقفها في الصراع. وكرر نتنياهو اتهامه بأن هذه القرارات تعكس انحيازاً إعلامياً وسياسياً يضع إسرائيل في مواجهة عزلة متصاعدة.
صورة القاعة الفارغة ورسائل العزلة
صعد نتنياهو إلى منصة الأمم المتحدة ووجد قاعة شبه فارغة، وهو الوضع الذي رآه كثيرون مؤشراً على تزايد عزلة إسرائيل الدولية. رغم ذلك، حافظ على نبرة متحدية في خطابه، مهاجماً حماس وإيران والدول الغربية التي اعترفت بفلسطين، ومؤكداً أن بلاده ستواصل سياساتها العسكرية. بالنسبة لنتنياهو في الأمم المتحدة، ظهور القاعة الفارغة لم يضعف من حدة لهجته، بل استخدمه كدليل على الصراع السياسي حول سياسات إسرائيل.
التهديدات الموجهة لحماس وإجراءات البث إلى غزة
وجّه نتنياهو في الأمم المتحدة رسائل مباشرة إلى سكان غزة وإلى حماس، وأمر الجيش ببث خطابه عبر مكبرات صوت داخل القطاع، كما أعلن أنه تم توجيه رسائل إلى هواتف السكان—وهو ما وصفه بأنه جزء من جهود إسرائيل للوصول المباشر إلى الجمهور الفلسطيني. وخاطب نتنياهو المقاتلين قائلاً إن إسرائيل “لم تنسكم لحظة واحدة” وهدد بمطاردة حماس إذا لم تُفرج عن الرهائن، مؤكداً أن العمليات ستستمر “حتى القضاء على آخر بقايا حماس”. التصريحات أثارت ردود فعل قوية داخل إسرائيل وفي غزة على حد سواء.
التحذيرات من إيران ونداءات لإعادة فرض العقوبات
سلّط نتنياهو في الأمم المتحدة الضوء على ما وصفه بالتهديد النووي لطهران، مستخدماً وسائل بصرية لعرض خريطة تبين ما اعتبره شبكة إقليمية لإيران وحلفائها. وحث المجتمع الدولي على إعادة فرض العقوبات ومنع إيران من إعادة بناء قدراتها النووية أو مخزون اليورانيوم المخصب. بحسب خطابه، تبنّى نهجاً تصعيدياً تجاه طهران ودعا إلى تحرك دولي حاسم لوقف أي تقدم نووي إيراني.
ردود فعل عائلات الرهائن واستغلال معاناتهم
أثار خطاب نتنياهو غضب عائلات الرهائن الذين اتهموه باستخدام مأساة أسرهم سياسياً. كتبت والدة أحد الأسرى أن نتنياهو “يستغل العائلات” وأنه يستغل معاناة الأطفال والأسري في رسائله الدولية. وأكدت عائلات أخرى أن استخدام اسم الرهائن أو صورهم في السياق الدولي يضاعف ألمها ويجعلهم يشعرون بالتخلي بدلاً من الدعم. بحسب التقديرات المذكورة، من بين الرهائن الباقين في غزة نحو 48 رهينة، منهم نحو 20 فقط يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، ما يزيد من حساسية الرسائل التي تُبث من المنابر الدولية.
التباين مع خطة ترامب لوقف إطلاق النار
برز تباين واضح بين موقف نتنياهو في الأمم المتحدة ومقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، الذي تضمن 21 بنداً تقضي بالإفراج عن الرهائن خلال 48 ساعة من الاتفاق مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة. اشتملت الخطة على عناصر مثل عدم شن هجمات إسرائيلية على قطر مستقبلاً ومنع التهجير القسري، وتصوراً لإدارة انتقالية للقطاع بمشاركة دولية ولجنة فلسطينية دون دور مستقبلي لحماس في حكم القطاع، وهو مقترح رفضه نتنياهو مراراً.
الموقف العربي والدولي تجاه المقترح الأمريكي
ذكرت تقارير أن القادة العرب أبدوا دعماً عاماً للخطة الأمريكية، رغم تحفظات عدة، مع تأكيد رغبتهم في إنهاء الصراع بأسرع وقت ممكن. وأشار مؤيدو الخطة إلى دور الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية، دون ذكر مؤسسات مثيرة للجدل، والاكتفاء بالاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطيني. بالنسبة لنتنياهو في الأمم المتحدة، بقي الخلاف جوهرياً حول المستقبل السياسي لغزة ودور حماس، وهو ما يعكس استمرار الانقسام الإقليمي والدولي بشأن أفضل السبل لإنهاء العنف.
خطاب متصل بالسياسة الداخلية والإقليمية
لم يقتصر خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة على القضايا الخارجية فقط، بل كان رسالة أيضاً للجمهور الداخلي في إسرائيل وللداعمين الدوليين، حيث أشاد بشكل لافت بالرئيس الأمريكي السابق معتبراً أنه “يفهم أكثر من أي زعيم آخر” أن إسرائيل وأمريكا تواجهان تهديداً مشتركا. كما استعرض ما اعتبره إنجازات عسكرية خلال العام الماضي، محذراً من تكرار فظائع السابع من أكتوبر إن لم تتخذ إجراءات حاسمة ضد العناصر المتبقية من حماس.
مضامين خطاب متصل بسيناريوهات قادمة
ركز نتنياهو في الأمم المتحدة على أن المهمة الإسرائيلية “يجب أن تُنجز بأسرع وقت ممكن” لمنع تكرار الاعتداءات، مؤكداً رفضه التراجع عن سياسات القتال حتى تحقيق أهدافه المعلنة. وفي الوقت نفسه، بقي احتمال التوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار والخطط الدولية مطروحاً، مع مفاوضات وإمكانيات تعديل المقترحات قبل أن تُعرض على الأطراف الفاعلة في الميدان. المقال يبرز أن خطاب نتنياهو يمثل مزيجاً من الخطاب العسكري والسياسي والدبلوماسي في آن واحد. (انتهى النص — دون خاتمة وفق المطلوب)
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































