كتب: صهيب شمس
الأوقاف: المساجد للعبادة فقط
أكّدت وزارة الأوقاف أن “المساجد للعبادة” أمانة ومسؤولية شرعية وقانونية تفرض صون حرمة بيوت الله وتعهد أحوال روّادها، مشددة على منع استخدام المساجد أو ساحاتها أو ملحقاتها لأي صورة من صور الدعاية أو الأنشطة الانتخابية. جاء ذلك في بيانٍ صدر عن الوزارة اليوم الجمعة، حيث جددت التأكيد على أن المساجد للعبادة يجب أن تبقى منزهة عن أي توظيف سياسي أو حزبي، مع التشديد على أن هذا الموقف لا يتعارض مع دعوة المواطنين إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات كحقوق وواجبات وطنية.
المساجد للعبادة فقط وموقف الوزارة الرسمي
أوضحت وزارة الأوقاف في بيانها أنها مؤتمنة على المساجد وعقول روّادها وأفئدتهم، معتبرة أن هذه الأمانة توجب عليها حفظ حرمة الأماكن العبادة من كل نشاط أو غاية تنفك عن المقصود من قوله تعالى: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا” (الجن: ١٨). وشددت الوزارة على أن تطبيق هذا المبدأ هو أساس لسياساتها وقراراتها المتعلقة بمنع أي استخدام للمساجد في الحملات الدعائية الانتخابية، وأن على الجميع الالتزام بهذا المنع حفاظًا على قدسية المساجد ووحدانية دورها العبادي والتوعوي.
حظر الدعاية الانتخابية داخل المساجد
نص البيان على المنع التام لاستخدام المساجد أو ساحاتها أو ملحقاتها في أي صورة من صور الدعاية والأنشطة الانتخابية، مؤكداً أن هذا الحظر يشمل جميع أشكال الترويج للحملات الانتخابية أو المرشحين أو الأحزاب داخل نطاق المساجد. وأشارت الوزارة إلى أنها لن تتهاون مع أي ممارسات قد تخل بمبدأ الحياد التام للمساجد، معتبرة أن هذا المبدأ ضرورة شرعية وقانونية يقوم على واجب الحفاظ على المساجد كصروح لعبادة وتحصيل العلم ونشر الوعي الوطني الجامع.
حياد المنبر ولباس الأئمة والخطباء
أفاد البيان بأن الوزارة تحظر على الأئمة والخطباء والقيادات الدعوية الظهور بالزي الأزهري في أي تجمعات خاصة بالدعاية لأي مرشح أو حزب، وذلك حفاظاً على حياد المنبر الدعوي وابتعاده عن أي توجيه حزبي أو انتخابي. وأضافت الأوقاف أن هذا الإجراء لا يتعارض مع الدعوة العامة للمشاركة الإيجابية الشخصية في الانتخابات، ولا ينكر حق الأفراد في أداء واجبات المواطنة والممارسة السياسية خارج نطاق المساجد، بل يؤكد على فصل دور المساجد الدعوي عن أي نشاط سياسي مباشر داخل أماكن العبادة.
الالتزام الشرعي والقانوني بحماية المساجد
أوضح البيان أن الالتزام بالحياد التام للمساجد ضرورة شرعية وقانونية تقع على عاتق الجميع، وأن الوزارة تتعهد بصون هذه الحرمة والتصدي لأي تجاوزات أو ممارسات من شأنها الإخلال بهذا الالتزام. وشددت الوزارة على أن المساجد مخصصة للعبادة وتحصيل العلم ونشر الوعي الوطني الجامع، وليست مكانًا للترويج السياسي أو الدعاية الحزبية أو الانتخابية، وبناءً على ذلك ستتخذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين طبقاً للأنظمة والضوابط المعمول بها.
دعوة للمشاركة الإيجابية في الانتخابات بعيداً عن المساجد للعبادة
بينت الأوقاف أن الحث على المشاركة الإيجابية في الانتخابات يظل مطلباً وطنياً مشدداً عليه، لكنها أوضحت أن هذه الدعوة يجب أن تبقى على سبيل العموم خارج أطر المنابر والمساجد المخصصة للعبادة والوعظ. وذكّرت الوزارة بأن تأكيد حقوق الممارسة السياسية وأداء واجبات المواطنة لا يتعارض مع التزام دور المساجد بالحياد، وأن كل مواطن مدعو للمشاركة السياسية وفق القوانين والأنظمة، على أن تبقى المساجد مكاناً للعبادة والتعليم ونشر الوعي دون تحويلها لمنابر دعائية انتخابية.
جهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر المعتدل
أشارت الوزارة إلى مواصلتها جهودها في نشر الفكر المعتدل الرشيد وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز منظومة القيم الدينية والوطنية، وذلك ضمن خطتها للتوسع في العمل الدعوي الميداني وتفعيل الشراكات المؤسسية مع المؤسسات الدينية. وفي هذا السياق، أطلقت الوزارة في اليوم ذاته، الموافق 24 من أكتوبر 2025م، عدداً من القوافل الدعوية الموسعة إلى محافظات الجمهورية، ضمن مبادرة تهدف إلى توسيع نطاق التأثير الدعوي وتعزيز الوعي بين المواطنين في محافظات مصر المختلفة.
قوافل دعوية إلى سيناء والمحافظات الأخرى
جاء في البيان أن طليعة هذه الجهود انطلاق قافلة دعوية كبرى إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، شارك فيها سبعة من علماء الأزهر، وعشرة من علماء الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء. وتنقلت القافلة بين منطقتي وادي العمر والقسيمة، وشملت أداء خطبة الجمعة وعدداً من الدروس واللقاءات الجماهيرية الداعمة لأهالي سيناء، وقد ركز المشاركون في لقاءاتهم على تعزيز الانتماء الوطني ونشر الوعي الديني المستنير.
قوافل مشتركة إلى السويس والمنيا
كما أشارت الوزارة إلى انطلاق قافلتين دعويتين مشتركتين بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف إلى محافظتي السويس والمنيا، بمشاركة نخبة من العلماء من الجانبين، حيث أداة الفرق خطبة الجمعة وشاركوا في لقاءات دعوية هادفة تسعى إلى ترسيخ مفاهيم الانتماء ونشر الوعي الديني المستنير بين مختلف الفئات المجتمعية. وتعمل هذه القوافل ضمن خطة شاملة لتفعيل الشراكات والتعاون بين المؤسسات الدينية الرسمية لتوسيع دائرة التأثير الإيجابي في المجتمع.
موضوعات الخطب ومبادرة “صحح مفاهيمك”
ناقش المشاركون في القوافل موضوعات خطبة الجمعة التي جاءت بعنوان: «البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى»، والخطبة الثانية بعنوان: «العنف ضد الأطفال»، وذلك ضمن مبادرة “صحح مفاهيمك”. وبيّنت الوزارة أن العلماء أكدوا في خطبهم ولقاءاتهم أن الحفاظ على البيئة واجب ديني ومجتمعي، مستشهدين بقول الله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56]. كما تناولت الخطب قضية العنف ضد الأطفال بمدلولات دينية وأخلاقية واجتماعية، داعية إلى حماية الطفولة وتحصين المجتمع من حالات العنف والإساءة.
شراكة مؤسسية لتعزيز الوعي الوطني ودور المساجد للعبادة
أكدت وزارة الأوقاف أن تفعيل الشراكة المؤسسية مع الأزهر ودار الإفتاء يمثل عنصراً أساسياً في تعزيز منظومة القيم الدينية والوطنية، وأن العمل المشترك في القوافل الدعوية يهدف إلى نشر الوعي الديني المستنير وترسيخ مفاهيم الانتماء والواجبات الوطنية. وشددت الوزارة مجدداً على أن المساجد للعبادة ينبغي أن تبقى محافِظة على وحدتها ووظيفتها الأساسية في العبادة والتعليم والدعوة العامة بعيداً عن أي استخدام سياسي مباشر، مؤكدة استمرارها في مراقبة الالتزام بهذه الضوابط والتعامل الحازم مع أي مخالفات تخلّ بهذه المهام.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































