كتب: علي محمود
يُعتبر عرق النسا عرضًا شائعًا يؤثر على فئات عمرية متنوعة، ولا يقتصر على كبار السن كما يعتقد كثيرون. يعبر المصابون عن ألم يمتد من أسفل الظهر إلى الساقين، ويرافقه شعور بوخز أو حرقان يشبه الصدمة الكهربائية، وقد يتطور إلى تنميل أو ضعف عضلي يعيق المشي أو الجلوس لفترات طويلة. يشرح هذا المقال أسباب عرق النسا الشائعة، والأعراض المرتبطة به، وطرق العلاج المحافظة والوقائية المستندة إلى ما ورد في المصادر الطبية مثل موقع Mayo Clinic وفي أقوال الأطباء كإدغار مارتن كاستانيدا.
أسباب عرق النسا الشائعة
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور عرق النسا الانزلاق الغضروفي، إذ يؤدي بروز القرص الفقري إلى ضغط مباشر على جذر العصب الوركي. ويعد الانزلاق الغضروفي السبب الرئيسي بحسب ما أورده موقع Mayo Clinic. كما تُسجل أسباب أخرى شائعة تؤدي إلى ضغط مستمر على العصب الوركي، منها تضيق القناة الشوكية، حيث تقل المساحة المتاحة للأقسام العصبية وتزداد احتمالات انضغاط العصب. وتُعد متلازمة العضلة الكمثرية سببًا معروفًا أيضًا، إذ يمكن لشد أو انقباض هذه العضلة أن يهيّج العصب الوركي. في حالات نادرة يذكر النص أن التهابات المفاصل، أو إصابات العمود الفقري، أو الأورام قد تكون مسؤولة عن ظهور أعراض عرق النسا، لكن هذه الأسباب أقل شيوعًا مقارنة بالانزلاق الغضروفي وتضيق القناة الشوكية ومتلازمة العضلة الكمثرية.
الأعراض السريرية المرتبطة بعرق النسا
تتفاوت أعراض عرق النسا بين شخص وآخر، لكنها غالبًا ما تبدأ بألم أسفل الظهر يمتد إلى الساق، وقد يصف المرضى هذا الألم بأنه حاد أو حارق أو شبيه بوخز كهربائي. قد يصاحب الألم شعور بالتنميل أو الضعف العضلي في الأطراف السفلية، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يتأثر أداء المشي أو القدرة على الجلوس لفترات طويلة. يختلف موقع وشدة الأعراض بحسب الجذر العصبي المتأثر، ويمكن أن تتدهور الوظائف الحركية أو الحسية إذا استمر الانضغاط لفترات طويلة دون علاج مناسب.
تشخيص أسباب عرق النسا وفق المراجع الطبية
تشخيص عرق النسا يستند أساسًا إلى التاريخ المرضي والفحص السريري الذي يحدد موضع الألم والأعراض المصاحبة مثل التنميل أو الضعف. وتستخدم الفحوصات التصويرية لتأكيد الانزلاق الغضروفي أو تضيق القناة الشوكية أو أسباب أخرى لوجود ضغط على العصب الوركي. يذكر النص أن موقع Mayo Clinic يضع الانزلاق الغضروفي في مقدمة الأسباب، بينما تبرز الحاجة للتفريق بين الأسباب الشائعة والأقل شيوعًا مثل الإصابات أو الأورام أو التهابات المفاصل عند وجود مؤشرات سريرية غير نمطية.
العلاج المحافظة لعرق النسا وفق توصيات الأطباء
تُعالج أغلب حالات عرق النسا بأساليب تحفظية دون اللجوء إلى الجراحة، كما يوضح الطبيب إدغار مارتن كاستانيدا. من بين هذه الأساليب استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب لتخفيف الألم والالتهاب المحيط بالعصب. ويعد العلاج الطبيعي جزءًا أساسيًا من البروتوكول العلاجي لتحسين مرونة العضلات واستعادة نطاق الحركة، كما تُسهم تمارين التمدد والنشاط البدني المنتظم في تقوية عضلات الظهر والبطن، مما يدعم استقرار العمود الفقري ويخفف الضغط على العصب الوركي. توجيهات الأطباء تركز على الجمع بين تخفيف الألم المباشر وتحسين اللياقة العضلية للحيلولة دون تكرار النوبات.
التدخلات المتقدمة في حالات عرق النسا المزمنة
عندما لا تُجدِ العلاجات المحافظة نفعًا أو تتطور الحالة إلى مرحلة مزمنة، فقد يضطر الأطباء إلى استخدام وسائل متقدمة مثل الحقن الموضعية لتقليل الالتهاب أو لتخفيف الانضغاط العصبي مؤقتًا. وفي بعض الحالات التي تستمر فيها الأعراض أو يظهر ضعف عصبي متقدم قد تكون الجراحة خيارًا لتخفيف الضغط عن العصب وتحسين الأعراض. يوضح النص أن اللجوء إلى الجراحة يكون محدودًا للحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي أو التي تظهر فيها علامات تهديد للوظائف العصبية.
إجراءات وقائية لتقليل مخاطر عرق النسا
تتضمن النصائح الوقائية الواردة في المادة المحافظة على وزن صحي لتقليل الأحمال على العمود الفقري والمصادر التي تؤدي إلى تهيّج العصب الوركي. كما يُنصح بتجنب الجلوس المطول الذي قد يزيد الضغط على الفقرات والأقراص، وكذلك الحرص على رفع الأشياء بطريقة صحيحة لتفادي الإجهاد المباشر للعمود الفقري وما يترتب عليه من بروز غضروفي أو إصابات. وأكدت الدراسات أن ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام تُعد من أنجح الوسائل لمنع حدوث نوبات عرق النسا أو تقليل شدتها، عبر تقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري وتحسين مرونتها.
دور التمارين والعلاج الطبيعي في منع تكرر عرق النسا
يُبرز النص أهمية اعتماد برنامج منتظم للتمارين والتمدد ضمن خطة العلاج والوقاية من عرق النسا. تعمل هذه التمارين على تقوية عضلات البطن والظهر التي تساعد في دعم الفقرات والحفاظ على الوضعية الصحيحة للجسم، مما يقلل فرص بروز الأقراص أو حدوث ضغط على العصب الوركي. يذكر النص أن التمدد المنتظم والنشاط البدني المعتدل من الوسائل الفعالة الموصى بها، وأن الجمع بين العلاج الطبيعي والإرشاد حول أساليب الحركة الصحيحة يعود بفائدة كبيرة على تحسين الأعراض والوقاية منها.
ملاحظات حول متى ينبغي طلب المساعدة الطبية في حالات عرق النسا
يشير المحتوى إلى أن معظم حالات عرق النسا تتحسن بالعلاج التحفظي، لكن وجود أعراض متصاعدة مثل ضعف عضلي متزايد أو فقدان الحس قد يستوجب تقييمًا طبيًا عاجلًا لتحديد الحاجة إلى تدخل متقدم. وفي الحالات النادرة التي تكون فيها الأعراض نتيجة التهاب أو ورم أو إصابة واضحة في العمود الفقري، يصبح التشخيص المبكر والتداخل المناسب مهمين لتقليل المضاعفات الناتجة عن ضغط العصب الوركي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































