كتب: صهيب شمس
أفادت منظمة الإغاثة الطبية بأن خدمات غزة الصحية متعثرة، مشيرة إلى استمرار شح الإمكانيات الذي يعرقل تقديم الرعاية الصحية الأولية للسكان في قطاع غزة. ووصف البيان الواقع الصحي بأنه يتطلب استجابة عاجلة عبر توفير عيادات متنقلة ومستشفيات ميدانية تُعد الآن ضرورة ماسة للأهالي، مع دعوة لإيجاد سياسة واضحة لإنعاش السكان، لا سيما الأطفال الذين يتضررون بشدة من التعطل المستمر للخدمات.
أسباب تعثر خدمات غزة الصحية
أوضحت الإغاثة الطبية أن تعثر خدمات غزة الصحية يعود بالأساس إلى شح الإمكانيات المستمر، ما ينعكس على قدرة المرافق الصحية المحلية على تلبية الاحتياجات الأساسية. وبيّن البيان أن هذا النقص يشمل الموارد اللازمة لتقديم الخدمات الصحية الأولية، وهو ما يجعل النظام الصحي غير قادر على الاستجابة لحالات الطوارئ اليومية ولا على تغطية الاحتياجات الصحية الروتينية للسكان. ومع استمرار هذا الواقع، تتزايد الحاجة إلى حلول طوارئ لتغطية النقص في البنية التحتية والخدمات.
الحاجة الماسة إلى عيادات متنقلة ومستشفيات ميدانية
طالبت الإغاثة الطبية بضرورة توفير عيادات متنقلة ومستشفيات ميدانية بوصفها استجابة عاجلة لتعثر خدمات غزة الصحية، مشددة على أن هذه الوحدة المتنقلة تمثل بديلًا عمليًا مؤقتًا لتقديم الرعاية الأولية والخدمات الطارئة. وأكدت المنظمة أن العيادات والمستشفيات الميدانية قادرة على الوصول إلى مناطق تعاني من نقص الخدمات، وتسهيل تقديم الرعاية للأطفال والنساء والمرضى الذين لا يمكنهم الوصول إلى مرافق ثابتة بسبب ظروف النزوح أو التعرض للخطر.
تأثير تعثر خدمات غزة الصحية على الأطفال والأسرة
أشارت التقارير إلى أن الأطفال يعانون من صعوبات في التنقل المستمرة نتيجة النزوح والعمليات العسكرية، مما يزيد من هشاشة وضعهم الصحي. ووفق تصريح الإغاثة الطبية، فإن ضعف خدمات غزة الصحية يضع الأطفال في مواجهة مخاطر صحية متعددة عندما تصبح قدراتهم على الوصول إلى الرعاية محدودة. كما ألقت هذه المعاناة بآثار مباشرة على العائلات التي تكافح لتأمين احتياجاتها الأساسية وسط نقص الخدمات، حيث يتفاقم تأثير النقص في الإمكانيات على الحالة الصحية العامة للسكان.
تداعيات تعثر خدمات غزة الصحية على التعليم ودور المعلمين
ربطت منظمة اليونيسيف بين مسألتي الغذاء والتعليم في قطاع غزة، مؤكدة أن الغذاء يمثل مسألة بقاء بينما التعليم يمثل أملاً للمستقبل. وأوضحت المصادر أن التعليم تأثر بشدة بسبب محاولات المجتمع الغزي “إعادة تنظيم حياته، تنظيف الأنقاض، إعادة فتح المتاجر الصغيرة، ومحاولة استعادة مظاهر الحياة”. وفي السياق نفسه، يواجه المعلمون صعوبات تنقل متواصلة جراء النزوح والعمليات العسكرية، ويتحوّل دور الكثير منهم جزئياً إلى تأمين الغذاء والماء لأسرهم، ما يحدّ من قدرتهم على ممارسة عملهم كمعلمين وتقديم الدعم التربوي للطلاب المتأثرين.
مطالب الإغاثة الطبية بسياسة واضحة لإنعاش أهالي غزة
أوضحت الإغاثة الطبية الحاجة إلى وجود سياسة واضحة ومحددة لإنعاش أهالي غزة، على نحو يعالج النقص في الخدمات ويدعم الإجراءات العاجلة. وأكدت المنظمة أن توفير عيادات متنقلة ومستشفيات ميدانية يجب أن يصاحبه إطار سياساتي يضمن توزيع الموارد بشكل فعال واستمرارية تقديم الخدمات الصحية الأساسية. وضمن هذا الإطار، شددت الدعوة على الاهتمام بالأطفال كفئة ذات أولوية، نظرًا لتأثرهم الكبير بضعف الخدمات وتهجير العائلات.
محدودية التنقل وتأثيرها على الوصول إلى الرعاية
يبرز من وصف الإغاثة الطبية أن صعوبات التنقل الناتجة عن النزوح والعمليات العسكرية تشكل عقبة أمام الاستفادة من الخدمات المتوفرة، ما يجعل توفير وحدات متنقلة أمراً بالغ الأهمية. وتؤثر هذه المحدودية على المرضى والنساء الحوامل والأطفال بشكل خاص، حيث يصبح الوصول إلى المرافق الصحية التقليدية محفوفًا بالمخاطر أو مستحيلاً في بعض المناطق. وبسبب هذا الواقع، تزداد الحاجة لوجود مرافق طبية متحركة قادرة على الوصول بسرعة إلى التجمعات المتأثرة وتقديم الخدمات الأساسية.
دور المجتمع المحلي في مواجهة انقطاع خدمات غزة الصحية
أشار بيان اليونيسيف إلى محاولات المجتمع الغزي في إعادة تنظيم حياته اليومية، من تنظيف الأنقاض إلى إعادة فتح المتاجر الصغيرة، كمحاولات لاستعادة مظاهر الحياة الطبيعية في ظل الأزمة. ومع ذلك، يبقى هذا الجهد المجتمعي غير كافٍ وحده لمواجهة حجم التحديات المرتبطة بتعثر خدمات غزة الصحية. وتستدعي الحاجة الراهنة مساهمة منظمات الإغاثة وتنسيقًا سياساتيًا يدعم هذه الجهود المجتمعية عبر توفير موارد طبية متنقلة ومرافق ميدانية لتخفيف الضغط على السكان.
موقف المنظمات الدولية وتأكيد أولوية الغذاء والتعليم
أكدت اليونيسيف أن الغذاء يمثل مسألة بقاء في هذا السياق، في حين يبقى التعليم أملاً يستحق الحماية والدعم. وبيَّن التصريح أن تأثير الأحداث على التعليم لا يقل أهمية عن تأثيرها على الصحة، إذ أن خسارة المدارس أو تعطّلها وانتشار صعوبات التنقل للمعلمين والطلاب يمكن أن يطيل فترة الاضطراب الاجتماعي. ومن هذا المنطلق، تعتبر المنظمات الدولية أن دعم البنى التحتية الصحية والتعليمية وتوفير حلول طارئة مثل العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية أمران متلازمان لتخفيف معاناة السكان.
نداءات عاجلة للاستجابة لواقع خدمات غزة الصحية
تتمثل الرسالة الأساسية التي نقلتها الإغاثة الطبية في أن خدمات غزة الصحية متعثرة وتحتاج إلى استجابة سريعة وعملية. ودعت المنظمة إلى تنفيذ حلول طوارئ تضمن توفر الرعاية الصحية الأولية والطارئة، مع وضع سياسات واضحة لإنعاش الأهالي وحماية الفئات الأكثر هشاشة، لا سيما الأطفال. وفي ظل استمرار شح الإمكانيات، تبرز الحاجة الملحة لتنسيق الجهود بين الجهات المعنية وتقديم الدعم الفعّال للمجتمعات المتضررة لتخفيف حدة الأزمة الصحية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































