كتب: سيد محمد
نائب زعيم حزب العمال الجديد لوسي باول شددت على أن اهتمام الأعضاء يجب أن يكون محط اهتمام القيادة، مؤكدة أن الحزب بحاجة إلى إيلاء اهتمام الأعضاء بصورة أكبر واستماع أوسع إلى قواعده بدل الانحصار في “مجموعة ضيقة من الأصوات”. باول، التي أُقيلت من منصبها كقائدة لمجلس العموم في سبتمبر على يد كير ستارمر، اعتبرت أن هذه الرسالة صريحة من الناخبين داخل الحزب وأن عليها أن تعمل بسرعة لاستعادة الثقة قبل استحقاقات الانتخابات المحلية المقبلة في مايو.
نتيجة الانتخابات الداخلية وأرقام التصويت
في سباق النائب الجديد لزعامة حزب العمال، فازت لوسي باول على وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون بعد حصولها على نسبة 54% من الأصوات، إذ نالت باول 87,407 صوتاً مقابل 73,536 لصالح فيليبسون. شهدت الجولة مشاركة منخفضة نسبياً بتسجيل نسبة تصويت بلغت 16.6%، وهو ما اعتبره بعض المطلعين داخل الحزب دلالة على استياء واسع النطاق بين الأعضاء. أعلنت النتيجة يوم السبت في ظل موجة من القلق إثر الأداء الهزيل للحزب في انتخابات فرعية جرت مؤخراً.
تأكيد على إشراك القاعدة واهتمام الأعضاء
باول قالت للصحافة إنها تلقت “تفويضاً واضحاً” من الأعضاء ليُسمع صوتهم في أعلى مستويات الحزب، وأضافت أن الأعضاء والنواب المنتخبين هم عنصر قوة للحزب. وحثت على ضرورة احترام قيمة نقاشاتهم ووجوب تعريف النقاش ليس بوصفه انقساماً بل كجزء من عملية إشراك أوسع. وأكدت أنها ستعمل على إعادة تواصل القيادة مع القاعدة وأن تسعى للتعاون مع كير ستارمر والحكومة وكافة أركان الحزب في الأدوار القيادية التي ستتولاها، وهو ما يعكس تركيزها المباشر على ملف اهتمام الأعضاء.
اهتمام الأعضاء في سياق الاستعداد للانتخابات المحلية
أوضحت باول أنها ستباشر العمل فوراً لتعزيز دعم حزب العمال استعداداً للانتخابات المحلية في مايو، مشددة على ضرورة أن يكون الحزب أكثر وضوحاً في عرض إنجازاته أثناء تولي الحكومة. ورأت أن هناك قائمة من الإنجازات التي يجدر إبرازها في الحملة، ومنها تحسين حقوق العمال، وزيادات الأجور، وزيادة مواعيد المستشفيات، وبرامج الوجبات المدرسية والصباحيات. وقالت إن تجميع هذه النقاط في رسالة أقوى سيساعد على إعادة بناء تحالف الناخبين وتثبيت موطئ قدم تقدمي في البلاد.
دلالات نتيجة كايرفيلي وأثرها على خطاب الحزب
جاء إعلان فوز باول على خلفية فشل حزب العمال في انتخابات فرعية بمدينة كايرفيلي، حيث تراجع الحزب إلى المركز الثالث وحصل على 11% فقط من الأصوات في مقعد كان يعتبر آمناً سابقاً لحزب العمال منذ تأسيس مجلس السند في ويلز عام 1999. هذا الأداء الكارثي أثار تحليلات داخل الحزب حول مدى تراجع التواصل مع الناخبين المحليين وأدى إلى مقارنات تاريخية مع نتائج سابقة أثّرت على توجهات القيادة.
موقف المرشحتين السياسي وبرامجهما
خلال السباق على منصب النائب، تبنى كلا المرشحتين موقفاً مؤيداً لإلغاء سقف ميزة الطفلين، وهو ملف يعتقد أنه يحظى بشعبية بين الأعضاء على الرغم من الجدل العام حوله. باول أعادت التأكيد على أن الحوار مع الأعضاء يجب أن يتيح معالجة هذه القضايا الحساسة وأن يعكس رؤية الحزب في أن يعمل “لصالح الأكثرية وليس القلة”.
ردود فعل داخل القيادة وتعليقات المسؤولين
أشاد ستارمر بباول وهنأها على النصر، فيما عبر حلفاء عن مخاوف بشأن الغضب بين الأعضاء، وقال أحد المقربين من فيليبسون إن محاولات التهدئة ستكون صعبة نظراً لما أعرب عنه الأعضاء في نتيجة الاقتراع. من جهته، قارن وزير الصحة ويس ستريتنج نتيجة كايرفيلي بنتائج انتخابات فرعية سابقة مثل هارتلبول، مؤكداً أن ستارمر سبق وتحمل نتائج انتخابات مؤلمة واستغلها لتشكيل حزب أكثر قدرة على الفوز.
الخطاب السياسي والمخاوف من التحول لليمين
في معرض دفاعه عن توجهات الحزب، حذر ستارمر من محاولات بعض القوى السياسية، مثل حزب المحافظين وحزب ريفورم، لدفع البلاد نحو سياسات وصفها بأنها “مظلمة”. استشهد بتصريحات لعضو محافظ أثارت جدلاً حول سياسات المتعلقين بالهجرة والهوية الثقافية، مؤكداً أن مهمة حزب العمال هي توحيد كل من يعارض هذه السياسات لهزيمتها.
دور باول بين الحكومة والقاعدة واهتمام الأعضاء
باول شددت على أنها ستعمل مع الحكومة وقيادات الحزب لإعادة الدمج بين العمل الحكومي والقاعدة الحزبية، معبرة عن قلقها من أن الأعضاء لم يشعروا بأنهم مشمولون كما ينبغي في الأشهر الأخيرة، وهو ما يحدث أحياناً عند تولي الحزب مقاليد الحكم. وصرحت بأنها ستسعى لإشراك الأعضاء وإعطائهم مساحة للمساهمة في رسم السياسات، في محاولة لترميم العلاقة بين القيادة والقواعد ولتعزيز التجاوب الشعبي.
استراتيجيات الحملة المقبلة والرسائل المركزية
أوضحت النائبة الجديدة أنها ستعمل على حشد الجهود للانتخابات القادمة من خلال بناء رسالة مركزية تبرز إنجازات الحكومة بطريقة تمتد إلى قواعد الحزب والناخبين الأوسع. ركزت باول على أن إعادة السيطرة على الأجندة السياسية مهمة عاجلة، وأن التراجع عن بعض المواقف أو محاولة “أن نصبح أشد يمينية من ريفورم” لن تجدي نفعاً. كما أشارت إلى ضرورة إبراز إنجازات ملموسة مرتبطة بحياة المواطنين اليومية لتعزيز ثقة الناخبين.
آثار النتيجة الداخلية على مسار الحزب
بينما تستعد باول لبدء مهامها، يبدو أن التحدي الأكبر يتمثل في تحويل تفويض الأعضاء إلى سياسات وخطاب يحافظ على تماسك الحزب ويستعيد امتداداته الانتخابية. يظل السؤال كيف ستحول القيادة الجديدة هذا التفويض إلى خطوات عملية تقنع الأعضاء والناخبين على حد سواء، خصوصاً في ضوء مؤشرات الاستياء الأخيرة في التصويت الداخلي والأداء في الانتخابات الفرعية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































