كتب: علي محمود
مرصد الأزهر رحّب رسميًا بقرار الحكومة البريطانية برئاسة كير ستارمر بشأن تقديم تمويل حماية المساجد بقيمة عشرة ملايين جنيه إسترليني إضافية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في أنحاء المملكة المتحدة. وقد جاء هذا القرار في سياق مواجهة تصاعد حوادث الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية التي باتت تُشكّل تهديداً لأمن واستقرار الجاليات المسلمة، كما اعتبره المرصد استجابة سريعة لمطالب المساواة في التمويل الأمني بين مختلف الطوائف الدينية.
تفاصيل قرار تمويل حماية المساجد
أعلنت الحكومة البريطانية عن تخصيص مبلغ إضافي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني مخصّص لتعزيز الأمن في المساجد والمراكز الإسلامية، وذلك في إطار إجراءات تهدف إلى حماية دور العبادة من الاعتداءات وجرائم الكراهية. وأشار بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء إلى أن هذا التمويل يأتي استكمالاً لجهود حكومية أوسع، ويأتي بعد أسبوع واحد فقط من قرار سابق بتخصيص مبلغ مماثل بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني لحماية المنشآت التابعة للجالية اليهودية، عقب الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة مانشستر. ووُصف هذا التتابع في الإجراءات بأنه يعكس رغبة الحكومة في إيجاد استجابة متوازنة لحماية جميع الطوائف الدينية.
خلفية تصاعد الاعتداءات والإسلاموفوبيا
أوضح مرصد الأزهر أن قرار تمويل حماية المساجد جاء في سياق ارتفاع حوادث الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة. واستندت المطالبات بتحسين الحماية إلى إحصاءات رسمية أشارت إلى أن المسلمين يشكلون ما يقرب من 45% من إجمالي ضحايا الجرائم ذات الدوافع الدينية في البلاد، وهو ما يبرز الفجوة القائمة في مستوى الخطر الذي تواجهه هذه الفئة ويقوّي الحاجة إلى تأمين متكافئ للأماكن الدينية. واعتبر المرصد أن توفير تمويل خاص للمساجد والمراكز الإسلامية خطوة ضرورية لمعالجة هذه الظاهرة وتقليل مخاطر الاستهداف المتكرر للمجتمعات المسلمة.
تأكيدات رئيس الوزراء ضمن خطة التغيير
خلال زيارة لرئيس الوزراء كير ستارمر إلى مسجد بيسهافن الذي تعرّض لحريق متعمد في وقت سابق، جرى التأكيد على التزام الحكومة بتأمين دور العبادة الإسلامية وتوفير الحماية اللازمة لها. ووصف ستارمر التمويل الجديد بأنه سيضمن للمجتمعات المسلمة “الحماية التي تحتاجها وتستحقها”، مؤكداً أن هذه الخطوة جزء من رؤية أوسع لمواجهة العنف والكراهية. وقد أدرجت الحكومة هذا الإجراء ضمن برنامج أوسع حمل عنوان “خطة التغيير” (Plan for Change)، والذي يهدف بحسب البيان الرسمي إلى بسط الأمن في الشوارع البريطانية وترسيخ مبادئ المساواة والعدالة بين جميع فئات المجتمع.
رد فعل مرصد الأزهر على تمويل حماية المساجد
أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن ترحيبه الكبير بقرار تمويل حماية المساجد، ووصف هذه الخطوة بأنها “محمودة وسريعة”. وأضاف المرصد أن مثل هذه المبادرات تُعد توجهاً إيجابياً نحو تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين وحماية مؤسساتهم الدينية من أي تهديدات أو اعتداءات. وبيّن المرصد أن الاستجابة الحكومية لهذا الملف تمثل إشارة واضحة إلى أهمية المساواة في الدعم الأمني بين مختلف الطوائف، وأنها تلبّي مطالب قطاعات واسعة طالبت بمعاملة متكافئة في ضوء ارتفاع نسب استهداف المسلمين في الجرائم ذات الطابع الديني.
العلاقة بين تمويل حماية المساجد وسياسة المساواة
أشار البيان الصادر عن المرصد إلى أن تخصيص تمويل لحماية المساجد يأتي في سياق تعزيز مبدأ المساواة في المعاملة والدعم بين مختلف المعتقدات الدينية داخل المجتمع البريطاني. ورأى المرصد أن المساواة في التمويل الأمني تُعد جزءاً من مقاربة أشمل للعدالة الاجتماعية والأمنية، تتطلب توفير حماية متكافئة لكل دور العبادة، بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو العرقية للمجتمعات المعنية. كما نوّه المرصد بأن قرار الحكومة هو ترجمة عملية لمطالب مجتمعات طالبت بمعاملة عادلة أمام تهديدات متزايدة.
القرار الحكومي والتوقيت بعد هجمات مانشستر
أوضح المرصد والحكومة أن قرار تمويل حماية المساجد تزامن مع إجراءات مماثلة لحماية المنشآت الدينية الأخرى، لا سيما بعد تخصيص مبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني لحماية المنشآت التابعة للجالية اليهودية عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مانشستر. ويُنظر إلى هذا التزام متتابع من قبَل الحكومة باعتباره محاولة لتحقيق توازن في التعامل مع تبعات الاعتداءات الإرهابية واضطرابات الكراهية الدينية، وتقديم حلول حماية عملية لجميع الطوائف المتضررة.
دعوات مرصد الأزهر لاستمرار الجهود الدولية
شدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية استمرار الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة جميع أشكال التطرف والكراهية، مؤكداً ضرورة العمل على ترسيخ ثقافة السلام والتعايش المشترك في مختلف المجتمعات. ورحّب المرصد بأن يحمل قرار تمويل حماية المساجد دلالة على تعاون حكومي مع المجتمع المدني والمؤسسات الدينية لتعزيز الأمن المجتمعي. كما دعا المرصد إلى أن تكون هذه الخطوات جزءاً من استراتيجية شاملة تتضمن الوقاية والتوعية والتعاون بين الأطراف المختلفة لمحاصرة خطاب الكراهية وتقليل آثار التطرف.
آفاق تنفيذ قرار تمويل حماية المساجد
ذكر البيان الرسمي ومواقف مرصد الأزهر أن التمويل الجديد سيُستخدم لتعزيز الإجراءات الأمنية في المساجد والمراكز الإسلامية، وذلك في إطار خطة حكومية تهدف إلى حماية دور العبادة وتأمين المجتمعات المتضررة. وأكد البيان أن هذا التخصيص جزء من رؤية أوسع في “خطة التغيير” التي تهدف إلى تعزيز الأمن وترسيخ العدالة والمساواة، مع الإشارة إلى أن الاستجابة لمطالبات المساواة في الدعم الأمني تُعد خطوة ضرورية نحو تحقيق طمأنة أكبر للمجتمعات الدينية المتفاوتة في مستوى التعرض للتهديدات.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































