كتب: صهيب شمس
مئات الاعتقالات في احتجاج فلسطين أكشن بلندن شهدت العاصمة البريطانية لندن حملة توقيف واسعة خلال وقفة صامتة نظّمها متظاهرون تضامناً مع مجموعة “فلسطين أكشن” المصنفة محظورة من قبل الحكومة البريطانية، حيث أعلنت الشرطة أن الحصيلة النهائية بلغت 492 اعتقالاً. مئات الاعتقالات في احتجاج فلسطين أكشن بلندن كانت محور الحدث منذ بدء القبض على المشاركين بعد الظهر عندما أخرج بعض المتظاهرين أقلاماً وكتبوا لافتات مؤيدة للمجموعة.
تفاصيل أرقام الاعتقالات ونوعية التهم
أعلنت شرطة العاصمة، الشرطة المترية، أن العدد النهائي للاعتقالات في العملية المنظمة بمركز لندن بلغ 492 اعتقالاً. من هذا العدد، أوضحت القوة أن 488 شخصاً اعتقلوا بتهمة “دعم منظمة محظورة”، بينما تباينت بقية التهم بين السكر والاعتداء البسيط وجرائم تحريض على النظام العام واعتقالات لأشخاص مطلوبين لأسباب غير مرتبطة بالتظاهرة. وأشارت الشرطة إلى أن أصغر من تم توقيفه كان بعمر 18 سنة، فيما كان أكبر المعتقلين يبلغ 89 سنة. وبحسب بيانات الشرطة، كان 297 شخصاً ما يزالون قيد الاحتجاز حتى ليلة السبت بينما أُخلِت سبيل البقية بكفالات.
مئات الاعتقالات في احتجاج فلسطين أكشن بلندن: توقيت وسير التحرك
وقعت أولى الاعتقالات بعد الساعة الواحدة بعد الظهر بقليل، عندما جلس المتظاهرون على الرصيف في الساحة وأخرج عدد منهم أقلاماً وكتبوا لافتات دعم لفلسطين أكشن. اصطف عشرات الضباط لبدء الاعتقالات بينما كان المحتشدون جالسين في صمت، وذكر منظمو الوقفة أنهم رصدوا نحو ألف شخص جالسين يحملون لافتات بعد ساعتين من بدء الفعالية، في حين كانت توقعاتهم الأولية تفيد بأن الحضور قد يتجاوز 1,500 مشارك، ما كان من الممكن أن يكسر رقماً قياسياً للاعتقالات تعود إلى تظاهرة مناهضة للأسلحة النووية في 1961 أقيمت في نفس الموقع اللندني.
تصريحات الشرطة والنقابة الشرطية
أصدرت الشرطة بياناً بتفصيل أسباب الاعتقالات وعددها، فيما عبرت قيادة الاتحاد الشرطي في المتروبوليتان عن إرهاق كبير وصفته بأنه “كافٍ” لدى الضباط العاملين في مراقبة الاحتجاجات. قالت بولا دودز، رئيسة اتحاد شرطة المتروبوليتان، إن الضباط “عاطفياً وجسدياً متعبون” نتيجة إلغاء أيام راحة وعمل فترات أطول ونقل عناصر من مناطق عملهم إلى مهام التظاهرات، متسائلة عن دور السياسيين وكبار مسؤولي الشرطة في معالجة هذا الوضع. وأضافت أنها ترى أن التركيز يجب أن يكون على “حفظ سلامة الناس في وقت البلد في حالة تأهب مرتفع لهجوم إرهابي” بدلاً من تسخير موارد الشرطة لتسهيل الاحتجاجات المستمرة.
مواقف منظمي التظاهرة وردود الفعل السياسية والمجتمعية
على الرغم من دعوات رئيس الوزراء كيير ستارمر لإلغاء الوقفة “احتراماً لحزن اليهود البريطانيين” بعد حادثة قتل شخصين في هجوم استهدف كنيساً في مانشستر، أصر منظمو وقفة لندن على المضي قدماً. وصف بعض الشخصيات اليهودية الفعل بأنه “أعمى للحساسية” بعد أن وقع الاعتداء في مانشستر قبل أيام. من جانبهم، قال منظمو حملة “دافعوا عن هيئات المحلفين” (Defend Our Juries) إنهم توقعوا حضوراً أكبر من السابق.
حجّت إحدى المشاركات المعتقلات سابقاً، زوي كوهين، وهي يهودية وشاركت في اعتصام سابق أغسطس، بأن الدعوة لإلغاء الوقفة نظراً للهجوم على الجالية اليهودية في مانشستر تمثل خلطاً خاطئاً بين أفعال الدولة الإسرائيلية وبين اليهود عموماً، مشددة على أن هناك يهوداً لا يؤيدون سياسات إسرائيل، وأن إلغاء الوقفة كان سيعمق سردية خطيرة تغذي معاداة السامية. وأضافت أن إلقاء اللوم على المشاركين بتبرير عبء الشرطة هو مسؤولية الحكومة.
حالات فردية ولحظات من التعبير الرمزي
شهدت الوقفة لقطات فردية لافتة، مثل متقاعدة من القطاع الاجتماعي تُدعى تردي وارنر التي حملت لافتة تقول “أيها الشرطة اعثروا على حبكم واعثروا على ضميركم”، معتبرة أن الشرطة يمكنها اتخاذ إجراءات فردية والامتناع عن المشاركة في عمليات الاعتقال الجماعية. كما روت زوجان من باكينغهامشير، لاري وسو، قصة لافتة تحمل عبارة “Plasticine Action” بدلاً من “Palestine Action” مما دفع الضباط إلى الإفراج عنهما بعد إدراك اللبس؛ الزوجة علّقت بأنها تعاني من عسر القراءة وأنها “سئمت” مما يحدث في غزة، بينما قال لاري إن من لا يرفع صوته هو شريك في الصمت.
أحداث موازية في مانشستر ومدن أوروبية
في وقت تركزت الأنظار على لندن، نظمت مجموعات أخرى تجمعات متفرقة، ففي مانشستر شهدت مدينة شمال إنجلترا تظاهرة لنشطاء محليين من مجموعة “أصدقاء فلسطين في مانشستر الكبرى” (GM Friends of Palestine) بمناسبة ذكرى مرور عامين على بدء الصراع. أشار جون نيكولسون، ناشط في المجموعة، إلى أن تصاعد التوتر منذ الهجوم القاتل على كنيس في المدينة دفع بعض الناس إلى البقاء في منازلهم، لكنه رفض وصف المسيرة بأنها تهدف إلى تخويف الجالية اليهودية، مؤكداً أن المشاركات تهدف إلى استهداف سياسات وحكومات وليس أفراداً. وأضاف أن الاحتجاجات مستمرة لأن “الإبادة الجماعية لم تتوقف، فلماذا نتوقف؟” كما انتهت المسيرة بالانضمام إلى مجموعة قرأت أسماء القتلى في غزة بحسب أعمارهم بدءاً من الأصغر، حيث بدأت القراءة في الساعة السابعة صباحاً ولم تنته حتى وصول المسيرة عند حوالى الواحدة والنصف بعد الظهر، وما زالوا يذكرون أسماء الأطفال الصغار.
إجراءات إضافية واعتقالات لبانر على جسر وستمنستر
قالت الشرطة أيضاً إنها اعتقلت ستة أشخاص على صلة بوجود لافتة على جسر وستمنستر تدعم “فلسطين أكشن”، وأن الضباط تصرفوا سريعاً وأزالوا اللافتة قبل اعتقال الأفراد المعنيين بتهمة دعم منظمة مصنفة كمحظورة. تضمنت عملية اليوم أيضاً عدة اعتقالات لأشخاص بتهم متفاوتة بخلاف دعم منظمة محظورة، بما في ذلك شغب وسلوك مسيء وتهم أخرى، ضمن ما جرى توثيقه من قبل شرطة العاصمة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































