كتب: صهيب شمس
أعلنت الولايات المتحدة والصين التوصل إلى إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين الذي سيُعرض على نقاش قمةٍ مرتقبة بين رئيسَي الدولتين هذا الأسبوع، وفق ما صرح به وزير التجارة الأمريكي سكوت بيسنت لشريك البث الأمريكي في هيئة الإذاعة البريطانية CBS. ويشمل هذا الإطار ما وصفه بيسنت بـ”صفقة نهائية” لعمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة وتأجيل الإجراءات الصينية المشددة بشأن صادرات المعادن النادرة، إضافة إلى إشارة إلى استئناف الصين لمشتريات كبيرة من فول الصويا الأمريكي.
ملابسات الإعلان ومصدر المعلومات
صرح سكوت بيسنت خلال مقابلة على برنامج This Week مع قناة CBS أن الطرفين توصلا إلى “إطار جوهري” يحمل بنوداً ستُعرض على القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ. وقد عُقدت المحادثات الثنائية على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، حيث قابل بيسنت كبار مسؤولي التجارة الصينيين، بينما كان الرئيسان على موعد للقاء في سيول بجمهورية كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل، حسب ما أشار إليه بيسنت.
تفاصيل رئيسية داخل إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين
تضمن إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين بنوداً لافتة، منها ما أكده بيسنت بشأن حلٍ نهائي لنزاع عمل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تأجيل تنفيذ القيود الصينية المشددة على صادرات المعادن النادرة. وقد وصف المسؤول الأمريكي هذه المباحثات بأنها “بناءة” من جهة بكين، وأضاف أن هذا الإطار سيسمح بتلافي فرض رسوم جمركية كانت مهددة للدخول حيز التنفيذ.
تيك توك: بنود الصفقة ووضع عمليات التطبيق الأمريكية
أفاد بيسنت بأن أحد عناصر إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين يتعلق بصفقة تُعالج مصير فرع تطبيق تيك توك العامل في الولايات المتحدة، موضحاً أن ترامب وشي سيقومان بـ”إتمام تلك الصفقة” خلال لقائهما. وتُعد قضية تيك توك مركزية في المحادثات لأن الإدارة الأمريكية طالبت سابقاً بفصل عمليات التطبيق الأمريكية عن الشركة المالكة الصينية ByteDance لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وكان قد طُلب من تيك توك بيع عملياتها الأمريكية أو مواجهة خطر الإغلاق. وقد قام الرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذ الحظر عدة مرات لتسهيل المفاوضات، مع تمديد الموعد النهائي حتى ديسمبر كما أفاد النص الأصلي.
الرسوم الجمركية والتهديد بالضرائب بنسبة 100%
إحدى النقاط الحاسمة التي وردت ضمن إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين تتعلق بالرسوم الجمركية. أوضح بيسنت أنه لا يتوقع دخول قرار بفرض رسوم بنسبة 100% على السلع الصينية حيز التنفيذ، في إشارةٍ إلى تهديدات الرئيس ترامب السابقة بفرض رسوم شديدة على الواردات الصينية. وأضاف أن هذه الرسوم المتوقعة لن تُنفذ في ظل الإطار الذي تم التوصل إليه، وأن الخطوة تهدف إلى تجنب مزيد من التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم.
المعادن النادرة وتأجيل القيود الصينية
من البنود التي أثارها بيسنت أيضاً ضمن إطار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين تأجيل القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة. وقد كان تهديد الرئيس الأمريكي بفرض ضرائب بنسبة 100% مرتبطاً جزئياً بمطالبة الصين بالتراجع عن تشديدها لقيود تصدير هذه المواد الحساسة. وتُعد الصين معالجة نحو 90% من إمدادات المعادن النادرة في العالم، وهي عناصر أساسية لصناعة العديد من الأجهزة الإلكترونية، ما يجعل التحكم في إمداداتها ورقة تفاوض مهمة. وأشار بيسنت إلى أن بكين ستؤجل تطبيق تلك القيود لمدة عام بينما تُعيد النظر في سياساتها.
فول الصويا: إشارة إلى استئناف الشراء ودور المزارعين الأمريكيين
تطرقت تصريحات بيسنت إلى ملف فول الصويا، حيث قال إن الصين ستستأنف مشتريات كبيرة من فول الصويا الأمريكي، وهو ما يعد خبرًا مهمًا للمزارعين الأمريكيين المتضررين من الحرب التجارية في الفترات السابقة حين توقفت الصين عن الطلب على الشحنات الأمريكية. وأكد بيسنت أنه، بصفته مزارعاً لزيت الصويا، يشعر بالأثر شخصياً، وأن الاتفاق سيوفر ارتياحاً للفلاحين “لهذا الموسم ولعدد من المواسم القادمة”. ولم يقدم بيسنت تفاصيل أكثر حول أحجام الصفقات أو جدول التسليمات، مكتفياً بالإشارة إلى أن مسألة فول الصويا قد عُولجت ضمن أبعاد الإطار المتفق عليه.
سياق المواجهة التجارية ومحاولة تجنب التصعيد
جاءت هذه التطورات في ظل محاولة البلدين تفادي مزيد من التصعيد في النزاع التجاري بينهما. منذ تولي ترامب منصبه مجدداً أكد سياسة قائمة على فرض وتهديد رسوم جمركية واسعة على واردات من الخارج، وكانت الصين هدفاً رئيسياً لهذه الخطوات. وردت بكين بإجراءات مضادة من نوعها، لكن الطرفين اتفقا سابقاً على تأجيل تنفيذ بعض الرسوم بينما يسعيان للتفاوض على صفقة تجارية أوسع. في هذا السياق، يشير إعلان بيسنت إلى رغبة مشتركة في إبقاء القنوات الدبلوماسية والتجارية مفتوحة لتفادي تداعيات أكبر على الاقتصادين العالميين.
ملاحظات حول اللقاء المرتقب بين ترامب وشي
من المقرر أن يعقد الرئيسان اجتماعاً يوم الخميس في كوريا الجنوبية، حيث سيسعى الطرفان إلى “تتويج” الإطار الذي بُحث على هامش لقاءات آسيان في ماليزيا. وقد لفت بيسنت إلى أن القادة سيُكملون ما نوقش على مستوى المسؤولين، فيما تبقى تفاصيل عدة عناصر قابلة لأن تُحسم أو تُعدل خلال محادثات القمة. وأكدت بكين أن المحادثات التي جرت على مستوى المسؤولين كانت “بناءة”، مؤكدة رغبتها بالمضي في مناقشة البنود المتفق عليها داخل الإطار المزمع عرضه على زعماء البلدين.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































