كتب: علي محمود
جولة افتراضية 3D في معبد أبو سمبل الكبير بأسوان تسمح للزوار بالاطلاع على واحدة من أروع الظواهر الأثرية في مصر قبل تعامد الشمس، وذلك عبر رابط قدمته «القاهرة 24» لزيارة المعبد افتراضياً. تحظى هذه الجولة الافتراضية باهتمام عشاق الحضارة المصرية القديمة وزائري مواقع النوبة التاريخية، وتأتي بالتزامن مع مناسبة تعامد الشمس التي تستقطب آلاف السائحين من جنسيات مختلفة صباح يوم الأربعاء المقبل، وسط فعاليات نظمتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع محافظة أسوان احتفالاً بهذه الظاهرة الفريدة.
ماذا تقدم جولة افتراضية 3D في معبد أبو سمبل؟
الجولة الافتراضية 3D في معبد أبو سمبل تمنح المشاهد تجربة بصرية تمكنه من استكشاف تفاصيل المعبد الكبير ومقاصره الداخلية دون الحاجة للتواجد الفعلي في الموقع. عبر هذه التقنية يمكن التعرف على المشهد العام للمعبد، مشاهد التماثيل الضخمة المحفورة في الصخر، والممرات الداخلية وصولاً إلى قدس الأقداس حيث تتوضح ظاهرة تعامد الشمس. وتقدم الجولة وسيلة مريحة للمهتمين بالتاريخ والآثار للتعرف على معالم المعبد وتفاصيله المعمارية قبل زيارة الموقع شخصياً أو كبديل في حال عدم التمكن من الحضور.
موقع المعبد وأهميته التاريخية
يقع معبد أبو سمبل الكبير في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، ويعد من المعالم الأكثر روعة في البلاد. بُني المعبد بأمر من الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة وتم نحته بالكامل في الجبل حوالي عام 1264 قبل الميلاد، ما يجعله شاهداً حياً على عظمة العمارة الصخرية في العصر الفرعوني. هذا الموقع التاريخي يرتبط بذكريات السلطة والمقدس في مصر القديمة، ويعكس مكانة رمسيس الثاني الذي أبهر العالم بتماثيله الضخمة ونقوشه.
تعامد الشمس داخل قدس الأقداس
تقام ظاهرة تعامد الشمس صباح يوم الأربعاء المقبل، حيث تتوضع أشعة الشمس داخل قدس الأقداس في المعبد. هذا التعامد لا يحدث إلا في المقصورة الداخلية فقط، وهي المساحة التي تضم القاعدة المكسورة حالياً التي كان يقف عليها المركب المقدس. خلف هذه القاعدة توجد كوة تضم أربعة تماثيل جالسة تمثل المعبود رع حور أختي إله الشمس معبود مدينة هليوبوليس، والفرعون رمسيس الثاني مؤلهًا، وآمون رب طيبة، والإله بتاح رب العالم السفلي ومعبود مدينة منف.
تفاصيل سقوط أشعة الشمس على التماثيل
تتساقط أشعة الشمس داخل قدس الأقداس وتضيء ثلاث تماثيل من الأربعة: رع حور أختي، والفرعون رمسيس الثاني، وإله آمون. أما التمثال الرابع للإله بتاح فتختفي عنه أشعة الشمس، وذلك لأن بتاح كان مرتبطاً في الأسطورة القديمة بمفهوم الظلام، فكان يعد إلهاً للعالم السفلي والظلام بحسبما تذكر النصوص القديمة. هذه الظاهرة الرمزية كانت جزءاً من تصور المصريين للعالم والعلاقة بين الملوك والآلهة، وتبرز بوضوح في تصميم المعبد ونظام إضاءته الطبيعي.
الاحتفالات وتنظيم الفعاليات بمناسبة التعامد
تستعد وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع محافظة أسوان لمجموعة من الفعاليات المختلفة احتفالاً بهذه الظاهرة الفريدة، التي تجذب آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم. يتوافد محبو الحضارة المصرية ومعبدي أبو سمبل إلى الموقع لمشاهدة لحظة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، حيث يشكل هذا الحدث مناسبة ثقافية وسياحية هامة تحظى بتغطية محلية ودولية. وفي ظل تنظيم هذه الفعاليات، توفر الجهات المسؤولة برامج واستقبالات تستقبل الزائرين وتعرفهم بأهمية المعبد وتاريخه.
كيف يمكن الاستفادة من جولة افتراضية 3D في معبد أبو سمبل؟
تمنح جولة افتراضية 3D في معبد أبو سمبل فرصة للاطلاع على تفاصيل لا تظهر بسهولة أثناء الزيارة العادية، خاصة في الأوقات التي تشهد ازدحاماً شديداً بسبب المناسبات الخاصة كتعامد الشمس. عبر هذه الجولة يمكن تكبير المشاهد، التركيز على مشاهد النقوش والتماثيل، ومتابعة توزيع الضوء داخل المقصورة التي تشهد التعامد. كذلك تتيح الجولة الوصول إلى المعلومات التاريخية المتعلقة ببناء المعبد ونقوشه من منظور مرئي، ما يسهل على الباحثين والمهتمين بالتاريخ دراسة المعلومة بصيغة مرئية مكثفة.
دور الإعلام والمنصات في نشر الوعي بالمعبد
قدمت «القاهرة 24» جولة افتراضية لزيارة معبد أبو سمبل الكبير بأسوان عبر الرابط المنشور، ما يعكس دور وسائل الإعلام الرقمية والمنصات الإخبارية في تسهيل الوصول إلى المواقع الأثرية وترويجها عالمياً. مثل هذه الجولات تسهم في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على التراث وتسهيل الاطلاع عليه لمن لا يستطيع الحضور شخصياً، وتعمل كوسيلة تعليمية وترويجية في آن معاً، خصوصاً حين تتزامن مع حدث بصري مميز كالذي يحدث عند تعامد الشمس.
المقصورة والقاعدة المكسورة والمركب المقدس
تحتوي المقصورة الداخلية في معبد أبو سمبل على القاعدة المكسورة التي كان يقف عليها المركب المقدس، وهي جزء من البنية الداخلية التي ترتبط بطقوس العبادة في العصر الفرعوني. تقع خلف هذه القاعدة الكوة التي تضم التماثيل الأربعة الجالسة للمعبودين والملك، والمقصورة بطبيعتها تمثل القلب الذي تتجه إليه أشعة الشمس في يوم التعامد. هذا التصميم المعماري والرمزي يعكس فهماً عميقاً لتوافق النحت والموقع مع الظواهر الفلكية لدى بناة المعبد.
ماذا يعني تعامد الشمس للسائح والزائر الافتراضي؟
تعد لحظة تعامد الشمس مناسبة فريدة تعبر عن تلاقي التاريخ والطبيعة والهندسة البشرية، وتمنح الزائر سواء حضر فعلياً أو تابع عبر جولة افتراضية 3D في معبد أبو سمبل إحساساً بالتواصل مع ماضٍ أزلي وتجربة بصرية نادرة. يتابع الآلاف من محبي الحضارة المصرية هذا الحدث سنوياً لما يحمله من رمزية ودراما إيقاعية تبرز في داخل قدس الأقداس وتظهر براعة صانعي المعبد في محاكاة ونقل الضوء عبر مبنى حجري صلد.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































