كتب: صهيب شمس
الطفل الذي أُلقي من تيت مودرن شهد تقدماً ملحوظاً في قدرته الحركية واللغوية حسب ما أفادت به عائلته، إذ أصبح قادراً على الركض والسباحة لمسافات محدودة بعد ست سنوات من الحادثة التي وقعت في أغسطس 2019. العائلة الفرنسية، التي تصف ابنها بـ«فارسنا الصغير»، أكدت أن تطور الحالة يمثل إنجازاً استثنائياً بالنظر إلى الإصابات الخطيرة التي تعرض لها حين كان في عطلة مع والديه وكان يبلغ من العمر ست سنوات عند وقوعها.
تقدم ملحوظ في شفاء الطفل الذي أُلقي من تيت مودرن
العائلة أوضحت في تقرير تفاؤلي حول تقدم التعافي أن الطفل الذي أُلقي من تيت مودرن كان قد خضع لإصابات بالغة تضمنت نزيفاً في المخ وكسوراً متعددة، وكان من المتوقع أن يظل معتمداً على الكرسي المتحرك. لكنهم أفادوا أن ابنهم الآن يتحرك من دون مساعدة في مسافات قصيرة، ويستطيع القفز والركض والسباحة بطريقة تختلف عن زملائه لكنها تبقى إنجازاً عظيماً بالنسبة لهم. العائلة قالت: «لقد وضع فارسنا الصغير هدفه منذ زمن طويل بأن يعود للركض والقفز والسباحة. لا يفعل ذلك مثل الأطفال في سنه بالطبع، لكن لا يمكننا الآن وصف ما يفعله إلا بالركض والقفز والسباحة».
تفاصيل الحادث والإجراءات القانونية
الحادث وقع في أغسطس 2019 عندما ألقي الطفل من الطابق العاشر في متحف تيت مودرن بلندن، وسقط من ارتفاع يقارب 30 متراً. الجاني المدان يُدعى جونتي برافيري (Jonty Bravery)، وقد حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بعد إدانته بمحاولة قتل الطفل. نجا الطفل من السقوط لكنه نقل إلى المستشفى وهو يعاني إصابات تهدد حياته ومنها نزيف في المخ وكسور عديدة، ما جعل توقعات كونه معتمداً على كرسي متحرك طوال حياته أمراً وارداً في حينه.
خطة العلاج والعمليات المقبلة
أوضحت العائلة أن الطفل الذي أُلقي من تيت مودرن يواجه عملية جراحية مقررة في وقت مبكر من العام المقبل، وسيضطر بعدها للبقاء مقيّداً وغير قادر على الحركة لمدة شهرين، وفق ما أبلغهم الأطباء. وتتوقع الطواقم الطبية أن تمنح هذه العملية مزيداً من الحركة بعد الشفاء، وأن الاستفادة من التقدم الحالي ستزيد من فرص تحسّن أدائه الحركي. العائلة نقلت عن الجراح اعتماده على التقدم الذي أحرزه الطفل حتى الآن كعامل مطمئن بشأن الفوائد المستقبلية المتوقعة.
العلاجات التأهيلية والدعم النفسي
تتلقى الحالة رعاية تأهيلية مكثفة؛ فالعائلة أشارت إلى ضرورة حصول طفلها على عشر جلسات منفصلة من إعادة التأهيل كل أسبوع، تشمل علاجات متعددة من ضمنها جلسات مع أخصائي حركي نفسي (psychomotor therapist) عمل على مساعدته في تقليل توتر الجانب الأيسر من جسده الذي كان يسبب له ألماً. هذه الجلسات جزء أساسي من خطة استعادة الوظائف الحركية وتحسين راحته اليومية، وهي السبب في التقدم الملحوظ الذي أحرزه حتى الآن.
التأثيرات المعرفية والاجتماعية وتعلم اللغات
بالإضافة إلى التقدم الحركي، قالت العائلة إن ذاكرة ابنهم «ما قبل المراهقة» ما تزال محدودة لكنها تتحسّن مع مرور الوقت ومع زيادة ما وصفوه بـ«القدرة المعرفية على التحمل». هذا التحسن سمح له بالمشاركة في عطلة صيفية في الجبال مع أطفال آخرين لا يتحدثون الفرنسية، وقد استطاع أن يعمل على مهاراته في اللغة الإنجليزية ويلعب دور معلم فرنسي قليلاً لأقرانه، وفق ما نقلته العائلة. مثل هذه الخبرات الاجتماعية واللغوية تُعد مؤشراً إيجابياً على تعافيه المعرفي والاجتماعي بعد الصدمة.
التحضيرات للمدرسة والانتقال المحتمل
العائلة أعربت عن سعيها لإيجاد مدرسة جديدة تتيح للطفل الذي أُلقي من تيت مودرن متابعة جميع المقررات الدراسية وفي الوقت ذاته تخصيص فترات زمنية كافية لجلسات العلاج الأسبوعية المكثفة. هذا يتطلب منهم التخطيط للانتقال مرة أخرى قريباً لضمان أن يحصل ابنهم على أفضل فرص التقدم. العائلة قالت إن إيجاد بيئة تعليمية داعمة تجمع بين التعليم الكامل والمرونة اللازمة للعلاج يعد أمراً حاسماً للحفاظ على وتيرة تحسنه.
أمل الأسرة ومستقبل التعافي
العائلة تبدو متفائلة لكنها واقعية في نفس الوقت، مصحوبة بوعي بأن الطريق ما زال طويلاً وأن كل مرحلة من مراحل العلاج والعمليات الجراحية ستشكل منعطفات هامة في مسار التعافي. هم يؤكدون أنهم سعداء بوصوله إلى هذا المستوى من التقدم قبل خضوعه للعملية التالية، وأنهم يعولون على ما حققه من استقرار حركي ومعرفي ليعزز فرصه في الاستفادة القصوى من العلاج الطبي المستقبلي. تظل متابعة حالات التعافي بهذا القدر من التعقيد رهينة بدعم الفريق الطبي والالتزام بالجلسات التأهيلية والبيئة المدرسية المناسبة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































