كتب: أحمد خالد
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط متهمين متورطين في استغلال أطفال في التسول بالقاهرة والجيزة، في حملة أمنية نفذتها الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة. وأسفرت الحملة عن ضبط 17 متهمًا بينهم 7 رجال و10 سيدات، كما تم العثور على 24 طفلًا كانوا معروضين للخطر أثناء قيامهم ببيع السلع أو التسول تحت إشراف المتهمين. وقد أقر المتهمون بنشاطهم الإجرامي المتمثل في استغلال الأطفال في التسول لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، واتُّخذت ضدهم الإجراءات القانونية اللازمة.
تفاصيل الحملة الأمنية وإجراءات الضبط
جاءت هذه الحملة في إطار جهود مكافحة الظواهر المجتمعية المسيئة لحماية الطفولة، حيث بادرت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث إلى تنفيذ سلسلة مداهمات ورصد لأنماط استغلال الطفولة في أعمال التسول وبيع السلع بطريقة إلحاحية. وأسفرت الحملات عن ضبط 17 متهمًا في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة، بينهم 7 رجال و10 سيدات، من بينهم 13 متهمًا لديهم معلومات جنائية سابقة. وقد أدى الضبط الفوري إلى إيقاف أساليب الاستغلال المباشرة وحماية الأطفال الذين وُجدوا في حالات تعرض للخطر.
ظاهرة استغلال أطفال في التسول وأساليب العمل
تُظهر نتائج الحملة الأساليب التي اتبعها المتهمون في استغلال أطفال في التسول، حيث كانوا يشرفون على الأطفال أثناء قيامهم ببيع سلع أو طلب الصدقات بطريقة إلحاحية، مستغلين حاجة الأسر أو وضع الأطفال لفرض سيطرة اقتصادية وحضور متكرر في الشوارع. وقد جاء اعتراف المتهمين بنشاطهم الإجرامي دليلاً على وجود شبكة أو تنظيمات محلية تعتمد على استغلال الأطفال لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، الأمر الذي دعا إلى تدخل السلطات الأمنية لحماية الأطفال وملاحقة المتورطين قانونيًا.
حالة الأطفال المضبوطين والإجراء المتخذ تجاههم
خلال الحملة، تم ضبط 24 طفلًا كانوا في حالة تعرض حقيقية للخطر أثناء قيامهم بأعمال بيع سلع أو التسول تحت إشراف المتهمين. وبعد ضبطهم، جرت أعمال المعاينة والتحقق من أوضاع كل طفل، وبُذلت الجهود لتسليمهم إلى ذويهم بعد أخذ التعهد اللازم بحسن رعايتهم. وفي الحالات التي تعذر الوصول إلى أولياء أمورهم، تم التنسيق مع الجهات المعنية لإيداع هؤلاء الأطفال بإحدى دور الرعاية المتخصصة، حفاظًا على سلامتهم وصون حقوقهم الأساسية.
الإجراءات القانونية ضد المتهمين وتسجيل السوابق
اتخذت السلطات الإجراءات القانونية حيال المتهمين الذين اعترف عدد منهم بنشاطهم في استغلال الأطفال في التسول، وشملت الإجراءات توقيف المشتبه بهم وإحالتهم للجهات المختصة لاستكمال التحقيقات وإعداد المستندات اللازمة للعرض على النيابة العامة. وتجدر الإشارة إلى أن 13 من المتهمين لديهم معلومات جنائية سابقة، ما يعكس تكرار الوقوع في مثل هذه الأفعال أو ارتباط بعض الجهات المنظمة بسوابق جنائية، مما يعزز حاجة المتابعة القضائية الحازمة لتحديد المسئوليات وطبيعة الجرائم المرتكبة.
دور مؤسسات الرعاية والجهات المعنية بعد الضبط
بعد ضبط المتهمين والأطفال، تم التنسيق بين أجهزة الأمن والجهات المعنية بحماية الطفولة لضمان اتخاذ الخطوات اللازمة لرعاية الأطفال وإعادة تأهيلهم، سواء عبر التسليم إلى ذويهم مع التعهدات المطلوبة أو إيداع من تعذر الوصول إلى أسرهم في دور رعاية متخصصة. وتأتي هذه الخطوات في إطار مسؤولية مشتركة بين الجهات الأمنية والاجتماعية لضمان عودة الأطفال إلى بيئة أكثر أمانًا والتقليل من مخاطر تعرضهم للاستغلال أو العودة إلى دوائر الاستغلال مرة أخرى.
أبعاد اجتماعية وأمنية لظاهرة استغلال الأطفال في التسول
تكشف هذه القضية عن أبعاد اجتماعية وأمنية مترابطة، إذ إن استغلال الأطفال في التسول لا يقتصر على جرم واحد بل يرتبط بظروف اجتماعية واقتصادية قد تستغلها عناصر إجرامية لتحقيق كسب غير مشروع. كما يبرز ضبط متهمين في محافظتين كبيرتين مدى انتشار هذه الظاهرة وتعقيد سبل مواجهتها، مما يلقي بعبء إضافي على مؤسسات الحماية الاجتماعية والسلطات الأمنية للقيام بدورها في التصدي لشبكات الاستغلال وضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع.
ضرورة تكاتف الجهات المختصة لمكافحة الاستغلال
توضح نتائج الحملة الحاجة إلى تضافر جهود مؤسسات الدولة المعنية بالطفولة والعدالة الجنائية والجهات المجتمعية لمنع استغلال الأطفال في التسول، من خلال تبادل المعلومات والتنسيق المستمر لإحالة الحالات إلى خدمات الحماية وإجراءات إعادة الإدماج الاجتماعي. كما يشدد الموقف الرسمي على متابعة ملف الأطفال الذين تم ضبطهم لضمان حصولهم على الرعاية اللازمة والتأكد من عدم تعرضهم لمخاطر جديدة بعد تسليمهم إلى ذويهم أو إلى دور الرعاية.
ملاحظات حول قضايا متابعة وضبط مرتكبي استغلال الأطفال
تُعد هذه الحملة مثالًا على قدرة الأجهزة الأمنية على رصد وملاحقة شبكات استغلال الطفولة في بيئات حضرية مزدحمة، لكن نجاح المواجهة يتطلب استمرارية في الحملات، وبناء آليات حماية فعّالة للأطفال المعرضين للخطر، وتعاونًا مجتمعيًا يكشف عن مظاهر الاستغلال فورًا. ومع الاعترافات التي أدلى بها المتهمون بشأن استغلال الأطفال في التسول، تبقى الحاجة ملحة لتكثيف الرقابة وإجراءات الوقاية لتقليص قدرة المتورطين على إعادة إنتاج هذه الأفعال مستقبلاً.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































