كتب: أحمد خالد
أكدت الفنانة رانيا فريد شوقي في حديثها لقناة “القاهرة 24” أن السيرة أطول من العمر، وأن هذا المبدأ يشكل قاعدة أساسية في اختياراتها المهنية والشخصية. قالت رانيا إنها لا تقيس قيمة الدور بحجمه أو بكونها البطلة، بل بمضمونه ومدى تأثيره واحترامه للجمهور، مؤكدة أن الاسم الطيب والسيرة الحسنة هما ما يبقى بعد الرحيل. وأضافت أن ما ورثته من والدها، الفنان الراحل فريد شوقي، ليس مجرد مهنة أو موهبة فنية، بل قيم إنسانية وأسس مهنية توجه مسيرتها حتى اليوم.
فلسفة الاختيار الفني: المحتوى قبل المساحة
شرحت رانيا فريد شوقي فلسفتها في قبول الأدوار بأنها ترتكز إلى مضمون العمل بدلاً من التركيز على مساحة التمثيل أو لقب البطولة. قالت: “أنا مش بركز على مساحة الدور، بقدر ما بركز على مضمون الدور والعمل بشكل عام، مش ضروري أكون البطلة طول الوقت، المهم إني أقدم شيء مؤثر ومحترم يليق بالجمهور ويضيف لمسيرتي”. هذا الاتجاه عندها يعكس قناعة أن المضمون القوي يقدم قيمة أكبر من مدة الظهور، وأن الأعمال التي تترك أثرًا في الجمهور هي التي تُحسب في سجل الفنان. رانيا ترى أن السيرة أطول من العمر، لذا فإن كل اختيار فني يجب أن يخدم بناء سيرة حسنة وشهرة طيبة لا تختفي بمرور الوقت.
السيرة أطول من العمر: مبدأ موروث من والدها
أوضحت رانيا أن هذا المبدأ لم يأتِ من فراغ، بل هو تعليم ووراثة من والدها الراحل. أفادت بأن تأثير والدها لم يقتصر على الناحية الفنية، بل امتد إلى الجانب الإنساني أيضًا، مشددة على أن تأثيره كان “إنسانيا بامتياز”. نقلت عن والدها حكمة اعتاد على تكرارها: “البني آدم سيرة.. والسيرة أطول من العمر”، وهي عبارة اعتبرتها مقياسًا للتصرف والاختيار في الحياة والعمل. بالنسبة لرانيا، أن تبقى ذاكرة الناس محبة ومحترمة للفنان بعد رحيله هي أسمى غاية، وهذا ما يدفعها إلى اختيار الأدوار التي تليق بهذا الإرث.
تعليمات الأب: نحو اسم طيب وسيرة تُذكر بالخير
تطرقت رانيا إلى أن والدها لم يعلّمها فقط فنون التمثيل، بل علّمها أيضًا أن يحظى الإنسان باسم طيب وسيرة حسنة. وقالت إن هذا التعلم يظهر بوضوح في كافة قراراتها الفنية، وأن القيمة الحقيقية للعمل تكمن في احترام الجمهور وإضافة قيمة للمشاهد. رانيا أشارت إلى أن السعي للحفاظ على السيرة الطيبة لا يقتصر على التمثيل وحده، بل ينعكس على كل تعاملات الفنان وسلوكه العام، لأن السيرة الجيدة هي التي تبقى بعد الزمان وتٌروى للأجيال. ومن هذا المنطلق تتشكل معاييرها التي تقودها لاختيار المشاريع التي تُرضي ضميرها وتُحترم من قِبل الجمهور.
حضور الراحل على السوشال ميديا: دليل على أثر السيرة
لفتت رانيا إلى أنها كثيرًا ما تلمس تقدير الجمهور لوالدها عبر منصات التواصل الاجتماعي، سواء من خلال إعادة نشر لقاءات قديمة أو عبر تعليق أصدقاء ومحبي الراحل عنه. أشارت إلى أن رؤية الفيديوهات والتعليقات التي تستعيد ذكراه تجعلها تشعر بمدى التأثير الذي كان له، وأن هذا التأثير يثبت مقولة أن السيرة أطول من العمر. رأت أن تكرار الذكر الطيب في تعليقات الجمهور، حتى من الأجيال التي لم تشاهد الراحل مباشرة، هو تأكيد على أن الأثر الحقيقي للفنان لا يزول، وأن الذاكرة الجماهيرية تحتفظ بمن ترك أثرًا إنسانيًا وفنيًا.
أثر التقدير الجماهيري على مسيرة الفنانة
تحدثت رانيا أيضًا عن كيفية تأثير تقدير الجمهور لوالدها على نظرتها لمهنتها، وقالت إن مشاهدة ردود الفعل والذكريات المتداولة عن فريد شوقي تحفزها على الاستمرار في نفس النهج. رانيا ترى أن الشعور بأن الناس تتذكر الراحل بكل احترام وحب يُعد معيارًا للنجاح الحقيقي، وبناءً عليه فإن كل عمل تختاره يجب أن يسهم في تعزيز هذا النوع من التذكر الطيب. السيرة أطول من العمر بالنسبة لها ليست مجرد عبارة ورثتها، بل مبدأ عملي يترجم إلى اختيارات يومية في العمل والتعامل مع الجمهور.
الاسم الطيب والالتزام بالمسؤولية المهنية
أشارت الفنانة إلى أن الحفاظ على “الاسم الطيب” يتطلب التزامًا ومواقف واضحة في الوسط الفني، وأن هذا الالتزام هو ما يجعل السيرة تبدو أطول من العمر. وذكرت كيف أنها تلمس احترام الجمهور ليس فقط من خلال الأعمال الفنية، بل أيضًا عبر سلوكيات الناس وتعليقاتهم. رانيا اعتبرت أن الالتزام بالقيم التي تعلمتها من والدها يضعها في موقع المسؤولية تجاه المشاهد ويحفزها على تقديم عمل يحترم التاريخ الفني والأخلاقي لعائلتها، مع السعي لمواصلة المسير على درب يليق بذاكرة الجمهور.
إرث فني وإنساني يتجدد في الاختيارات
ختمت رانيا حديثها بالتأكيد على أن الإرث الذي ورثته عن والدها يتمثل في مزيج من الموهبة والإنسانية، وأن هذا المزيج هو ما يوجه اختياراتها الفنية. رانيا ترى أن المحافظة على السيرة الطيبة والاسم الحسن ليست مهمة تنحصر في الماضي، بل هي واجب مستمر تتطلبه الحياة الفنية، لأن السيرة أطول من العمر وتظل على لسان الناس وتؤثر في تقديرهم للفنان وأعماله. بذلك تضع رانيا فريد شوقي معيارًا واضحًا في عالم الفن: العمل الذي يعتز به الفنان في حياته هو نفسه ما يضمن له ذكراه المحترمة بعد رحيله.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































