كتب: علي محمود
اتهم المدّعي العام الفنزويلي طارق ويليام ساب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسعي إلى الإطاحة بالحكومة الفنزويلية، مؤكّداً أمام بي بي سي أن “لا شك” في نوايا واشنطن تجاه كاراكاس. جاءت تصريحات ساب، المقرب من رئيس الجمهورية نيكولاس مادورو، في ظل تصاعد التوتر العسكري والدبلوماسي بين البلدين، مع تحركات أميركية واتهامات متبادلة بشأن عمليات تهريب مخدرات وتهديدات بتدخل بري محتمل.
تصريحات المدّعي العام وتأكيدات حول هدف الإطاحة بالحكومة الفنزويلية
قال طارق ويليام ساب في مقابلةٍ مع برنامج Newsday على قناة بي بي سي إن هدف الإدارة الأميركية هو الإطاحة بالحكومة الفنزويلية وتحويل البلاد إلى “مستعمرة” للولايات المتحدة. وحسب تصريحات ساب، فإن هذا الهدف يتجلّى في سياسات الضغوط والعقوبات وكذلك في الحشد العسكري الذي رآه تهديداً مباشراً لاستقرار فنزويلا. تكرار الاتهام يشكّل محورا أساسيا في الخطاب الرسمي الفنزويلي الذي يؤكّد وجود حملة خارجية تستهدف السيادة الوطنية.
اتهامات متبادلة حول تجارة المخدرات وسياق المواجهة
لم يُخفِ البيت الأبيض اتهاماته لنيكولاس مادورو بأنه يقود منظّمة لتهريب المخدرات، وهو ما رفضه مادورو ونفاه مسؤولوه. وفي إطار العمليات البحرية الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت ما لا يقل عن 43 شخصاً في ضربات استهدفت قوارب تُتهم بنقل مخدّرات قبالة سواحل أميركا الجنوبية. من جهته قال ترامب إنه “ينظر الآن إلى العمليات البرّية” بعد أن تمكّن، على حد قوله، من “السيطرة جيداً على البحر”. هذه الاتهامات والردود عزّزت مخاوف من أن يُستخدم ملف مكافحة المخدرات ذريعة لتصعيد عسكري أوسع.
التحشيد العسكري الأميركي وتخوفات من الإطاحة بالحكومة الفنزويلية
خلال الشهرين الماضيين، شهد البحر الكاريبي تحشيداً أميركياً تضمنت أساطيل حربية وطائرات مقاتلة ومشاة بحرية وطائرات تجسّس وقاذفات وطائرات دون طيار، وقد برّرت واشنطن هذه الخطوات بأنها جزء من حملة لقمع “العصابات” و”الإرهاب المخدّراتي”. لكنّ مراقبين كثيرين اعتبروا أن هذا التواجد هو أيضاً رسالة تهديد تهدف إلى الضغط لإحداث تغيير في الحكم، وإزاحة مادورو عن السلطة عن طريق ما وصفه خصومه بأنه استهداف مباشر لشرعية قيادته.
رد فنزويلا واتّهاماتها بمحاولة افتعال أحداث وعمليات “علم كاذب”
ردّت حكومة مادورو بشدّة على الحشود الأميركية، متهّمة واشنطن بمحاولة افتعال صراع وبتدبير “عمليات علم كاذب” في المياه بين فنزويلا وترينيداد وتوباغو. وقالت كاراكاس إنها ألقت القبض على ما سمّته “مجموعة مرتزقة لديها معلومات مباشرة من وكالة الاستخبارات الأميركية”، واتهمت ترينيداد وتوباغو بالتواطؤ مع أجهزة استخباراتية أجنبية، وهو ما اعتبرته الحكومة الفنزويلية “استفزازاً عسكرياً”. تُعرّف عملية “العلم الكاذب” بأنها عمل سياسي أو عسكري يُنفّذ بهدف نسبه إلى طرفٍ آخر لتبرير رد فعل أو تدخل.
الخلاف حول شرعية الحكومة الفنزويلية وتأثيراته على الأزمة
أشار ساب إلى أن موقف الولايات المتحدة من شرعية مادورو يتصل مباشرة بالرغبة في الإطاحة بالحكومة الفنزويلية، لافتاً إلى أن واشنطن وبلداناً أخرى لم تعترف بشرعية الانتخابات الأخيرة في 2024 التي وُصفت بأنها لم تكن حرة ولا نزيهة. وذكرت المعارضة أن عدّادات اللجان الانتخابية أظهرت فوز مرشحها بفارق واسع، وهو ما أدخل البلاد في حالة انقسام دولي ومدني حول من يمثّل السلطة الشرعية.
خلاف أميركي داخلي وتحذيرات الكونغرس من تبعات الضربات
أثار توسيع ضربات البحرية الأميركية وعمليات استهداف قوارب مزيداً من الجدل داخل واشنطن، حيث عبّر أعضاء في الكونغرس من الحزبين عن قلقهم بشأن شرعية هذه الضربات وسلطة الرئيس في اتخاذ هذا النوع من القرارات العسكرية. ونقلت التقارير عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أنه يرى في احتمالات الضربات البرّية “إمكانية حقيقية”، وأن ترامب أخبره أنه يخطط لإحاطة أعضاء الكونغرس بعمليات عسكرية مستقبلية عند عودته من آسيا.
حركة السفن الحربية ووصول المدمرة وتداعيات التصعيد
وصلت المدمّرة الأميركية المزوّدة بصواريخ موجهة USS Gravely إلى ترينيداد وتوباغو في زيارة رسمية قالت واشنطن إنها لإجراء تدريبات ومناورات مشتركة حتى يوم الخميس. ونقلت السلطات الفنزويلية عن تصريحات تُدين هذه الخطوة ووصفتها بـ”الاستفزاز العسكري” بالتنسيق مع وكالات استخباراتية أجنبية. وكان البيت الأبيض قد أمر أيضاً بنشر حامل الطائرات الأكبر في العالم USS Gerald R Ford إلى البحر الكاريبي، إلا أن السلطات الفنزويلية قالت إن الحاملة لم تصل بعد، واعتبر مادورو أن وجودها يدلّ على “اختلاق حرب” من قبل الولايات المتحدة.
الموقف الفنزويلي من الحوار والاستعداد للدفاع عن الدولة
على الرغم من الاتهامات المتبادلة والتصعيد العسكري، قال المدّعي العام إن فنزويلا ما زالت “جاهزة لاستئناف الحوار” مع الولايات المتحدة، إلا أنه وصف مواجهة واشنطن ضد تهريب المخدّرات بأنها “غير شرعية”. كما أشار ساب إلى أن بلاده تستعد للدفاع عن نفسها في حال وقوع عدوان بري، قائلاً إن التدخل البري “لا ينبغي أن يحدث، لكننا مستعدون” للتعامل معه إذا وقع.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































