كتب: صهيب شمس
قالت السفيرة باربرا لييف، المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريكية، إن خطة ترامب لغزة تشكل خطوة أولى هامة وحساسة في مسار التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأضافت لييف خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية» أن هذه الخطة يجب أن تقود إلى مفاوضات مبسطة وغير معقدة، خصوصاً بعد تنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين، ما يهيئ أرضية أفضل لبناء اتفاقيات قابلة للتنفيذ على الأرض.
تفاصيل تصريح المسؤولة الأمريكية وسياقها
أوضحت باربرا لييف، التي عُرفت بخبرتها في الشؤون الدبلوماسية بوزارة الخارجية الأمريكية، أن ما يميز المرحلة الراهنة هو احتواء الخطة على تفاصيل عملية يمكن ترجمتها إلى إجراءات فعلية، مؤكدةً بأن خطوة كهذه تبقى حساسة وتتطلب حنكة في إدارة المفاوضات. وذكرت لييف أن تبسيط المفاوضات وإزالة التعقيدات الإجرائية يمثلان ضرورة ملحة لتحقيق تقدم ملموس، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدت تبادل أسرى ومحتجزين بين الجانبين.
أهمية تبسيط المفاوضات وفق باربرا لييف
جاءت دعوة لييف إلى تبسيط المسار التفاوضي في إطار سعيها إلى تحويل الخطط السياسية إلى واقع عملي. وأكدت أن التبسيط لا يعني التنازل عن القضايا الجوهرية، بل يعني صياغة خطوات تنفيذية واضحة وقابلة للقياس تستطيع الأطراف تطبيقها بسهولة دون الانزلاق إلى تجاذبات طويلة الأمد. وترى لييف أن مثل هذا النهج يمكن أن يسهم في بناء ثقة متبادلة تدريجياً، خصوصاً إذا رافقته آليات رقابة وتحقق واضحة بعد عمليات تبادل الأسرى والمحتجزين.
أبعاد دبلوماسية خطة ترامب لغزة
أشارت لييف إلى أن الخطة تتمتع بزخم إقليمي نتيجة دعم غير مسبوق من عدد من الدول العربية، إضافة إلى تأييد من تركيا وباكستان وإندونيسيا. هذا الدعم، وفق قولها، قد يضفي قوة دافعة على جهود التسوية ويعزز فرص تنفيذ بنود عملية على الأرض. ورغم أن الطريق نحو سلام شامل يظل طويلاً، إلا أن وجود تأييد إقليمي واسع يمنح الخطة قدرة أفضل على الانتقال من مرحلة الأفكار إلى مرحلة التنفيذ، مع إمكانية إشراك جهات إقليمية في مراقبة وتسهيل تطبيق الاتفاقيات.
العوامل الإقليمية ودورها في الدفع نحو حل دائم
ربطت السفيرة السابقة بين الزخم الإقليمي الذي أحاط بالخطة وفرص ربط غزة بالضفة الغربية ضمن رؤية أوسع لحل دائم. فالدعم الذي ذُكر من دول عربية، إلى جانب تركيا وباكستان وإندونيسيا، قد يوفر إطاراً سياسياً ودبلوماسياً يساعد على إعادة فتح قنوات الاتصال بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، مع التركيز على الجوانب العملية التي يمكن تنفيذها فور التوصل إلى اتفاقات مبدئية. ولفتت لييف إلى أن وجود أطراف إقليمية داعمة يسهّل مهمة تحويل المقترحات إلى مشاريع ملموسة على الأرض.
خطة ترامب لغزة وإمكانية ربط غزة بالضفة
أبرزت لييف أن إعادة ربط غزة بالضفة الغربية يمثل أحد الأهداف التي قد تخدم رؤية الحل الدائم، مؤكدة أن هذا الربط يجب أن يكون جزءاً من مشروع شامل يراعي المتطلبات السياسية والاقتصادية والإنسانية. وفي هذا الإطار، قد تسهم الخطة في فتح مسارات للتعاون بين مختلف الجهات المعنية، سواء على مستوى الإدارة المحلية أو عبر قنوات دبلوماسية إقليمية ودولية، شرط أن تتضمن آليات تنفيذية واضحة ومحددة زمنياً لتنفيذ الخطوات العملية.
دور تبادل الأسرى في تهيئة المناخ التفاوضي
لفتت لييف الانتباه إلى أن عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين تملك دوراً محورياً في تهيئة المناخ التفاوضي، إذ تعتبر خطوة رمزية وعملية توحي بإمكانية التعاون وتجاوز سنوات من القطيعة. ورأت أن مثل هذه الخطوات تساعد في خلق ثقة أولية يمكن البناء عليها لتوسيع نطاق التفاهمات، شريطة أن تتبعها إجراءات تنفيذية واضحة تؤمن استمرارية الانفتاح والتواصل بين الأطراف المعنية.
محددات النجاح والتحديات المتوقعة
رغم التفاؤل النسبي الذي عبرت عنه لييف، نبّهت إلى أن الطريق نحو سلام شامل لا يزال طويلاً، وأن نجاح أي خطة يعتمد على سلسلة من العوامل المتداخلة، منها الإرادة السياسية لدى الأطراف، والتزام الجهات الإقليمية والدولية الداعمة بمتابعة التنفيذ، وكذلك قدرة المؤسسات على إدارة المفاوضات بشكل مبسط وعملي. كما أن تحويل عناصر الخطة إلى إجراءات قابلة للتنفيذ يتطلب وضوحاً في الآليات والإطارات الزمنية والمسارات الرقابية التي تضمن التزام جميع الأطراف بما تم الاتفاق عليه.
آفاق التطبيق والمرحلة القادمة
توقعت لييف أن المرحلة المقبلة ستشهد مفاوضات عملية أكثر تركيزاً إذا ما تم الحفاظ على تبسيط المسار التفاوضي كما دعت إليه، مع التأكيد على أهمية تضمين آليات تنفيذية بعد تبادل الأسرى. وأضافت أن الالتزام بالخطوات العملية والاهتمام بالتفاصيل التنفيذية سيحدد حصيلة المفاوضات في المدى القريب، في حين يبقى الأفق الأبعد موجهاً نحو تحقيق سلام شامل يلامس تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































