كتب: صهيب شمس
نتنياهو يأمل إعلان الإفراج عن الرهائن قريبًا، بحسب ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح تلفزيوني أكد فيه توقعه الإعلان عن إطلاق سراح المحتجزين في غزة “في الأيام المقبلة”. تكرار ذكر إعلان الإفراج عن الرهائن جاء وسط توتر مستمر وتصريحات متبادلة بين أطراف النزاع، فيما تتجه الأنظار إلى محادثات وقف إطلاق نار غير مباشرة مقررة في مصر.
تفاصيل تصريحات نتنياهو
في بيان مصوَّر، أكد نتنياهو أن حماس ستُجَرَّد من الأسلحة وأن غزة ستُعَدّ منطقة منزوعة السلاح “إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، ولكن سيتم تحقيق ذلك”. هذا التصريح جاء بعد يوم من بيان لحركة حماس قالت فيه إنها توافق على الإفراج عن الرهائن بموجب خطة أميركية، غير أنها لم تشر في بيانها إلى مسألة نزع السلاح وطرحت التفاوض حول مسائل أخرى.
مضمون خطة الولايات المتحدة وإعلان الإفراج عن الرهائن
الخطة الأميركية المؤلفة من عشرين نقطة تقترح إنهاءاً فورياً للقتال وإطلاق سراح عشرين رهينة إسرائيليين أحياء، إلى جانب إعادة رفات من يعتقد أنهم لقوا حتفهم، مقابل الإفراج عن مئات من الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل. الخطة تضمنت أيضاً نشر خطوط انسحاب أولية لقوات إسرائيلية، وأعلن الرئيس الأمريكي ترامب أنه “لن يتسامح مع تأخير” من جانب حماس لإتمام الاتفاق، داعياً الحركة للتحرك بسرعة.
رد حماس وعبارة “نعم، لكن”
حماس ردت بـ”نعم لكن”؛ فقد وافقت على إطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين المتبقين، أحياء وأسرى موتى، وأن تُدار غزة من قِبَل تكنوقراط، لكنها لم تذكر صراحة أنها ستتخلى عن سلاحها، وهو مطلب إسرائيلي أساسي. هذا الغياب في الحسم حول نزع السلاح أعاد إلى الواجهة الخلافات الجوهرية التي حالت دون توقيع اتفاقات سابقة.
مسار المحادثات والضغط الدولي
المحادثات غير المباشرة بين الطرفين مقررة أن تبدأ في مصر يوم الاثنين، حسب الإعلان، مع سعي دبلوماسي دولي لتسريع الوصول إلى اتفاق. الرئيس ترامب نشر عبر منصاته الاجتماعية رسائل تضغط على حماس ويدعو إلى “إنجاز سريع”، كما نقل عن مصادر أن إسرائيل وافقت على خطوط انسحاب أولية مرافقة للخطة الأميركية.
مخاوف الأطراف المحلية والدولية من فشل الاتفاق
على الرغم من التفاؤل الحذر، تبقى عقبات كبيرة. الموقف الحاسم لحماس يظل مرتبطاً بمتطلبها بانسحاب كامل لإسرائيل وضمانات بعدم استئناف القتال عقب الإفراج عن الرهائن. المجموعة تعرف أنها ستصبح أضعف إذا فقدت رهائنها، ومن ثم ستطالب بتأمينات قوية لحمايتها من استئناف الحرب. في المقابل، يتهم معارضون داخل إسرائيل نتنياهو بأنه عرقل محاولات سابقة للتوصل إلى اتفاق بغرض تحقيق مكاسب سياسية داخلية، وهو اتهام قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الحكومي إذا ترسخ.
إعلان الإفراج عن الرهائن: معوقات سياسية داخلية
الضغط الداخلي في إسرائيل متباين: فبينما يدعم وزراء متشددون استكمال الحرب حتى هزيمة حماس بالكامل، تشير استطلاعات رأي متكررة إلى أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تقضي بإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب. خشية بعض الوزراء من انهيار الائتلاف إذا حُسمت الصفقة دون هزيمة كاملة لحماس يجعل من إعلان الإفراج عن الرهائن معضلة سياسية ذات عواقب داخلية واضحة.
آمال العائلات وإمكانات التوصل إلى صفقة
عائلات المختطفين عبرت عن أمل متزايد بعد تصريحات القادة، ولكنها أعربت أيضاً عن خوف من أن تفشل الاتصالات في اللحظات الأخيرة. عائلة فيكي كوهين التي لا يزال ابنها نمرود من بين عشرين مختطفاً يُعتقد أنهم على قيد الحياة، قالت إنها استيقظت على شعور بالتوقع لكنه تقابله “خوف أن يحدث شيء خاطئ”. الناجون من حالات سابقة والخبراء أكّدوا أن الحالة هشة وأن التفاصيل الصغيرة في المفاوضات قد تكون حاسمة، وأن “الشيطان يكمن في التفاصيل” كما وصفها بعض السكان في غزة.
التحركات العسكرية وتداعياتها على المدنيين
على أرض الواقع، استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة رغم دعوات الرئيس ترامب لإيقاف القصف فوراً. ثلاثة غارات جوية ضربت مدينة غزة صباح السبت، أسفرت إحداها عن مقتل شخص وإصابة آخرين حسب مصادر طبية في مستشفى الشفاء. وزارة الصحة التابعة لحماس أفادت بمقتل 66 شخصاً جرّاء العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ورفعت الحصيلة الإجمالية منذ بدء الحرب إلى 67,074 قتيلاً، وفق حصيلة أوردتها الوزارة.
الرهائن والحوار الدولي والدور الأميركي
الولايات المتحدة لعبت دوراً مركزياً في صياغة خطة كانت محور مفاوضات بين الطرفين، والضغط الأميركي متواصل عبر تصريحات ورسائل علنية من الرئيس ترامب الذي يسعى لأن يُنسب إليه الفضل في إنهاء الحرب. في الوقت نفسه، القوات الإسرائيلية أعلنت أنها أصدرت أوامر “لتحسين الجاهزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن”، مشددة على أن سلامة جنودها تظل “أولوية قصوى”.
تباين المواقف داخل غزة وردود الفعل الشعبية
ردود الفعل داخل غزة تراوحت بين أمل وحذر عميق؛ بعض السكان خشوا أن تكون الموافقة على خطة الإفراج فخاً يؤدي إلى تجريد حماس من وسيلة ضغطها ثم استئناف العدوان، بينما رأى آخرون أن فرصة تاريخية قد تتيح إنهاء عامين من الصراع. التحليل الداخلي يشير إلى أن مسارات مفاوضية طويلة حول التفاصيل المتبقية ستحدد ما إذا كان إعلان الإفراج عن الرهائن سينجح فعلاً أو يظل وعداً لم يتحقق.
الواقع الإنساني في ظل استمرار المواجهات
منذ حملة الجيش الإسرائيلي رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأسر 251 آخرين، تكرر نزوح سكان غزة وتعرضت المساكن والبيئة الحضرية لأضرار جسيمة؛ فمعظم السكان تعرضوا للتهجير المتكرر ويُقدّر أن أكثر من 90% من المنازل تضررت أو دُمرت. هذا الواقع الإنساني الصعب يشدّ الخناق على أي محادثات ويزيد من ضغوط المجتمع الدولي لإيجاد حل سريع يسمح بإعلان الإفراج عن الرهائن وتخفيف معاناة المدنيين دون إضافة مزيد من المعطيات الجديدة أو المتوقعة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































