كتب: أحمد خالد
صعود الأسواق الآسيوية تواصل زخمه في تداولات اليوم الخميس، مع تفاؤل واسع النطاق بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. شهدت الأسواق ارتفاعات ملحوظة في عدد من المؤشرات الرئيسية، بينما حدّت بعض التوترات التجارية والجيوسياسية من وتيرة الصعود، ما جعل الأداء متبايناً عبر المنطقة.
صعود الأسواق الآسيوية: محرك أستراليا وبيانات الوظائف
قاد الأداء القوي في أستراليا جزءاً كبيراً من موجة صعود الأسواق الآسيوية، حيث سجل مؤشر إس آند بي/إيه إس إكس 200 (S&P/ASX 200) أعلى مستوى له على الإطلاق، بعد قفزة بنسبة 1.3% ليصل إلى 9,109.7 نقطة، وفقاً لموقع إنفستنج الأمريكي. جاء هذا الارتفاع القوي متزامناً مع صدور بيانات سوق العمل الأسترالية التي أظهرت ارتفاع معدل البطالة إلى 4.5% في سبتمبر الماضي مقارنة بـ4.3% في أغسطس، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2021. كما أظهرت البيانات إضافة 14,900 وظيفة فقط خلال الشهر، وهو رقم أقل من التوقعات التي رجّحت إضافة 20,500 وظيفة، فيما ارتفعت نسبة المشاركة في قوة العمل إلى 67.0%.
تأثير توقعات خفض الفائدة على صعود الأسواق الآسيوية
عزّزت بيانات سوق العمل الأضعف في أستراليا توقعات الأسواق بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي في الفترة المقبلة، خاصة بعد أن قرر البنك الإبقاء على سعر الفائدة عند 3.6% في اجتماعه الأخير في سبتمبر. وبالموازاة، بثّت التوقعات بخفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مزيداً من الزخم إلى صعود الأسواق الآسيوية، مع ترجيحات سوقية بخفض بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك الفيدرالي المرتقب يومي 28 و29 أكتوبر الجاري، واحتمالات لخفض إضافي في ديسمبر المقبل. شكلت هذه التوقعات عاملاً مركزياً في تحريك تدفقات المستثمرين وإعادة تسعير الأصول ضمن الأسواق الآسيوية.
تفاوت الأداء بين البورصات الآسيوية الكبرى
لم يكن صعود الأسواق الآسيوية موحداً عبر جميع البورصات، إذ تسجّل مناطق متباينة من المكاسب والخسائر. في كوريا الجنوبية، قاد مؤشر كوسبي المكاسب مرتفعاً بنحو 2% تقريباً، فيما ارتفعت البورصة اليابانية بقيادة نيكي225 بنسبة حوالي 1%، بينما زاد المؤشر الأوسع توبكس بنسبة تقدر بنحو 0.6%. على الجانب الآخر، شهدت أسواق أخرى أداءً متراجعاً، حيث تراجع مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة بنسبة 0.4%، بينما كانت العقود الآجلة لمؤشر نيفتي 50 الهندي عند مستويات مرتفعة طفيفاً قبيل افتتاح السوق. وفي الصين، سجل مؤشر سي إس آي 300 (CSI 300) ارتفاعاً بنسبة 0.2%، فيما استقر مؤشر شنجهاي المركب دون تغيير يُذكر، بينما هبط مؤشر هانج سنج في بورصة هونج كونج بنسبة 0.1%.
العوامل المحددة لزخم الصعود والقيود الجيوسياسية
على الرغم من المؤشرات الإيجابية المرتبطة بتوقعات خفض الفائدة، بقيت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عاملاً مقللاً من وتيرة الصعود، إذ أبقى بعض المستثمرين على موقف حذر في ظل أجواء جيوسياسية مضطربة. مثلت هذه المخاوف عاملاً موازناً أمام التأثير الإيجابي لتوقعات التضييق المالي المخفف، وهو ما جعل تحركات الأسعار أكثر تقلباً واعتماداً على الأخبار الاقتصادية والسياساتية المتدفقة.
تفاعل المستثمرين مع إشارات البنوك المركزية
شكلت إشارات البنوك المركزية، سواء من بنك الاحتياطي الأسترالي أو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مفتاح تفسير لحالة السوق. فقد عززت بيانات سوق العمل الأضعف في أستراليا من ترجيحات التيسير النقدي المقترن بخفض أسعار الفائدة، مما دفع بعض المستثمرين إلى إعادة تخصيص محافظهم لصالح الأصول الحساسة لأسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، يأمل المتعاملون بسوق الأسهم في أن تفتح خفضات الفائدة المحتملة نوافذ دعم أوسع للنمو الاقتصادي وتأثيرات إيجابية على أرباح الشركات، وهو ما تجلى جزئياً في صعود عدد من المؤشرات الإقليمية.
قراءة سريعة لأداء القطاعات والمؤشرات
بينما أظهرت المؤشرات العامة ارتفاعات متفاوتة، انعكست هذه الحركات على مستوى قطاعات متعددة داخل الأسواق الآسيوية. وقد كان لعرضية الأرقام الاقتصادية والتوقعات المستقبلية دور في توجيه السيولة نحو القطاعات ذات الحساسية لأسعار الفائدة. مع استمرار القراءة الدقيقة لبيانات التوظيف والبطالة ومؤشرات النشاط الاقتصادي الأخرى، يبقى المستثمرون متيقظين لأي إشارات قد تعيد تشكيل اتجاهات السوق في الجلسات المقبلة.
مآلات التداول في الجلسات المقبلة
يبقى المستقبل القريب مرتبطاً بتطورات عدة، أبرزها مواقف البنوك المركزية وبيانات السوق القادمة، إلى جانب أي تصعيد أو تهدئة في العلاقات التجارية بين القوى الكبرى. ومع ترجيحات الأسواق لخفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع أواخر أكتوبر، تواصل الأسواق موازنة الفرص مع مخاطر التوترات الجيوسياسية، ما يؤدي إلى بروز سيناريوهات متباينة لأداء الأسهم الآسيوية في الجلسات اللاحقة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































