كتب: أحمد خالد
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي إبقاء إغلاق معبر رفح مغلقًا يشكل انتهاكًا “صارخًا” لاتفاق وقف إطلاق النار و”تنصلاً” من الالتزامات التي قطعت أمام الوسطاء والجهات الضامنة. وحذرت الحركة من أن إغلاق معبر رفح سيؤدي إلى تأخير كبير في تسليم رفات الأسرى ويعرقل الإجراءات الفنية والطبية الضرورية لانتشال الجثامين وتحديد هويتها.
رد حماس على قرار الإغلاق
أوضحت حماس في بيانها أن قرار إبقاء إغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعد خرقًا واضحًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت الحركة إن هذا الإغلاق يكشف “تنصلاً من الالتزامات التي قطعها أمام الوسطاء والجهات الضامنة”، متهمةً قيادة إسرائيل بـ”اختلاق ذرائع كاذبة لعرقلة تنفيذ الاتفاق والتهرب من التزاماتها”. وشددت حماس على أن استمرار إغلاق معبر رفح يعد إمعانًا في تعطيل الاتفاقيات المتفق عليها مع الوسطاء، ويضعف الثقة في قدرة الأطراف الضامنة على ضمان تنفيذ البنود المتفق عليها.
آثار إغلاق معبر رفح على تسليم الرفات
نبهت الحركة إلى أن إغلاق معبر رفح يمنع دخول المعدات المتخصصة اللازمة للبحث عن المفقودين تحت الأنقاض ويحول دون وصول فرق الطب الشرعي والأدوات اللوجستية الضرورية لتحديد هوية الجثث. وأضافت حماس أن هذا الأمر يترتب عليه “تأخيرات كبيرة في استعادة ونقل الرفات”، ما يؤثر على جهود التعرف على الضحايا وتسليم رفاتهم إلى ذويهم. وأكدت الحركة أن فتح المعبر ضروري لتسهيل عمليات البحث والانتشال وإتمام الإجراءات الطبية والقانونية المتعلقة بالرفات.
اتهامات باختلاق ذرائع كاذبة
اتهمت حماس السلطات الإسرائيلية بـ”اختلاق ذرائع كاذبة لعرقلة تنفيذ الاتفاق والتهرب من التزاماتها”، معتبرة أن هذه الذرائع تهدف إلى إطالة أمد الإغلاق وتفريغ الاتفاق من مضمونه. واستندت الحركة في انتقادها إلى إعلان مكتب رئيس الوزراء الذي نص على إبقاء المعبر مغلقًا “حتى إشعار آخر”، وهو ما اعتبرته الحملة الإسرائيلية إمعانًا في مخالفة ما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء. وحملت حماس القرار مسؤولية عرقلة الجهود الإنسانية والفنية المبذولة لاستعادة الرفات وتسليمها إلى الجانب الإسرائيلي.
دعوة للوسطاء والجهات الضامنة للتحرك
حثت حماس الوسطاء والجهات الضامنة على التحرك السريع والضغط على إسرائيل لإعادة فتح المعبر فورًا والالتزام بكافة بنود الاتفاق. وشددت الحركة على ضرورة تدخل الضامنين من أجل إلزام الجانب الإسرائيلي بتنفيذ ما تبقى من التزامات، خصوصًا ما يتعلق بتسليم رفات الأسرى وتهيئة الظروف اللازمة لعمل فرق الطب الشرعي والدوريات الإنسانية. وجددت حماس مطالبتها بفتح المعبر لتمكين وصول المعدات والفرق المتخصصة دون عراقيل أو تأخير.
تسليم جثتين وإجراءات الصليب الأحمر
في سياق متصل، أفادت حماس بأنها سلمت جثتي أسيرين إسرائيليين إلى فرق في غزة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وتم نقلهما لاحقًا إلى الجيش الإسرائيلي. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادرها أن “جثتي قتيلين إسرائيليين وصلتا الآن إلى أيدي الصليب الأحمر وفي طريقهما إلى الجيش المحتل”. ويأتي ذلك في ظل الخلاف حول إغلاق المعبر الذي يؤثر على عمليات النقل والتسليم بين الأطراف المعنية.
اتفاق تبادل الأسرى وإطلاق سراح رهائن
أشارت الحركة إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تضمنت تبادلًا شمل إطلاق سراح رهائن وإعادة رفات أسرى مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وذكرت حماس أنها أطلقت سراح 20 رهينة إسرائيليًا على قيد الحياة وسلمت رفات 11 أسيرًا آخرين مقابل إطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني، وفق ما نص عليه الاتفاق. وأضاف البيان أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بناءً على خطة قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن المرحلة الأولى من التبادل قد جرت في إطار تلك الخطة.
الالتزامات المتبادلة في ظل شكوك التنفيذ
ورغم الاتفاق المعلن والتسليمات التي تمت فعلاً، أعربت حماس عن قلقها من أن إجراءات من جانب إسرائيل، وعلى رأسها إبقاء إغلاق معبر رفح، قد تقوّض تنفيذ باقي بنود الاتفاق. واعتبرت الحركة أن استمرار الإغلاق يشكل سابقة خطيرة قد تؤثر في سير المراحل التالية المتفق عليها وتُعيق التقدم في ملف تبادل الأسرى والرفات. وطالبت حماس بأن يكون هناك ضمانات فعّالة من الوسطاء لتفادي أي تلاعب في مهل التنفيذ أو استخدام قضايا إنسانية كأداة تفاوضية.
ما بين الاتهام والتصعيد الإعلامي
أعاد بيان حماس تصعيدًا في الخطاب الإعلامي حول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، حيث واصلت الحركة اتهامها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه “تنصل” وأنه “اختلق ذرائع كاذبة”. وهذا الخطاب يضع الضوء على ازدواجية التوقعات بين ما تم الاتفاق عليه على مستوى المفاوضات وموقف التنفيذ الميداني، لا سيما فيما يتعلق بفتح المعابر لضمان سلاسة الإجراءات الإنسانية والطبية. وبحسب البيان، فإن المسائل المتعلقة بفتح المعبر وتسهيل دخول المعدات والفرق المتخصصة تظل من البنود الحساسة التي تتطلب تحركًا سريعًا من الوسطاء لضمان عدم تعطيلها.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































