كتب: علي محمود
واصلت أسعار النفط العالمية ارتفاعها خلال تعاملات أمس الاثنين، بعد قرار تحالف “أوبك+” بزيادة محدودة في الإنتاج جاءت أقل من توقعات السوق، وفي ظل تزايد الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية التي أعادت إثارة مخاوف الإمدادات. وسجل خام برنت تسليم ديسمبر مستوى 65.47 دولاراً للبرميل، فيما تجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 61 دولاراً للبرميل، وذلك بعد أن فقد الخام الأميركي نحو 7.4% من قيمته الأسبوع الماضي. وأشارت تقارير صحفية إلى توقف مصفاة “كيريتشي” الروسية عن العمل عقب هجوم بطائرة مسيّرة تسبب في حريق يوم 4 أكتوبر، ما عزز القلق بين المستثمرين حول احتمال حدوث اضطرابات إضافية في الإمدادات.
دوافع صعود أسعار النفط
برزت عدة عوامل دفعت بأسعار النفط للصعود مجدداً، أبرزها قرار “أوبك+” بزيادة إنتاج محدودة قدرها 137 ألف برميل يومياً بدءاً من الشهر المقبل، وهي زيادة تُعد أقل بكثير من تقديرات السوق المسبقة. إلى جانب ذلك، أدت تقارير عن هجمات على منشآت الطاقة الروسية إلى تفاقم المخاوف بشأن المعروض من الخام، خاصة بعد توقف مصفاة “كيريتشي” وفق ما نقلت رويترز. وأوضح متعاملون أن مزيجاً من زيادة الطلب المتوقعة وتقييدات الإمداد المحتملة أعاد منح الأسعار زخماً صعودياً مؤقتاً.
تطورات السوق وأسعار النفط
أعادت بيانات السوق وآراء المحللين رسم صورة متباينة لحركة الأسعار. نقلت بلومبرج عن دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في شركة BOK Financial، أن العقود الآجلة للخام الأميركي قد تكون بصدد تكوين مستوى دعم قرب 60 دولاراً للبرميل، مشيراً إلى أن الضربات الأوكرانية على منشآت النفط الروسية إلى جانب الزيادة المحدودة من “أوبك+” تشكلان من العوامل التي تعزز الأسعار على المدى القريب. بالمقابل، ما تزال التحديات قائمة أمام السوق، بعدما تراجعت أسعار الخام بنحو 8% الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن يتجاوز الإنتاج العالمي مستوى الطلب خلال الأشهر المقبلة.
قرار أوبك+ وزيادة الإنتاج المحدودة
وافق تحالف “أوبك+” الأحد على زيادة إجمالية في الإنتاج تبلغ 137 ألف برميل يومياً، في خطوة اعتبرها المراقبون أقل من توقعات السوق. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة التحالف لإعادة ضخ 1.65 مليون برميل يومياً تدريجياً إلى الأسواق العالمية. وكان التحالف قد أنهى في أغسطس الماضي تخفيضات طوعية التزمت بها ثماني دول منذ عام 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً، حين قرر زيادة الإنتاج آنذاك بواقع 547 ألف برميل يومياً. وتشير هذه السلسلة من الخطوات إلى سياسة تدريجية للإفراج عن الإمدادات إلى السوق، لكنها تبقى دون المستويات التي توقعها بعض المشاركين، مما أسهم في دعم الأسعار مؤقتاً.
تهديدات الإمدادات الروسية وتأثيرها
أثارت التقارير عن هجمات أوكرانية على منشآت الطاقة الروسية مخاوف تتعلق بإمكانية تعطيل الإمدادات. وردت تقارير عن توقف مصفاة “كيريتشي” إثر هجوم بطائرة مسيّرة أدى إلى حريق في الرابع من أكتوبر، وهو ما دفع المتعاملين إلى إعادة تقييم مخاطر العرض الروسي. تعتبر روسيا من مصادر الإمداد المهمة عالمياً، وأي تعطيل في منشآتها قد يؤدي إلى اضطرابات في الأسواق وزيادة الضغوط الصعودية على الأسعار، خصوصاً إذا تزامن ذلك مع زيادة الطلب أو تغييرات في سياسة الإنتاج لدى منتجين كبرى مثل أعضاء “أوبك+”.
توقعات التوازن والضغوط المستقبلية على الأسعار
تفاوتت توقعات المؤسسات المالية والوكالات الدولية بشأن مسار الأسعار على المدى المتوسط والبعيد. حذرت تقارير من احتمال تسجيل فائض سنوي قياسي في عام 2026 بحسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة، فيما رجحت بنوك وول ستريت انخفاض الأسعار على المدى المتوسط مع تحسن التوازنات في السوق. ومن جهة أخرى، رفعت منظمة “أوبك” في تقريرها الصادر في أغسطس الماضي توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2026 إلى 1.4 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 100 ألف برميل عن تقديراتها السابقة، مع إبقاء توقعات نمو الطلب خلال العام الجاري عند 1.3 مليون برميل يومياً للشهر الخامس على التوالي، وهو ما يعكس حالة من عدم اليقين تجاه وتيرة الطلب ومدى قدرة السوق على امتصاص زيادات الإنتاج المتوقعة.
موقف المملكة العربية السعودية وأسعار التصدير إلى آسيا
في إطار الأسعار المعلنة للخام، أبقت المملكة العربية السعودية على أسعار خامها الرئيسي المصدّر إلى آسيا دون تغيير لشهر نوفمبر، رغم أن استطلاعاً أجرته بلومبرج بين المصافي والمتداولين كان قد رجّح رفع السعر بنحو 30 سنتاً للبرميل. ويعكس هذا الإبقاء على الأسعار سياسة سعوية متأنية تجاه الأسواق الآسيوية، في وقت يراقب فيه المتعاملون مؤشرات العرض والطلب عن كثب لتقييم التأثير المحتمل لقرارات المنتجين وشروط السوق.
مؤشرات المتعاملين وردود الفعل
أعاد تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات الروسية والتباين في توقعات العرض والطلب ديناميكية التداولات في سوق النفط. مع تسجيل برنت ووسط تخطّي خام غرب تكساس مستوى 61 دولاراً للبرميل بعد تراجع حاد في الأسابيع السابقة، يتابع المتعاملون عن كثب تقارير الإنتاج وبيانات التحالفات وسير الأحداث الجغرافية السياسية التي قد تؤثر على الإمدادات. وفي ضوء هذه المتغيرات، تبقى أسواق النفط عرضة لتحركات حادة مع أي تطورات جديدة تتعلق بالإنتاج أو الطلب.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































