كتب: صهيب شمس
ارتفعت أسعار النفط في جلسة الخميس السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أفاد فيها بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهد بأن توقف الهند عن شراء النفط الروسي، ما أثار مخاوف بشأن تشديد المعروض العالمي وتحريك الأسعار صعوداً. توقف الهند عن شراء النفط الروسي ظهر كعامل محوري في تحرك السوق المباشر، وبدت الأسواق المتداخلة مع مسار السياسات الدولية والقرارات التجارية.
تأثير تصريحات ترامب وتوقعات السوق
تسببت تصريحات ترامب بأن توقف الهند عن شراء النفط الروسي في انتعاش أسعار الخام خلال التداولات، إذ يرى المتعاملون أن أي تخفيض في مشتريات كبيرة مثل الهند قد يضغط على الإمدادات المتاحة في أسواق أخرى. وقال الرئيس الأميركي إن واشنطن ستسعى بعد ذلك لدفع الصين إلى اتخاذ خطوة مماثلة، وهو ما يعكس مساعي الإدارة الأميركية لتقليص إيرادات روسيا من قطاع الطاقة والضغط عليها للتفاوض بشأن اتفاق سلام في أوكرانيا. هذا المسار السياسي بات مؤثراً في تقييمات المستثمرين وقرارات المتاجرة في العقود الآجلة.
تحركات الأسعار والأرقام القياسية
شهدت أسعار الخام تحسناً أمس الخميس، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.8% لتسجل 62.42 دولاراً للبرميل، في حين صعدت عقود الخام الأميركي بنسبة 0.9% مسجلة 58.77 دولاراً للبرميل. ويشير هذا الارتفاع إلى استجابة سريعة من السوق لأي إشارة قد تؤثر على توازن العرض والطلب العالميين. ومن الجدير بالذكر أن الخامين القياسيين لامسا أدنى مستوى لهما منذ أوائل مايو/أيار في الجلسة السابقة، وهو هبوط عزته الأسواق إلى التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتحذير وكالة الطاقة الدولية من فائض كبير في العام المقبل مع رفع منتجي أوبك+ الإنتاج وسط ضعف الطلب.
موقف الهند ودورها في إمدادات النفط الروسية
تأتي تصريحات ترامب في إطار التأكيد على أن الهند قد تعدل سياسات استيرادها، إذ تعد روسيا أكبر مورد للنفط بالنسبة للهند وتزودها بنحو ثلث وارداتها من الخام. ويعني وقف أو خفض الهند مشترياتها من النفط الروسي أن هناك إعادة توزيع محتملة للشحنات والأسواق، ما قد يؤدي إلى ضغوط على الإمداد في مناطق أخرى أو تغييرات في أسعار النفط على المدى القريب. توقف الهند عن شراء النفط الروسي يصبح حينها عاملًا ذا وقع مزدوج، يؤثر على سياسات الطاقة الهندية وعلى استراتيجيات الموردين والمشترين في الأسواق العالمية.
استعدادات مصافي التكرير الهندية لتقليص الواردات
أفادت مصادر مطلعة لرويترز أن بعض شركات التكرير الهندية تتأهب لخفض وارداتها من النفط الروسي، مع توقعات بأن يتم ذلك تدريجياً. هذه الاستعدادات تشير إلى أن سوق التكرير في الهند يراقب بدقة التطورات السياسية والدبلوماسية، وقد يقوم بتعديل عقوده التجارية ومصادر التوريد وفقاً للمستجدات. ومع كون الهند طرفاً رئيسياً في سوق النفط الروسي المنقول بحراً، فإن أي تغيير في سلوك مصافيها سيكون له انعكاس على سلاسل التوريد والأسعار الإقليمية.
القرارات والضغوط الدولية على صادرات الطاقة الروسية
في إطار الجهود الدولية، أعادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على قطاعات روسية عدة، فيما أعلنت الحكومة البريطانية أيضاً عقوبات جديدة تستهدف بشكل مباشر شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين، وهما من أكبر شركات الطاقة في العالم. كما صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأنه أبلغ وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو بأن إدارة ترامب تتوقع أن توقف اليابان استيراد منتجات الطاقة الروسية، مما يعكس تنسيقاً دولياً يسعى إلى تقليل اعتماد الدول الكبرى على موارد الطاقة الروسية. هذه الضغوط تأتي متزامنة مع دعوات لخفض عائدات موسكو من النفط كوسيلة لزيادة الضغوط السياسية والدبلوماسية.
علاقة الصين والهند بسوق النفط الروسي
تُعد كل من الهند والصين أكبر مشترين للنفط الخام الروسي المنقول بحراً، وهو ما يجعل أي تغيير في سياسات هذين البلدين ذا أثر مباشر على صافي صادرات روسيا وأسعار النفط العالمية. تحرك الهند نحو خفض أو إيقاف وارداتها من النفط الروسي كما قال ترامب قد يدفع الصين إلى إعادة تقييم خياراتها، خاصة إذا توافقت الضغوط الدولية والسياسات الاقتصادية مع رغبة المنتجين والمشترين في تعديل الشبكات التجارية. في هذا السياق، تلعب تصريحات القادة والدول دوراً في تحريك توقعات السوق، وتصبح أخبار السياسة الخارجية ومفاوضات الطاقة جزءاً من الديناميكية السعرية.
تأثير توقعات الوكالة الدولية للطاقة وأوبك+
أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى احتمال فائض كبير في العام المقبل نتيجة رفع منتجي أوبك+ الإنتاج وسط ضعف الطلب، وهو تحذير كان له أثر في المداولات السابقة وأسهم في هبوط الأسعار إلى مستويات لم تُسجل منذ أوائل مايو/أيار خلال الجلسات الماضية. ومع ذلك، فإن تطورات مثل إعلان أن توقف الهند عن شراء النفط الروسي قد تعيد التوازن إلى السوق وتقلص من احتمال الفائض، zumindest على المدى القريب، بحسب تحركات المتعاملين. لذا يتابع المستثمرون والمحللون كيف ستتداخل سياسات الإنتاج مع قرارات الشراء لدى الدول الكبرى.
الأسواق في مواجهة التقلبات السياسية والتجارية
تجمع التطورات الأخيرة بين عناصر سياسية وتجارية واقتصادية: توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، إجراءات عقابية دولية ضد شركات روسية كبرى، وتحركات مشترين كبار مثل الهند وربما اليابان والصين. وفي هذا المشهد، يمكن أن يؤدي أي قرار متعلق بتوقف الهند عن شراء النفط الروسي إلى إعادة توزيع الشحنات والضغوط السعرية، بينما تستمر وكالات الطاقة والمؤسسات المالية في مراقبة بيانات الطلب والإمداد. الأسواق بدورها تعكس هذه المخاطر والتوقعات في أسعار الخام وسلوك المتعاملين خلال الجلسات.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































