كتب: علي محمود
نظّمت أوقاف الفيوم لقاءً دعويًا في المسجد الكبير بإدارة فيديمين تحت عنوان “دور علماء الأوقاف والأزهر في نصر أكتوبر”، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وتوجيهات الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية، وبإشراف الشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة. جاء هذا اللقاء في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالمناسبات الدينية والوطنية، بهدف غرس قيم الانتماء والولاء للوطن وتعزيز الوعي بتاريخ النصر ودور العلماء والمؤسسات الدينية فيه.
إقامة اللقاء الدعوي في المسجد الكبير
احتضن المسجد الكبير اللقاء الدعوي الذي نظمته أوقاف الفيوم، وقد اختير مكان الاجتماع لما يمثله المسجد من مركزية في الفعل الدعوي والتواصل المجتمعي. جاء تنظيم اللقاء ضمن سلسلة أنشطة تحتفي بذكرى السادس من أكتوبر، حيث تُعد الذكرى مناسبة لتجديد العهد مع الوطن وتذكير الأجيال بدور العلماء والمؤسسات الدينية في دعم قضايا الأمة الوطنية. وفي هذا السياق، تولّت أوقاف الفيوم تنسيق الفعاليات والندوات التي تربط بين البعد الديني والبعد الوطني عبر خطب ومداخلات علمية دعوية.
دور علماء الأوقاف والأزهر في نصر أكتوبر كما عبر عنه المشاركون
بيّن العلماء في اللقاء أن دور علماء الأوقاف والأزهر في حرب أكتوبر تجلّى بوضوح من خلال الدعم المعنوي والروحي الذي قدّموه للجنود، حيث وقفوا إلى جانبهم في المهاجع وبيّتو معهم، مقدمين بذلك صورة من التضامن الديني والوطني. وقد أشار المتحدثون إلى أن هذا الوقوف كان له أثر بالغ في رفع الروح المعنوية للجنود وترقية معنوياتهم في ساعات التحدي، كما عزز في نفوسهم معنى حب الوطن والاعتزاز بالدفاع عنه كجزء من العقيدة والمسؤولية الدينية.
تصوير الشهادة والدفاع عن الوطن في الخطاب الديني
تناول اللقاء موضوع الشهادة في سبيل الله باعتبارها من أسمى الأعمال وأعلاها درجة عند الله، وربط المتحدثون بين معنى الشهادة ومعنى الدفاع عن الدين والوطن والعرض؛ موضحين أن تلك القيم شكلت حافزًا لكثير من العلماء والمجاهدين على حد سواء في زمن الصعاب. وقد ركّز المشاركون على أن الخطاب الديني حينما يبيّن هذه القيم فإنه يسهم في تجذير الانتماء والولاء، ويُقدّم للشباب نماذج من التضحية والإيثار تُستذكر في المناسبات الوطنية كذكرى السادس من أكتوبر.
تعزيز الوحدة الوطنية ورسالة علماء الدين
شدّد العلماء خلال اللقاء على أن أبناء الوطن يجتمعون كلّهم أفرادًا ومؤسساتٍ في خندقٍ واحدٍ يذودون عن حياض الوطن ويحافظون على ترابه ومقدّراته، مؤكّدين أن هذا التكاتف قد أعاد للوطن كرامته وهيبته بفضل الله ثم بفضل تضافر الجهود. وقد تطرّق المتدخلون إلى دور علماء الدين في مخاطبة الضمائر الجماعية وترسيخ مفهوم التضامن الوطني، معتبرين أن فاعلية الخطاب الديني تكمن في قدرته على الجمع بين الإيمان والحس الوطني وترسيخ شعور المسؤولية المشتركة تجاه الوطن.
إسهامات أوقاف الفيوم في غرس قيم الانتماء
أوضح القائمون على تنظيم اللقاء أن أوقاف الفيوم تسعى من خلال مثل هذه الفعاليات إلى ترسيخ القيم الدينية والوطنية لدى جميع فئات المجتمع، ورفع مستوى الوعي بتاريخ الأمة وما حملته مناسبة السادس من أكتوبر من معانٍ ومواقف مشرفة. وتعمل أوقاف الفيوم على بلورة برامج دعوية وتوعوية ترتبط بالمناسبات الوطنية والدينية لتذكير المواطنين بدور العلماء والمؤسسات الدينية في مواقف التحدي، ولتعزيز شعور الانتماء والاعتزاز لدى الأجيال الجديدة.
آليات التواصل بين المديرية والمجتمع
أشار المشرفون إلى أن هذا اللقاء إنما يأتي استمرارًا لجهود المديرية في التواصل مع مختلف فئات المجتمع عبر المساجد واللقاءات العلمية والدورات التوعوية، معتمدة على الخطاب الذي يوازن بين البعد الديني والبعد الوطني. وبيّن القائمون أن تنمية وعي المجتمع بتاريخ نصر أكتوبر جزء لا يتجزأ من مهمات المديرية، وأن الاهتمام بالمناسبات الوطنية يهدف إلى بناء ذاكرة جماعية متينة تقوم على الحقائق الدينية والوطنية معًا.
أدوار القيادات والشركاء في نجاح الفعاليات
سُجل في اللقاء إشادة بدور القيادات الدينية وعلى رأسها وزارة الأوقاف في توجيه الخطاب وتنظيم الفعاليات التي تربط بين العبادة والخدمة الوطنية، مع التأكيد على أهمية تنسيق الجهود بين مديري الأوقاف والجهات المشرفة على أنشطة الدعوة. كما أبرز المشاركون أهمية إشراف قيادات المديرية على تنفيذ هذه اللقاءات لضمان وصول الرسائل التربوية والدعوية إلى أوسع قدر ممكن من الجمهور، بما يعزز أهداف الفعاليات ويضمن استمراريتها.
أثر اللقاء في رفع الوعي وإحياء الذكرى
خلص المشاركون إلى أن مثل هذه اللقاءات الدعوية التي تنظمها أوقاف الفيوم تلعب دورًا مهمًا في إحياء ذكرى السادس من أكتوبر، ليس مجرد إحياء تاريخي، بل كسبيل إلى ترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء والضيافة الروحية للوطن. وشدّدوا على أن الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات يسهم في بناء مجتمع واعٍ بتاريخ مجيده، قادر على اتخاذ من الماضي دروسًا لبناء مستقبلٍ يحفظ كرامة الوطن ويعلي من شأن التضامن بين أبنائه.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































