كتب: أحمد خالد
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلةٍ أوروبية أن استبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات قد يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL والمساعدة في إنقاص الوزن، إلى جانب تقليل المخاطر الصحية التي تهدد أعضاء حيوية مثل القلب والدماغ والأمعاء. ونقلت صحيفة هندستان تايمز عن الدراسة أن اتباع نمط غذائي صحي لا يعني الامتناع عن الطعام، بل استبدال الأطعمة الضارة بخيارات أكثر فائدة؛ مشيرة إلى أن اللحوم الحمراء ترتبط بمشكلات صحية مزمنة وتفاقم عوامل الخطر.
تفاصيل استبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات في التجربة
أجريت التجربة على 102 رجل سليم لمدة ستة أسابيع وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى خضعت لاستبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات غير الصويا، فيما واصلت المجموعة الثانية تناول اللحوم كما هي. سجلت المجموعة التي تناولت البقوليات انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الكوليسترول الضار، إلى جانب فقدان متوسط قدره نحو كيلوغرام واحد، رغم تناولهم سعرات حرارية أعلى مقارنة بالمجموعة الثانية التي لم تُظهر تغيرًا يُذكر في الوزن. وتوضح هذه النتائج قدرة الاستبدال الغذائي البسيط على إحداث تغييرات واضحة في مؤشرات الصحة الأيضية خلال فترة قصيرة نسبياً.
تأثير استبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات على الكوليسترول والدهون
أشارت الدراسة إلى أن استبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات يرافقه انخفاض في مستويات LDL، فيما حذر أطباء القلب من أن تناول اللحوم الحمراء بانتظام يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية. ولفت التقرير إلى أن هذه الزيادة في الدهون الضارة قد تسبب انسداد الشرايين وتزيد احتمالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية الإقفارية، ما يجعل خفض الدهون المشبعة هدفاً غذائياً مهماً للوقاية من أمراض القلب.
البقوليات كخيار غذائي غني بالمغذيات
أكد الباحثون أن البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والحمص توفر فوائد غذائية كبيرة؛ فهي مصادر غنية بالبروتين والألياف ومحتواها منخفض من الدهون المشبعة. كما أوضح التقرير أن التحول من اللحوم إلى البقوليات لا يؤدي فقط إلى خفض الدهون المشبعة بل يُساهم أيضًا في تعزيز صحة القلب والدماغ بفضل احتوائها على دهون متعددة غير مشبعة ومركبات غذائية داعمة لصحة الأمعاء. ومع ذلك، شددت الدراسة على ضرورة مراقبة مستويات فيتامين B12 لدى الأشخاص الذين يستبدلون اللحوم كليًا بالبقوليات، إذ إن هذا الفيتامين يتواجد بشكل أساسي في المصادر الحيوانية.
الروابط بين اللحوم الحمراء وأمراض مزمنة
تناول التقرير الروابط بين استهلاك اللحوم الحمراء وظهور التهابات الأمعاء وتسريع شيخوخة الدماغ بمقدار نحو 1.6 سنة، وهو عامل قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف. كما أبرزت الدراسة كيف ترتبط اللحوم الحمراء بارتفاع مؤشرات الالتهاب والدهون الضارة في الدم، ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على أعضاء حيوية متعددة بما فيها القلب والدماغ والأمعاء. وترسم هذه النتائج صورةً أوضح عن المخاطر المرتبطة بالاستمرار في استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء في النمط الغذائي اليومي.
مقارنة النتائج بين مجموعتي الدراسة
النتائج الفعلية للتجربة أظهرت اختلافًا واضحًا بين من استبدلوا اللحوم بالبقوليات ومن واصلوا تناول اللحوم. ففي المجموعة التي انتقلت إلى البقوليات، تحقق خفض ملموس في LDL وفقدان وزن متوسط بنحو كيلوغرام واحد خلال ستة أسابيع، رغم استهلاك سعرات أعلى. أما المجموعة التي لم تُجري أي تغيير في نظامها الغذائي فبقيت دون تغيير معتبر في الوزن ومستويات الدهون. وتُعد هذه المقارنة دليلاً عمليًا على أن نوعية الغذاء قد تكون أكثر تأثيرًا من كمية السعرات في فترات زمنية قصيرة نسبياً.
توصيات الباحثين بشأن النمط الغذائي
أوصى الباحثون باتباع نظام غذائي متوازن وغني بالبقوليات والخضروات والحبوب الكاملة، مشيرين إلى أن هذا النوع من الاستبدال الغذائي يُعد خطوة فعّالة نحو الوقاية من أمراض القلب والسمنة والخرف، وتحقيق تحسن عام في جودة الحياة. ومع التشديد على فوائد استبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات، حذر التقرير من الحاجة لمتابعة مستويات بعض المغذيات مثل فيتامين B12 عند من يعتمدون على البقوليات كمصدر رئيس للبروتين، واقترح الباحثون أن يكون الاستبدال جزءًا من نظام غذائي متكامل يشمل تنوعًا في المصادر النباتية والحيوانية عند الضرورة.
ملاحظات حول التطبيق العملي للتبديل الغذائي
يشير بحث المجلة الأوروبية إلى أن استبدال جزء من استهلاك اللحوم الحمراء بالبقوليات يمكن أن يكون قابلًا للتطبيق بسهولة في الأنماط الغذائية اليومية، سواء عبر استبدال وجبات رئيسية أو إدراج البقوليات كأطباق جانبية غنية بالبروتين والألياف. وتؤكد الدراسة أن الهدف ليس الامتناع التام عن الطعام، بل استبدال الأطعمة الأكثر ضررًا بخيارات ذات فائدة صحية مثبتة، مع مراقبة التوازن الغذائي العام لتجنب نقص مغذيات معينة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































