كتب: صهيب شمس
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تفاصيل البيوت أسرار يجب أن تكون حبيسة الغرف المغلقة، وأن حفظ هذه التفاصيل والخصوصية الأسرية يعد من مبادئ التعامل الزوجي الأسري التي تقي الحياة المشتركة من التوترات والنزاعات. وأكدت الدار على ضرورة أن يظل تبادل الخلافات بين الزوجين محصورًا بينهما ما لم يعجزا عن حلها، مشددةً على دور الأهل في تهيئة الزوجين وتزويدهما بالخبرات الحياتية اللازمة بوعي وحكمة لتفادي أي خلافات قد تطرأ على حياتهما الزوجية.
الموقف الشرعي من خصوصية الأسرة وضرورة الاحتفاظ بتفاصيل البيوت
قالت دار الإفتاء إن الحفاظ على خصوصية الحياة الأسرية واجب، وأن تفاصيل البيوت أسرار لا ينبغي أن تخرج إلى العلن بسهولة. وبيّنت الدار أن من الحكمة أن يتحمل الزوجان مسؤولية احتواء خلافاتهما داخل إطار خاص بينهما، إذ إن تعميم الخلافات أو إفشاؤها أمام الغير قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات وتشويه العلاقة الأسرية. وجاء التأكيد على هذا المبدأ كجزء من نصائح عامة تهدف إلى صيانة الروابط الزوجية ومنع التدخّل الخارجي الذي قد يتسبب في تفكك العلاقات أو توسيع دائرة الخلاف.
دور الأهل في تهيئة الأزواج وتزويدهم بخبرات حياة تحفظ تفاصيل البيوت
نبهت الدار إلى أن على أهل كلا الطرفين مسؤولية مهمة يتمثّلُ دورها في تأهيل الزوجين وتزويدهما بالخبرات الحياتية اللازمة، وذلك بوعي وحكمة لتفادي وقوع الخلافات. وأوضحت أن مساندة الأهل يجب أن تكون في إطار يدعم الاستقلالية الزوجية ويعزز قدرة الزوجين على إدارة شؤونهما بأنفسهما، لا في إطار يؤدي إلى إحراجهما أو نشر ما يجب أن يظل حبيسًا بين جدران البيت. ومن هذا المنطلق، يكون تأهيل الزوجين وتعليمهما مهارات التواصل وحل المشكلات جزءًا من مسؤولية الأسرة الموسعة، بشرط أن لا يُستغل ذلك لتسريب أسرار أو تفاصيل البيوت التي قد تُضعف أركان العلاقة.
سؤال طلابي عن الخروج للصلاة خلال امتحانات المساء وتأثيره
ورد إلى دار الإفتاء سؤال نصه أن إحدى الجامعات تحدد مواعيد الامتحانات من الساعة السابعة مساءً حتى التاسعة مساءً، وبعض الطلاب يطلبون الخروج أثناء وقت الامتحان لدخول دورات المياه للوضوء والصلاة، مما يربك بقية الحاضرين في القاعة وخارجها ويشتت أفكارهم ويسمح لبعضهم بإجراء مكالمات أو بالغش في الامتحان. وسألت الجهة المستفسرة عن مدى جواز خروج الطالب من الامتحان للصلاة تحت هذه الظروف. وقد عرض السائل المعضلة العملية التي يواجهها الطلبة بين الالتزام بالعبادة والالتزام بالقواعد المؤسسية الخاصة بسير الامتحان، مع التأكيد على ما يسببه الخروج المتكرر من اضطراب لبقية الزملاء.
رد دار الإفتاء: الصلاة فريضة بوقت محدد ولا تُسقط
أجابت دار الإفتاء بأن الصلاة عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن الله تعالى قد أوجب لها أوقاتًا معينة تُصَلَّى فيها، وأن الالتزام بأداء الصلاة في مواقيتها فرض لازم وحتمي لا مناص منه. وأكدت الدار أن هذا الالتزام يفرض على المكلف أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها ما دام عاقلًا ومكلّفًا، وأن سقوط الصلاة عن أحد لم يرد من الله تعالى لأي حالة من الحالات طالما بقي الشخص مكلفًا. وذكرت الدار هذا المبدأ العام في سياق الإجابة على سؤال الطلبة، مشيرةً إلى أهمية توازن الواجبات الدينية مع متطلبات النظام الأكاديمي لضمان عدم تعطيل العملية التعليمية أو الإخلال بحقوق الآخرين في قاعة الامتحان.
آيات ونصوص تؤكد توقيت الصلاة وضرورة الالتزام
استشهدت الدار بقول الحق تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» (النساء: 103)، لتبيان أن للعبادة وقتًا محددًا يتعين على المؤمنين مراعاته. ونبهت إلى أن الله لم يسقط الصلاة عن أحد ما دام مكلفًا وعاقلًا، مضيفة أن هذا الحكم ينطبق في أحوالٍ مختلفة ذُكرت في سياق الكلام لتوضيح ثبات الوجوب، مثل حالات المرض الشديدة أو حالة القتال والاشتباك، حيث يأتي النص لتأكيد أهمية الصلاة حتى في أقسى الظروف. وقد جاء هذا التأكيد نصًا على أن تنظيم أوقات العبادة أمر ثابت لا يتبدل تبعًا للظروف المؤقتة إلا بمقدار ما يجيزه الشرع لذوي الأعذار، وهو ما تحكمه الأدلة الشرعية وفق ما تضمنته كلمات الدار في ردها.
توازن بين الالتزام الديني والنظام المؤسسي
تطرح المسألة التي تناولتها دار الإفتاء ضرورة البحث عن توازن عملي بين الحفاظ على حق الطالب في أداء العبادة وبين الحفاظ على مصلحة باقي الطلاب ونظام الامتحان. وكرّرت الدار في بيانها أن الالتزام بخصوصية الحياة الزوجية وحفظ تفاصيل البيوت يعتبر مبدأً ينبغي تعميمه في العلاقات الاجتماعية الأسرية، كما أن الالتزام بمواقيت الصلاة يعد فرضًا لا يجوز تجاهله، وبهذا تتقاطع مبادئ الحفاظ على الخصوصية الأسرية مع احترام القواعد النظامية في مؤسسات المجتمع. ورغم أن الدار لم تخرج بتوصيات عملية مفصلة في بيانها، فإن المقاصد التي عبرت عنها تشير إلى أهمية الحكمة والوعي في التعامل مع كلتا الحالتين، سواء فيما يتعلق بحفظ الأسرار الأسرية أو بالتوفيق بين العبادة ومتطلبات الحياة العامة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































