كتب: أحمد خالد
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم يستبعد علناً إمكانية السعي لفترة رئاسية ثالثة، قائلاً إنه «يحب أن يفعل ذلك»، لكنه أيضاً استبعد فكرة الترشح لمنصب نائب الرئيس عام 2028 كوسيلة للتحايل على الدستور. هذا التصريح أثار جدلاً واسعاً وتكهنات حول نوايا ترامب المستقبلية والأساليب التي قد يعتمدها للدخول إلى السباق الرئاسي مرة أخرى، فيما بقيت الصورة غير واضحة بالنسبة إلى الطريقة التي قد يتبعها لتحقيق ذلك.
آفاق السعي لفترة رئاسية ثالثة والدوافع
طرح ترامب نفسه إمكانية السعي لفترة رئاسية ثالثة بصورة مفتوحة عند التحدث مع الصحفيين خلال زيارته لآسيا، وقال بعبارات مباشرة إنه «سيحب أن يفعل ذلك». استخدامه لعبارات تشير إلى رضاء شعبي مثل «لدي أفضل نسب تأييد على الإطلاق» أضافت بعداً آخر للحديث عن دوافعه. على الرغم من ذلك، بدا ترامب متردداً في التفاصيل وكرر أنه «لم يفكر في الأمر حقاً»، ما يترك باب التكهنات مفتوحاً حول توقيته وخططه العملية.
رفض فكرة الترشح نائبا وتوضيح الموقف من السعي لفترة رئاسية ثالثة
عرض بعض أنصاره فكرة أن يترشح ترامب لمنصب نائب الرئيس في عام 2028 كوسيلة للتغلب على حظر الدستور على الترشح لولاية ثالثة. لكن ترامب رفض هذه الفكرة، واصفاً إياها بأنها «لطيفة جداً» وقال إنها «لن تكون صحيحة». وأوضح أيضاً أنه «سيسمح له»، من الناحية القانونية، أن يترشح كنائب رئيس، لكنه لا يعتزم فعل ذلك لأنه يعتقد أن الناس «لن يحبوا ذلك» وأن الأمر «لن يكون صائباً». هذا الرفض يوضح موقفه الرسمي الحالي من سيناريو الترشح عبر منصب نائب الرئيس.
الخيارات الدستورية أمام السعي لفترة رئاسية ثالثة
يضع الدستور الأميركي قيوداً واضحة، عبر التعديل الثاني والعشرين، على الترشح لولاية رئاسية ثالثة. وإلغاء هذا التعديل يتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أو دعوة لمؤتمر دستوري من قبل ثلثي تشكيلة هيئات الولايات، وهو مسار يصعب تحقيقه ويُعد غير مرجح على نطاق واسع. هذه العقبات الدستورية تجعل الإقصاء الرسمي لخيارات ملتفة أمراً ذا وزن، وتدفع إلى تساؤلات حول حدود السبل القانونية الممكنة أمام أي محاولة للسعي لفترة رئاسية ثالثة.
تصريحات المقربين وخطة «العودة» إلى البيت الأبيض
في الأسابيع الأخيرة، قال ستيف بانون، الاستراتيجي السابق لترامب والمتحمس الداعم له، إن هناك «خطة» لتأمين عهدة رئاسية جديدة للرئيس البالغ من العمر 79 عاماً. نقل بانون عن رؤيته الرحبة، قائلاً إن ترامب «سيكون رئيساً في 2028»، وإنه «في الوقت المناسب سنفصح عن ما هي الخطة». تصريحات بانون أعطت زخماً للحديث حول السعي لفترة رئاسية ثالثة، لكنها لم تكشف عن تفاصيل عملية أو قانونية محددة تُظهر كيف يمكن تنفيذ هذا الطرح عملياً.
تباين المواقف الإعلامية والسابقة لتصريحات السعي لفترة رئاسية ثالثة
سبق أن قال ترامب في مارس لبرنامج CNBC إنه «ربما لن» يترشح مرة أخرى، لكنه عاد لاحقاً وقال إنه «ليس ممزحاً» بشأن احتمال العودة إلى السباق. هذا التذبذب في التصريحات يبرز حالة عدم الحسم في نبرة الرئيس السابق تجاه فكرة السعي لفترة رئاسية ثالثة، ويُعطي مساحة واسعة لتأويلات المؤيدين والمعارضين على حد سواء. الحديث العلني المتكرر عن إمكانية الترشح يبقي القضية حية في الأوساط السياسية والإعلامية.
الورثة المحتملون ومرشحان وصفها ترامب بـ«اللا يقهران»
خلال حديثه، اقترح ترامب اسم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو كخيارين محتملين لخلافته، ووصفهما بأنهما «لا يقهران». هذا يعني أنه بجانب التفكير في السعي لفترة رئاسية ثالثة شخصياً، يبقى لدى ترامب مجموعة من الأسماء التي يروج لها كممثلين محتملين لحركة سياسية ذاتها، وهو ما يمكن أن يؤثر في ديناميكيات الترشيحات داخل حزبه وفي تشكيل التحالفات الانتخابية.
ردود الأفعال الديمقراطية وتلميحات مرشحين محتملين 2028
لم تتضح قائمة المرشحين الديمقراطيين لانتخابات 2028 بعد، لكن بعض الأسماء عبّرت عن اهتمام مبكر. حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم قال لمحطة CBS إنه «سيكذب» إن زعم أنه لا يفكر جدياً في الترشح، فيما قالت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس إنها قد تترشح «وربما» تصبح رئيسة في المستقبل. هذا الاستعداد المبدئي لدى خصوم محتملين يؤشر إلى أن الساحة السياسية قد تشهد مواجهة محتدمة في حال قرر ترامب أو أي مرشح جمهوري آخر خوض السباق.
المشهد العام وتأثير الحديث عن السعي لفترة رئاسية ثالثة
يبقى الحديث عن السعي لفترة رئاسية ثالثة جزءاً من المشهد السياسي المتغير، الذي يتفاعل مع تصريحات قادة وحلفاء وأخصائيي استراتيجيات. تصريحات ترامب وحديث بانون وتقلب تصريحات الرئيس نفسه حول نيته بالترشح تخلق حالة من الضبابية السياسية. في الوقت نفسه، تشكل العقبات الدستورية وغير الواضحة لخيارات ملتفة ميداناً للنقاش القانوني والسياسي فيما يتعلق بإمكانية تنفيذ أي خطة تهدف لإرجاع ترامب إلى البيت الأبيض في 2028.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































