كتب: صهيب شمس
في شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه القوات الكردية، يكشف تقرير ميداني عن واقع صادم داخل سجن المتهمين بداعش، حيث تقول السلطات الكردية إن خلايا التنظيم تعيد ترتيب صفوفها وتزيد من هجماتها، بينما تمتلئ السجون ومخيمات التهجير بعائلات المشتبه في انتمائهم. سجن المتهمين بداعش بات واحداً من أبرز مراكز الاحتجاز في المنطقة، ويعكس مدى التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجهها الإدارة الذاتية الكردية.
حالة العنف المتجددة وخريطة الاشتباكات
يتحدث قادة كرد عن موجة متصاعدة من العمليات التي نسبت إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مع زيادة في عدد الهجمات بنحو عشرة أضعاف حسب تصريحات متحدثين محليين. التنظيم، بحسبهم، استغل الفراغ الأمني عقب الإطاحة ببشار الأسد ليستولي على مخزونات الأسلحة وينتقل من عمليات خاطفة إلى هجمات على نقاط تفتيش وزرع ألغام، مما دفع وحدات الحماية الشعبية والمدافعين عن المنطقة إلى تكثيف جهودها. هذا التصاعد جعل سجن المتهمين بداعش ومخيماته ملاذَ قلق دائم للسلطات المحلية التي تحاول احتواء التداعيات.
داخل أكبر سجون المتهمين بداعش: السجن المركزي في الحسكة
أكبر سجن للمتهمين بداعش في المنطقة هو سجن “السيناء” بمدينة الحسكة، تحيط به أسوار عالية وأبراج مراقبة. من خلال فتحة صغيرة في باب الزنزانة، بدا السجناء يرتدون زيّاً بنيّاً ورؤوساً محلوقة، جالسين على فرشات رقيقة، هزيلين وضعفاء، وكأنهم صورة مُصغرة “لخلافة” تهاوت في 2019. السجناء المحتجزون في هذا المكان يقال إنهم شاركوا في القتال حتى المعركة الأخيرة في باغوز. داخل زنزانات سجن المتهمين بداعش تنتشر أمراض مثل السل، بينما يفتقد السجناء إلى وسائل الاتصال والمعرفة، إذ لا يتوفر تلفاز أو راديو أو إنترنت أو هاتف، وإلى حد ما لا يعتقدون أن تغييرات كبرى حدثت في دمشق.
القيادة داخل السجون وامتداد النفوذ
بحسب قائد سجن لا يُكشف عن هويته لأسباب أمنية، فإن النفوذ التنظيمي لا يتوقف خلف الأسوار؛ فلكل جناح أمير أو “إمام” يصدر فتاوى ويعطي أوامر ودروساً شرعية داخل الزنازين. هذه البنية الداخلية تشرح كيف أن سجن المتهمين بداعش قد تحول أيضاً إلى مكان لتواصل الأيديولوجيا وتثبيتها، ما يُثير قلق السلطات بشأن إمكانيات إعادة التنظيم داخل المعتقلات نفسها.
قصص فردية من داخل السجون ومخيمات التوقيف
يحكي التقرير قصصاً إنسانية مؤثرة تقرب الصورة. شاب يدعى وليد عبد الباسط شيخ موسى اشترى دراجة نارية في يناير وتم قتله في فبراير خلال القتال ضد تنظيم الدولة، وهو الذي هرب من منزله وهو قاصر للانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية قبل أن يعيدوه ويقبلوه لاحقاً عندما بلغ. من لندن، يتحدث حمزة بارفيز الذي اعترف بالانضمام للتنظيم في 2014، عن شعوره بالخطر الصحي داخل سجن المتهمين بداعش ووجوده “على سرير الموت” محاطاً بالسل، فيما يطالب بالعودة إلى بريطانيا الذي جُرد من جنسيته.
مخيمات العائلات: روج والحول وسجن مفتوح للنساء والأطفال
إلى جانب سجن المتهمين بداعش، تحذر القوى المحلية والدولية من أوضاع عشرات الآلاف من العائلات المحتجزة في مخيمات مثل روج والهول. تحت ظروف قاسية وفي خيام واسعة على حافة الصحراء، يعيش نحو 34,000 من أفراد عائلات المشتبهين، بينهم نساء وأطفال، في ظروف تعتبرها منظمات حقوقية عقاباً جماعياً. في مخيم روج يكشف مدير المخيم عن تواجد تسع عائلات بريطانية تضم 12 طفلاً، ويقدر أن 75% من سكان المخيم لا يزالون متمسكين بأيديولوجية التنظيم. أما الهول فيصفه المسؤولون بأنه أكثر تشدداً ويحتوي على نحو 6,000 أجنبي، حيث استُخدمت أساليب عنيفة لإظهار الرفض للزوار.
نداءات دولية ومحاولات إعادات الدولة للأشخاص المحتجزين
قصة حمزة ومن معه تُظهر تعقيدات إعادة المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم. بريطانيا ودول أخرى غير مسرعة في استعادة رعاياهم من سجن المتهمين بداعش، ما اضطر الأكراد إلى مواصلة احتجاز الآلاف من المشتبه فيهم. بعض المحتجزين يطلبون العودة ويؤكدون تركهم للفكر المتطرف، لكن دولاً كثيرة ترفض المخاطرة دون ضمانات تحول محتملة. في المقابل، تبقى السلطات الكردية معنيّة بإدارة عملية احتجاز واسعة تشمل أيضاً محاكمات لم تجرِ في كثير من الحالات، ما يطرح أسئلة عن الحقوق القانونية للمحتجزين داخل سجن المتهمين بداعش.
التحديات الصحية والإنسانية داخل السجن والمخيمات
الأوضاع الصحية داخل سجن المتهمين بداعش وخيم التهجير مقلقة، خصوصاً مع انتشار أمراض مثل السل بين السجناء واختلاط الأطفال بالبيئات المتشددة. بعض النساء في المخيمات يروين قصص تعرضهن للضرب وإصابات نتيجة القتال، مثل حالة ميهاك أصلام التي فقدت ابنتها في باغوز وتعاني من عواقب صحية للأطفال الناشئين في المخيمات. المديرون المحليون يعبرون عن مخاوفهم إزاء نشأة جيل جديد قد يتبنى نفس الأفكار، وهو ما يضع عبئاً ثقيلاً على جهود إعادة التأهيل والأمن داخل وخارج سجن المتهمين بداعش.
التهديد المستمر وخطر الولادات الجديدة للأيديولوجيا
مع محاولات التنظيم إعادة بناء هياكله، تبرز مخاوف من أن الأطفال الذين نشأوا في هذه المخيمات سيصبحون “بذوراً” لإصدار جديد من التنظيم. قادة محليون عبروا عن خشيتهم من أن تكون هذه الجهود أكثر تطرفاً من السابقة، وأن يكون سجن المتهمين بداعش ومحيطه مراعيًا لتكريس فكر يعيق أي حل طويل الأمد للأزمة الأمنية والإنسانية في المنطقة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































