كتب: أحمد خالد
طفل تايت مودرن يستعيد الركض والقفز والسباحة
إصابة طفل تايت مودرن وظروف الحادث
أعلنت عائلة طفل تايت مودرن عن تقدم ملحوظ في حالة ابنهم الذي نجا من حادث سقوط مروع بعد أن رُميت حياته فوق شرفة الطابق العاشر في معرض تايت مودرن بلندن. كان الصبي الفرنسي يبلغ من العمر ست سنوات خلال عطلة مع والديه في أغسطس 2019 عندما تعرّض للهجوم على يد مراهق يُدعى جونتي بريفري، وكان حينها عمره 17 عاماً. نجا الصبي من سقوط يقارب 30 متراً (100 قدم) لكنه تكبد إصابات مهددة للحياة، شملت نزيفاً في المخ وكسوراً في العظام، الأمر الذي استدعى نقله للعناية المركزة لبضعة أشهر.
تُظهر تفاصيل الحادث مدى خطورته: السقوط من ارتفاع كبير والإصابات المتعددة التي أعقبت ذلك حسبما نقلت العائلة عبر صفحة تحديثات على منصة جمع التبرعات “غو فند مي”. طوال فترة إقامته الطويلة في المستشفى، خضع الطفل لسلسلة من العلاجات والمراقبة الدقيقة، وكانت عائلته تتابع كل خطوة من خطوات تعافيه بصبر وأمل.
تعافي طفل تايت مودرن ومسار العلاج
سار تعافي طفل تايت مودرن ببطء وتدرج واضحين، إذ أوردت العائلة أن الطفل أمضى شهوراً في العناية المركزة ثم بدأ في تحصيل قدر من التحمل الإدراكي والبدني. على الرغم من أن ذاكرته لا تزال محدودة جداً، فإن مهاراته الذاكرية أصبحت قابلة للاستخدام وتتحسّن تدريجياً، مما سمح له “باكتساب معرفة عامة بوتيرته الخاصة” وإدماجه مع أطفال آخرين بدرجة متزايدة.
أوضحت العائلة أيضاً أن الصبي يعاني من ضعف في الجانب الأيسر من جسده، مما دفعه لتعويض ذلك بتوتر مستمر في الجانب الأيمن، وكان ذلك سبباً للألم. لكن العمل مع أخصائي العلاج الحركي النفسي (السايكوموتور) ساعده على الاسترخاء والسماح لنفسه بالفواصل، وأدرك هو نفسه ضرورة منح جسده فترات راحة، مما قلّل الحاجة لتذكيره بذلك باستمرار.
إنجازات طفل تايت مودرن: الركض والقفز والسباحة
أفادت عائلة طفل تايت مودرن بفخر أن ابنهم حقق هدفه الذي ظل متمسكاً به: أن يكون قادراً على الركض والقفز والسباحة مرة أخرى. لا يمكن مقارنته بالأطفال في مثل سنه من حيث القدرة والمسافة، لكن العائلة تصر على أن ما يفعله الآن يستحق الوصف ذاته، حتى لو كانت المسافات قصيرة أو الارتفاعات بسيطة. قالت العائلة حرفياً: “لا يمكننا بعد أن نصف ما يفعله بأي وصف آخر غير أنه ركض وقفز وسبح”.
أبرزت تحديثات العائلة على صفحة “غو فند مي” أن هذه الحركات جاءت قبل خضوع الطفل لعملية أخرى مقررة، وأن التقدم الذي أحرزه يعد إنجازاً كبيراً بالنظر إلى خطورة إصابته الأصلية. كما أشاروا إلى أن التدريب التدريجي ساهم في تحقيق هدف ثانٍ ظل يحلم به مع والده: نزهة على شاطئ البحر ثم العودة مشياً. بعدما قاموا بجلسات تدريب متصاعدة، تمكن الأب والابن من إكمال رحلة استمرت نحو ساعتين ونصف، وعادا مرهقين لكن مبتهجين، واصفين المهمة بأنها “منجزة”.
تحديث العائلة والدعم العام
نشرت العائلة تحديثاتها عبر صفحة جمع التبرعات لتشارك مؤيديهم رحلة التعافي، وأطلقت على طفلهم لقب “فارسنا الصغير” أو “الفارس الصغير” تعبيراً عن حبهم وإعجابهم بشجاعته. أوردوا أن الطفل يكتسب قدرة على الاندماج مع أقرانه تدريجياً بفضل التحسن في وظائفه الإدراكية والذاكرية، وأن نضوجه المستمر وسعيه للتعلم على وتيرته جعلاه يسمح لنفسه بالاسترخاء أكثر مما كان عليه سابقاً.
كما شرحوا أن الدعم العاطفي والطبي كان عاملاً مهماً في تقدمه، وأن العمل مع المتخصصين، لا سيما المعالج الحركي النفسي، ساهم في توازن وضعه الجسدي والنفسي، مما سمح له بتحقيق حركات بدنية كانت تبدو بعيدة المدى في مرحلة ما بعد الحادث.
نتيجة المحاكمة والعقوبة
خضعت قضية الهجوم على الطفل إلى محاكمة في محكمة أولد بايلي بلندن، حيث وُجد جونتي بريفري مذنباً بمحاولة القتل. في عام 2020، حكم على المتهم بالسجن لمدة لا تقل عن 15 عاماً. هذا الحكم جاء بعد محاكمة استعرضت ملابسات الواقعة وشهادات حول سقوط الصبي من شرفة الطابق العاشر في معرض الفن.
ظل اسم المتهم وتفاصيل المحاكمة محط اهتمام الإعلام والجمهور، بينما تواصلت عائلة الطفل في مشاركة آخر المستجدات حول حالته وخطوات علاجية لتوفير أفضل فرص للعودة لأكبر قدر ممكن من الحياة الطبيعية، ضمن حدود ما تسمح به إصاباته.
آفاق مستقبلية وتحديات قادمة
لا تزال رحلة التعافي أمام طفل تايت مودرن طويلة ومليئة بالتحديات، حيث ينتظره مزيد من العمليات والعلاجات وأطوار للتأهيل تساعده على استعادة قدراته أو التكيف معها. تؤكد العائلة أن التقدم الذي أظهره حتى الآن ينبئ بإمكانية استمرار التحسن، ولكنهم أيضاً يعترفون بأن هناك حدوداً لما يمكن أن يتحقق مقارنة بالأطفال الأصحاء، خصوصاً من حيث المسافات والقدرات المتاحة له.
أوضحت العائلة في مضمون تحديثاتهم أن الوعي بحاجاته والقضايا التي يعالجها طواعية وتدريبياً يجعلهم أقل حاجة لتذكيره ويمنحه مساحة للنمو الشخصي. كذلك تبرز أهمية الدعم المجتمعي والأسري في مساندة الطفل خلال هذه الفترة الحرجة من حياته، خصوصاً أنه في مرحلة المراهقة المبكرة حيث يتغير جسمه ويتطور إدراكه الاجتماعي والعاطفي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































