كتب: أحمد خالد
أطلق الإعلامي عمرو أديب وصف “مصر بلد غريبة” تعبيراً عن دهشته من حجم الخسائر والتجاوزات التي تطال التراث الأثري، مؤكداً أن كنوز مصر تتسرق بمعدلات تبعث على القلق. جاء ذلك خلال تقديمه برنامج “الحكاية” على قناة ام بي سي مصر، حيث أشار إلى اعتقاده الراسخ بوجود حالات سرقة لا نعرف عنها جميعاً، وأن البلاد تملك كمية كبيرة من الآثار يصعب حمايتها بشكل كامل.
تصريح عمرو أديب: قناعة بوجود سرقات مجهولة
قال عمرو أديب إن لديه قناعة راسخة بأن هناك أشياء كثيرة تُسرق من الآثار دون أن نعرف عنها شيئاً. وذكّر بعلامة الاستغراب التي عبر عنها بقوله “بلد غريبة بتدلدق تاريخ، اللي هو من كترها بتتسرق”، في إشارة إلى كثرة ما تملكه مصر من قطع أثرية تجعلها عرضة لفقدان بعضها. ووصف الإعلامي أن هذا الكم الهائل من الآثار يفاقم الصعوبة في حمايتها من السرقة أو التلف.
لو امتلكت دول أخرى 10% من آثارنا لاحتفلت: مقارنة توضيحية
أشار عمرو أديب إلى أن هناك دولاً حول العالم لو امتلكت 10% فقط من آثار مصر لعملت احتفالات كبرى، مضيفاً أن المقارنة تظهر تفاوت التقدير العام للتراث. وكرر في سياق حديثه التنبيه إلى أنّ كثيرين داخل مصر لا يتوقفون لتقدير الكم الهائل من الكنوز الأثرية التي يمتلكونها، وهو ما انعكس، بحسب كلامه، في تقبل بعض التجاوزات أو في تقاعس حماية بعض المواقع.
حوادث حديثة: سرقة أسورة ولوحة من مواقع أثرية
تطرّق مقدم برنامج “الحكاية” إلى حوادث حديثة أثارت الجدل، ومنها سرقة “أسورة” أثرية من المتحف المصري، تلاها ما وصفه المفاجأة بسرقة لوحة أثرية من أحد معابد سقارة. هذه الحوادث، بحسب أديب، تؤكد أن كنوز مصر تتسرق في أوقات متباينة وبطرق قد لا تكون جميعها مكشوفة لدى الجمهور أو الجهات المختصة، ما يدعو إلى إمعان النظر في كيفية حماية المتاحف والمواقع الأثرية والمخازن.
الكم الكبير عائق في حماية التراث
ذكر أديب أن كمية الآثار في مصر كبيرة جداً، ما يجعل من الصعوبة بمكان متابعة حمايتها ومراقبتها بشكل مستمر ومتكامل. وأوضح أن هذا الكم الضخم يسهم في ظاهرة “تدلدق التاريخ” كما وصفها، وهو توصيف يدل على أن الغِنى الأثري يمكن أن يتحول إلى عامل إعاقة إذا لم يترافق مع نظم فعالة للحفظ والمراقبة.
وجود مخازن تضم ملايين القطع وتأثير ذلك على الأمن التراثي
نقل الإعلامي عن تصريحات أو معلومات تفيد بوجود نحو مليوني قطعة أثرية في المخازن أيضاً، وهو رقم يبرز حجم ما يُحفظ خارج المتاحف العامة ويدل على تحديات إضافية في إدارة هذه المخازن وتأمينها. وأشار إلى أن وجود هذا الكم في المخزون لا يقلّل من أهمية حماية ما يعرض للعامة، بل يزيد من المسؤولية تجاه ما هو مخزن وغير معروض.
كنوز مصر تتسرق: أثر اللامبالاة والتقدير الناقص
لفت أديب إلى أن المصريين كثيراً ما لا يتوقفون لتقدير الكم الهائل من الكنوز الأثرية، وهو ما قد ينعكس في عدم الضغط الكافي على الجهات المعنية لتطوير إجراءات الحماية. وبيّن أن فقدان أي قطعة أثرية، سواء كانت أسورة أو لوحة أو غيرها، يمثل فقداناً لجزء من التاريخ والثقافة، وأن تكرار مثل هذه الحوادث يضع علامة استفهام حول فرص تكرارها في المستقبل.
تكرار الحوادث ورسائل للمسؤولين والجمهور
رأى مقدم “الحكاية” أن تكرار حوادث السرقة يحمل رسائل لكل من الجهات الرسمية والمسؤولين عن المواقع والمتحافز وأيضاً للجمهور. وأوضح أن الحديث عن مثل هذه الحوادث لا يهدف إلى خلق ذعر، بل إلى التنبيه إلى ضرورة مراجعة السياسات والإجراءات، لأن كنوز مصر تتسرق إذا ما تُركت بعض الثغرات غير المعالجة أو إذا لم تتضافر جهود الرقابة والحماية.
مطالب ضمنية للحماية الأثرية
بين سطور الحديث الذي أدلى به عمرو أديب، برزت مطالب ضمنية بحتمية تحسين آليات الحماية والأمن في المتاجر والمواقع والمخازن، وتعزيز وعي الجمهور بأهمية التراث وضرورة المحافظة عليه. أكد أديب أن حماية الآثار ليست مسؤولية جهة واحدة فحسب، بل هي مسؤولية جماعية تستلزم تعاون مؤسساتي ومجتمعي لأن الواقع الذي يرصده بأن كنوز مصر تتسرق ينعكس على الذاكرة الوطنية والتراث المشترك.
التغطية الإعلامية ودورها في كشف الخسائر
من خلال ما طرحه أديب على شاشة “ام بي سي مصر”، يتبين أن التغطية الإعلامية تلعب دوراً في كشف حالات السرقة ونشر الوعي حولها. ولعل طرح مثل هذه القضايا على منصات إعلامية شعبية يساهم في زيادة الضغط الشعبي على الجهات المختصة لمتابعة ومعالجة الثغرات التي تُمكّن من وقوع مثل هذه الحوادث المتكررة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































