كتب: علي محمود
أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور أحمد عبد العظيم، الجوانب الشرعية المتعلقة بالصلاة بعد إجراء عملية في البطن مع وجود جرح يمنع الغسل. وبيّن أمين الفتوى أن مسألة الصلاة بعد عملية جراحية تفتح باب السؤال عن بدائل الطهارة الشرعية، خاصة حين يتعذر الاستحمام الكامل لأسباب طبية، وأن الأحكام تتوقف على سؤال واحد رئيس: هل الغسل واجباً شرعاً أم لا؟ كما بَيَّن طرقًا مشروعة للطهارة في حالات المشقة أو الضرر التي تمنع الغسل الكامل، مؤكداً أن الأساسي هو تحقيق الطهارة المطلوبة دون تعريض المصلي لضرر.
حكم الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل عند عدم وجوب الغسل
إذا لم يكن الغسل واجبًا شرعًا، مثل الحالات التي لا تتعلق بالجنابة أو الحيض أو النفاس، ذكر أمين الفتوى أن الاكتفاء بالوضوء يكفي لأداء الصلاة. وفي هذا السياق فإن الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل تصبح مباحة ومقبولة بالوضوء، ولا حرج على المصلي إذا أدى الوضوء وصلى دون الاستحمام الكامل. وضح البيان أن مبدأ الشريعة هنا مراعاة التيسير وعدم إحداث مشقة، ولذلك يكفي الوضوء في الحالات التي لا تدخل في وجوب الغسل.
البدائل الشرعية إذا كان الغسل واجبًا وصعبًا بسبب الجرح
أما إذا كان الغسل واجبًا شرعًا، فأفاد أمين الفتوى بأنه إذا أدى غسل الجسم كاملًا إلى مشقة أو خطر بسبب الجرح في موضع العملية، فيجوز غسل ما أمكن من البدن وترك مكان الجرح، فهذا يكفي لأداء الصلاة. وبناءً على ذلك فإن الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل الكامل تُعالج بتخفيف الإلزام على قدر الممكن: يغسل المصلي ما يستطيع غسله من البدن دون الإصرار على أن يصل الماء إلى مكان الجرح إن كان ذلك يسبب ضررًا أو مشقة. هذا التفسير يراعي حفظ النفس من الأذى مع إبقاء أساس الطهارة التي تشترطها الصلاة.
التيمم كحكم للعاجزين عن الغسل بعد العملية
وفي حالة تعذر الغسل تمامًا، بين أمين الفتوى أن التيمم يجوز كبديل شرعي. وذكر الإجراءات العملية للتيمم بأن تقام ضربة التيمم مرتين: على الوجه ثم على اليدين إلى المرفقين، وبعد ذلك يتقيد المصلي بالصلاة. كما نبه إلى أن المصلي إذا اضطر للتيمم فعلية عليه أن يكرر الوضوء قبل كل صلاة لاحقة متى أمكنه ذلك، كي يضمن تحقيق الطهارة المطلوبة للصلاة التالية دون التسبب بمشقة زائدة. وهذه القواعد توضح أن التيسير الشرعي قائم على مراعاة الواقع الصحي والطبي للمصلي بعد العملية.
الالتزامات العملية بعد الصلاة عند وجود جرح يمنع الغسل
نبه أمين الفتوى إلى جوانب عملية تتعلق بصيانة الطهارة بعد أداء الصلاة في حال وجود الجرح، بما في ذلك ضرورة تكرار الوضوء قبل كل صلاة لاحقة متى أمكن، وليس الاقتصار على حالة واحدة فقط، خصوصًا إذا كان الجرح عائقًا مستمرًا. وبذلك تظل مسألة الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل ترتبط بإمكانيات المصلي ومقدار الضرر الذي قد ينجم عن محاولة الغسل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشرع يسعى إلى تجنب المشقة وإلى تحقيق قدر من الطهارة يكفي لأداء العبادة.
تعريف صلاة النوافل والفصل بينها وبين الفرائض
تطرّق أمين الفتوى في إجابته إلى مفهوم صلاة النوافل وعددها ومواعيدها، موضحًا الفرق بينها وبين الصلاة المفروضة. عرف أن صلاة النوافل أو التطوع هي كل صلاة زائدة عن الفرائض والواجبات، فإذا صلاها الإنسان أثيب، وإذا تركها لا عقاب عليه. وأفاد بأن هذه الصلوات تمنح المسلم أجرًا وثوابًا إضافيًا إذا حافظ عليها، لكنها ليست ملزمة كالفرائض.
أنواع النوافل وأمثلتها اليومية
قسم أمين الفتوى صلاة التطوع إلى نوعين: تطوع راتب وتطوع غير راتب. وذكر أن التطوع الراتب ملحق بالفرض ويكون قبل الفرض أو بعده، ومن أمثلة التطوع الراتب اليومية التي يثاب عليها المسلم اثنتا عشرة ركعة: ركعتان قبل الفجر، أربع ركعات قبل الظهر، ركعتان بعد الظهر، ركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء. أما التطوع غير الراتب فهو غير مرتبط مباشرة بالفرض، مثل صلاة الضحى بعد شروق الشمس وصلاة الوتر بعد العشاء وقبل الفجر، وكلها تمنح المسلم ثوابًا عظيمًا إذا حافظ عليها.
دور دار الإفتاء في توضيح الأحكام وتيسيرها للحالات الطبية
من خلال تصريح أمين الفتوى، يتضح حرص دار الإفتاء المصرية على تفسير الأحكام الشرعية بما يتوافق مع الحالات الواقعية والطبية. وقد سعى البيان إلى توضيح ما يجب على المصلي فعله حين تواجهه مشكلة طبية تمنعه من الغسل الكامل بعد إجراء عملية في البطن، مخفّفًا عن المصلي وموضّحًا البدائل المشروعة. وتأكيدًا على مبدأ التيسير، جاءت الإرشادات لتضمن أن من واجهه عائق صحي لا يتعرض للحرج في أداء عبادته، سواء من خلال الاكتفاء بالوضوء حين لا يكون الغسل واجبًا، أو بغسل ما أمكن وترك موضع الجرح، أو بالتيمم إذا تعذر الغسل تمامًا.
ملاحظات تطبيقية على حالة المريض بعد العملية
في التطبيق العملي، يُفهم من توجيهات أمين الفتوى أن قرار الاكتفاء بالوضوء أو غسل ما أمكن أو التيمم يجب أن يكون مراعيًا لوضع المريض الصحي وتوصيات الفريق الطبي. لذا فإن الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل تُعالج وفقًا للحالة الطبية: إذا لم يكن الغسل شرطًا شرعيًا فالوضع بسيط، وإذا كان الغسل واجبًا وكان يترتب عليه ضرر فمن الممكن الاكتفاء بما أمكن من الغسل أو اللجوء إلى التيمم. وبذلك يظل الهدف الحفاظ على حق العبادة مع مراعاة الصحة والوقاية من الضرر.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































