كتب: علي محمود
علق الرئيس السوري أحمد الشرع على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة مؤكداً أنه “لا أرغب في شن حرب على إسرائيل”، وأن سوريا لم تستفز إسرائيل منذ وصوله إلى دمشق ولا تتطلع إلى تشكيل تهديد لها أو لأي دولة أخرى. جاءت تصريحات الشرع خلال مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على قناة CBS NEWS الأمريكية، حيث جدد موقفه من التصعيد العسكري والاعتداءات، مشدداً على أن بلاده لا تسعى للحروب ولا تريد أن تتحول الأوضاع إلى مواجهات واسعة. لا أرغب في شن حرب على إسرائيل كانت عبارة متكررة في حديثه لتعكس رغبة النظام السوري في تجنب زعزعة الاستقرار الإقليمي، مع التشديد في الوقت نفسه على مطالب الانسحاب والرد القانوني على ما وصفه بانتهاكات سيادة الدولة السورية.
الشرع: لا أرغب في شن حرب على إسرائيل
في حديثه المباشر قال الرئيس أحمد الشرع إن الهدف ليس إطلاقاً مواجهة مسلحة موسعة، وأن مقاربته ترتكز على تجنّب الدخول في نزاعات تمتد إلى حرب شاملة. عبارة “لا أرغب في شن حرب على إسرائيل” لم تكن مجرد تصريح رمزي، بل جاءت في سياق تفسيره لخطوطه الحمراء تجاه الاستفزازات الإسرائيلية، مؤكداً أن موقف سوريا منذ وصوله إلى السلطة في دمشق لم يكن استثارة أو استفزازاً لإسرائيل. وأشار الشرع إلى أنه لا يريد لسوريا أن تكون تهديداً لإسرائيل أو لأي دولة، بما يعكس سياسة عدم الانطلاق نحو تصعيد عسكري دون مبرر يؤكد الضرورة الوطنية.
رد الشرع على استهداف القصر الرئاسي وادعاء إعلان الحرب
تطرّق الشرع إلى حادث استهداف القصر الرئاسي الذي وصفه بأنه لم يكن مجرد محاولة إيصال رسالة بل “إعلان حرب” في نظره، معتبراً أن هذا الفعل يتجاوز حدود الاعتداء التقليدي. مع ذلك كرر قوله “لا أرغب في شن حرب على إسرائيل” في إشارة إلى أن الرد لا يجب أن يأخذ طابع المواجهة الكاملة. الشرع طالب بوجوب انسحاب إسرائيل من أي نقطة احتلتها بعد الثامن من ديسمبر، مؤكداً أن أي تصعيد ينبغي أن يُقابَل بتحرك دبلوماسي وسياسي إلى جانب الحقوق الدفاعية للدولة السورية دون اللجوء بالضرورة إلى خيار الحرب الشاملة.
تكلفة إعادة الإعمار ومعوقات العقوبات الدولية
تطرق الرئيس الشرع إلى حجم الدمار الذي ألحقته الحرب ببنية الدولة السورية، مشيراً إلى أن تكلفة إعادة الإعمار لما دمره نظام بشار الأسد خلال فترة الحرب تقدر بين 600 و900 مليار دولار. واعتبر أن هذه الأرقام تتطلب دعمًا واسعًا من المجتمع الدولي للمباشرة بعمليات إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى مناطق واسعة من البلاد. كما شدد على أن العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على سوريا تعرقل جهود إعادة الإعمار، معتبرًا أن رفع هذه العقوبات أو تيسير آليات تمويلية دولية سيكون عاملًا مهماً في إعادة بناء البنى التحتية ومعالجة تبعات الحرب الاقتصادية والاجتماعية.
سياسة الانفتاح على شراكات تحترم السيادة
أوضح الشرع أن بلاده ستكون منفتحة على الشراكات الدولية التي تحترم سيادتها، وأن سوريا تستحق أن تعيش بسلام وأمن، مشدداً على أن ذلك يصب في مصلحة المنطقة والعالم بأسره. وفي معرض حديثه عن العلاقات الدولية، كرر الرئيس العبارة “لا أرغب في شن حرب على إسرائيل” لتأكيد أن الانفتاح الاقتصادي والدبلوماسي لا يعني تنازلاً عن الحقوق أو عن ضرورة حماية السيادة الوطنية. وقد دعا إلى شراكات بنّاءة تراعي خصوصية الوضع السوري وتلتزم بالمبادئ الدولية التي تحترم سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
العقوبات وضرورتها لإعادة الحياة الاقتصادية
اعتبر الشرع أن العقوبات الدولية تُشكل عائقاً ملموساً أمام تعافي الاقتصاد السوري وإتمام مشاريع إعادة الإعمار، خاصة في ضوء الحاجات الكبيرة والموارد المطلوبة لإصلاح البنى التحتية المتضررة. وأشار إلى أن تخفيف بعض الإجراءات الاقتصادية أو توفير مسارات تمويلية دولية مشروطة قد يساعد في تسريع العودة إلى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. كما ربط الرئيس بين السلام الداخلي وإمكانية استقطاب الاستثمارات الخارجية، مع التأكيد مجدداً أن الهدف الأسمى هو أن تعيش سوريا “بسلام وأمن” وأن هذا المطلب يخدم مصالح المنطقة بأسرها.
المسائل الداخلية: الساحل والسويداء والعدالة القانونية
تطرق الشرع إلى أحداث الساحل والسويداء، مؤكداً أن هذه القضايا مسائل داخلية يجب أن تُعالَج قانونياً وفق أطر العدالة والأنظمة المعمول بها. وأكد أن الدولة ملتزمة بمحاكمة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين، “من أي طرف كان”، مشدداً على الالتزام بالمسارات القانونية لضمان محاسبة المسؤولين واسترداد الحقوق للضحايا. وشدد على أن معالجة هذه القضايا داخلياً من خلال المحاكم والقانون تشكل جزءاً من استعادة النظام والثقة بين المواطنين والدولة.
الخطاب الدبلوماسي والاهتمام بالمصلحة الإقليمية
في سياق حديثه عن العلاقات مع الخارج، أبرز الشرع أن مصلحة سوريا مرتبطة بالاستقرار الإقليمي وأن التعامل مع القضايا الإقليمية يجب أن يراعي تأثيرها العريض. وقال إن موقفه الداعي لتجنب الحرب لا يعد تنازلاً عن الحقوق بل محاولة للحفاظ على الأمن الإقليمي وتفادي اندلاع مواجهات قد تمتد لتشمل دولاً عديدة. ومن هذا المنطلق، تتضح لدى الشرع رؤية تقوم على موازنة الردّ على الاعتداءات مع السعي إلى حلول دبلوماسية وقانونية تمنع تدهور الأوضاع إلى صراع مسلح كامل.
دعوة للمجتمع الدولي لدعم إعادة البناء
جدد الشرع دعوته للمجتمع الدولي لتقديم دعم واسع لسوريا من أجل تمويل إعادة الإعمار ومعالجة آثار الحرب الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن ذلك يتطلب سياسات مرنة تسمح بتعاون دولي لا يمس بسيادة البلاد. وتكررت عبارة “لا أرغب في شن حرب على إسرائيل” في سياق الدعوة إلى حلول سلمية وبناءة، حيث ربط الرئيس بين الاستقرار الداخلي والقدرة على استقطاب الدعم الدولي اللازم لإعادة البناء وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين المتأثرين بالحرب. وفي نهاية حديثه أشار الشرع إلى أن السعي إلى السلام والتعاون الدولي هو السبيل لإعادة الاعتبار للدولة السورية وإعادة توزيع فرص التنمية على نطاق واسع.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































