كتب: صهيب شمس
أرسنال يصعب إيقافه، ويبدو اليوم واضحاً لماذا باتت جماهير ومراقبو الدوري الإنجليزي يعدّون فريق المدفعجية المرشح الأبرز للفوز بلقب الموسم الجاري. نتائج الفريق ضد نيوكاسل ووست هام وفولهام وكريستال بالاس هذا الموسم تؤكد الفارق عن حملة الموسم الماضي، إذ تغلّب أرسنال على كل هذه الفرق بينما كان قد تخلّف عشر نقاط عن الحسم عندما تعثّر أمام بعضها في السباق على اللقب في العام الماضي.
لماذا أرسنال يصعب إيقافه على صدارة الدوري
السبب الرئيس في وصف الكثيرين بأن أرسنال يصعب إيقافه يرتبط بتوازن الأداء بين هجوم واصل متقدم ودفاع محكم لا يقدّم تنازلات. الفريق وضمن بداية الموسم الحالي تمكن من المحافظة على صدارة الترتيب رغم مواجهة صعبة تضم مباريات خارج ملعبه أمام مانشستر يونايتد وليفربول ونيوكاسل، ومباراة كبيرة على ملعبه ضد مانشستر سيتي. هذا التماسك منح أرسنال تفوقاً بفارق أربع نقاط عن بورنموث في الصدارة في الوقت الراهن.
الصلابة الدفاعية والأرقام
واحدة من أهم ميزات أرسنال هذا الموسم هي بنيته الدفاعية الصلبة. يحتل الفريق صدارة الدوري في عدد المباريات بدون أهداف يدخل فيها مرماه (6 مرات)، وفي معدّل الأهداف المستقبلة إذ استقبل ثلاثة أهداف فقط، كما واجه 72 تسديدة و19 تسديدة على المرمى بحسب الإحصاءات، مع معدل الأهداف المتوقعة ضد (xGA) يبلغ 5.3. هذه الأرقام توضح أن أرسنال لا يقدّم نتائج عشوائية بل يعتمد على تنظيم دفاعي متين يجعل المنافسين يكافحون لإيجاد فرص حقيقية.
التحالف الدفاعي بين غابرييل وويليام ساليبا يُعدّ من أفضل الثنائيات في الدوري، ومتى ما اضطر ساليبا للخروج، كما حدث عندما تم استبداله في منتصف اللقاء، فإن الوافد الصيفي كريستيان موسكيرا قد دخل وأظهر مستوى يؤكد جودة الخيارات الخلفية المتاحة لدى المدرب. الفريق لم يستقبل هدفاً في آخر ثلاث مباريات بالدوري، وهو امتداد لمجرى 385 دقيقة دون تلقي أهداف، كما حافظ على ثلاثة أهداف فقط في 12 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم.
نتائج حاسمة أمام منافسين سابقين
النتائج أمام نيوكاسل ووست هام وفولهام وكريستال بالاس تلخّص الفرق بين الموسم الحالي والسابق. في الموسم الماضي تعادل أرسنال مع فولهام، وتعادل على أرضه مع بالاس، وخسر أمام نيوكاسل وسقط أيضاً أمام وست هام على ملعبه، ما أدّى إلى تضييع عشر نقاط حاسمة وانتهى به المطاف وصيفاً خلف ليفربول بفارق عشر نقاط. هذا الموسم تغيّرت الصورة، وفاز أرسنال في كل تلك المواجهات، الأمر الذي ساهم بوضوح في وضعه الراهن كقوة صعبة في المنافسة على اللقب.
أهمية المباريات الكبيرة وتأثير المنافسين
أرسنال لعب مباريات كبرى خارج ملعبه أمام مانشستر يونايتد وليفربول ونيوكاسل، واستقبل مانشستر سيتي على أرضه، ومع ذلك ظل متصدراً بفارق أربع نقاط عن بورنموث. الواقع الراهن للدوري يُظهر أيضاً ظاهرة تاريخية: للمرة الأولى في هذا التوقيت من الموسم منذ عام 1992 لا يظهر أي من مانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد أو ليفربول أو تشيلسي ضمن المربع الذهبي. هذا الوضع يعكس أن منافسي أرسنال لم يسعوا للاستفادة من فرص التضييق عليه، بينما الفريق استغلّ جدول المباريات والنتائج لصالحه.
نجم دفاعي سابق في مانشستر سيتي، نيدوم أونوها، أشار إلى أن هناك مفاهيم خاطئة حول أرسنال، وقال إنه من الفرق الأعلى عدداً للفرص التسديد على المرمى في الدوري وفي الوقت نفسه الفريق الذي استقبل أقل قدر من الأهداف، وأكد بأن أرسنال “متألق ويستحق أن يكون في الصدارة”.
الاستثمار الصيفي والمؤثرات التكتيكية
في بداية الموسم ارتفعت الأصوات حول ضغوط العمل على المدرب ميكيل أرتيتا بعد صرف نحو 250 مليون جنيه إسترليني على ثمانية تعاقدات صيفية بحثاً عن تحقيق اللقب الغائب منذ 2004. حتى الآن أثبتت تلك الصفقات نجاحها على نحو لافت، حيث أصبح الفريق ثانٍ من حيث الأهداف المسجلة في الدوري وفي الوقت ذاته يمتلك أقوى دفاع رغم المعاناة من بعض الإصابات. أرتيتا وصف الفوز على بالاس بأنه أكثر أهمية من أي انتصار آخر هذا الموسم، ورأى أن النتائج التي تحققت تعكس الاتساق الكبير لكنها لا تعني التوقف عن تحسين الأداء لزيادة الهوامش.
ثيو والكوت، مهاجم أرسنال السابق، اعتبر أن فرق أرسنال الآن لديها “عامل الخوف” لدى الخصوم، وأنه طبيعي أن لا تهدأ شباكهم كثيراً، مشدداً على أن تكرار التعادلات الذي ألمّ بالفريق الموسم الماضي لن يتكرر هذا العام بفضل الإيمان داخل النادي والعمل على التركيز طوال دقائق المباراة.
الاعتماد على الكرات الثابتة كميزة حاسمة
تبرز أرسنال كفريق يستغل الكرات الثابتة بفاعلية واضحة. سجل الفريق 11 هدفاً من الكرات الثابتة في الدوري، وهو رقم يتفوق على تشيلسي الذي سجل تسعة. إضافة إلى ذلك، شكلت الأهداف من الركلات الثابتة نسبة 69% من إجمالي أهداف الفريق في موسم 2025-26 (11 من أصل 16 هدفاً). هذا الاستغلال ساهم في حسم انتصارات مهمة أمام مانشستر يونايتد ونيوكاسل وفولهام وأتلتيكو مدريد، وكان غابرييل من بين من افتتح التسجيل في مواجهة أتليتيكو عندما بدا أن لا طريق للتقدم.
يُعزى هذا النجاح جزئياً إلى وجود ممررين ماهرين مثل بوكايو ساكا وديكلان رايس، اللذين يعتبران من أفضل منفذي الركلات الحرة والركنيات في الدوري، بينما لا تزال الفرق المعارضة تكافح لإيجاد طريقة فعالة لوقف هذا النوع من الهجمات المنظمة.
ثقة متنامية مع نقاط بحاجة لتحسين
ثقة النادي ككل في قدرته على المنافسة واضحة، لكن لا يخفي أرتيتا وحاشيته أن هناك عناصر بحاجة للمزيد من الضبط لتحسين الفوارق وإعطاء الفريق هوامش أوسع. كما أن القلق حول جاهزية بعض اللاعبين، مثل خروج ساليبا مصاباً عند منتصف إحدى المباريات، يذكر بأهمية التحكّم في الجدول وإدارة الإصابات. على الرغم من ذلك، يؤكد الأداء والنتائج أن أرسنال يمتلك أدوات ومقومات تجعله فريقاً يصعب إيقافه في سباق اللقب هذا الموسم.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.













































































































