كتب: أحمد خالد
شدّد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أهمية نصيحة الأزهر للزوجات بأن يتجنّبن إثارة الخلاف أو مضايقة أزواجهنّ في أوقات انشغالهم أو شعورهم بالإرهاق، لأن مراعاة حال الزوج ومساعدته على تجاوز منغصات الحياة يوفّر لبيت الزوجية الطمأنينة والسكينة. وقد ورد هذا التوجيه في منشور للمركز عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، مؤكداً أن التصرف الحكيم في مثل هذه المواقف له أثر مباشر في تقليل النزاع وتعزيز المودة بين الزوجين.
توضيح نصيحة الأزهر للزوجات وكيفية تطبيقها
توضّح نصيحة الأزهر للزوجات أن الامتناع عن ملاحقة الزوج أثناء انشغاله بالعمل أو أثناء شعوره بالتعب من الأمور البسيطة التي قد تبدو غير مهمة لكنها تحمل أثرًا كبيرًا في مستوى السلم الأسري. وبيّن المركز أن التعاون مع الزوج في مواجهة ضغوط الحياة والنية الحسنة في التعامل يخفف من حدة التوتر ويمنح العلاقة الزوجية مساحة من التفاهم. ولا يذكر المركز إجراءات محددة تفصيلية، بل ركّز على مبدأ عام يتمثل في الانسجام والتروي والتعامل برفق مع الزوج في الظروف الحساسة.
المرجع الشرعي الذي استند إليه التوجيه
استشهد مركز الأزهر بآية من القرآن الكريم للدلالة على أهمية السكن والمودة بين الزوجين، إذ ذكر قوله تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) [الروم: 21]). واستدلّ المركز بأن المرأة جعلت سكنًا للرجل، وأن هذه المودة والرحمة تستلزمان سلوكًا يحقق الطمأنينة ويقلّل من فرص التنافر والنزاع. وبناء على هذا، تكون نصيحة الأزهر للزوجات قائمة على دعوة للعطف واللين وتفهّم حاجة الشريك للراحة والدعم.
القول اللين والتواصل الجيد بين الزوجين
ذكر مركز الأزهر أن القول اللين والكلام المهذّب والتواصل الجيد بين الزوجين أمور ضرورية لتجاوز تحديات الحياة المشتركة، بينما أن القول الغليظ والتواصل السيئ يمكن أن يصنع مشكلات ويكبّر الصغائر. ومن هذا السياق، تأتي نصيحة الأزهر للزوجات لتشجيع سلوكيات التقارب اللفظي والمعنوي، لأن التعامل بلطف يسهّل حلّ الخلافات ويمنع تراكم الشحنات العاطفية التي قد تؤدي إلى نزاعات أكبر مع مرور الوقت.
رؤية دار الإفتاء حول أسباب كثرة المشاكل الزوجية
في سياق متصل، ورد سؤال إلى دار الإفتاء على صفحاتها الرسمية عن سبب كثرة المشاكل بين الزوجين، فأفاد الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن غياب الحب هو سبب رئيسي لكثرة الخلافات، مشيراً إلى أن الحب بوصفه عطاءً متبادلاً إذا وُجد كان كافياً لتفادي كثير من المشكلات. هذه الرؤية تتكامل مع نصيحة الأزهر للزوجات التي تدعو إلى سلوكيات تعزز المحبة وتقلل الاحتكاك.
المشاكل المادية ومنظور دار الإفتاء
أوضح الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المشاكل المادية ليست بالضرورة سببًا محتملاً لفشل الزواج أو للتفكير في الانفصال، مشيراً إلى حالات كثيرة يعيش فيها الناس في قصور مادي دون اللجوء إلى الطلاق. وتماشياً مع نصيحة الأزهر للزوجات، جاء تأكيد الورداني على أن حسن معاملة الزوجة لزوجها يمكن أن يكون دافعًا له لتحسين دخله، وبالتالي يساهم في استقرار الأسرة وتحقيق الأمن العائلي.
حسن المعاملة ودورها في تحفيز تحسين الوضع المادي
ينبّه الحديث إلى أن المعاملة الحسنة من الزوجة تجاه زوجها لا تقتصر على كونها قيمة أخلاقية فحسب، بل يمكن أن تؤثّر إيجابياً على سلوك الزوج وتحفّزه لتطوير ظروف العمل وتحسين مصادر الدخل. وهذا ما نقلته دار الإفتاء أيضاً، إذ ذكر أمين الفتوى أن رؤية الزوج لمعاملته الحسنة تشكّل دافعًا له نحو السعي والجدّ، ما يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري. وهنا تتلاقى نصيحة الأزهر للزوجات مع نصائح أخرى دينية واجتماعية تشدّد على أن العلاقات الزوجية تقوم على تعاون متبادل وتفهّم متبادل.
أثر السلوكيات الصغيرة على العلاقة الزوجية
بيّن النصّان الشرعي والفتاوي أن السلوكيات الصغيرة، كالكلام الطيّب والابتعاد عن التجريح في مواقف الانشغال والإرهاق، لها أثر كبير في المحافظة على هدوء الأسرة ومنع تفاقم المشكلات. ومن ثمّ، تُعدّ نصيحة الأزهر للزوجات بتفهم حالة الزوج ومراعاتها توجيهًا عملياً يسهل تطبيقه في الحياة اليومية، ويُعدّ من أساليب الوقاية من المشكلات الزوجية بدلاً من الاستناد إلى حلول حادّة أو قرار الانفصال في مواجهة صعوبات مؤقتة.
الخطاب العام بين الأزهر ودار الإفتاء حول الاستقرار الأسري
تجتمع نصيحة الأزهر للزوجات مع مواقف دار الإفتاء في إطار خطاب ديني يهدف إلى ترسيخ قيم المودة والرحمة والتعاون داخل الأسرة. إذ إن كلاً من المركز والدار قدما نصائح تركز على أهمية التعامل بلين وتجنّب إثارة المشكلات الصغيرة، معتبرين أن بناء العلاقة على أساس من الحب والعطاء المتبادل والاحترام يحقق الأمان والسكينة المنشودين في الحياة الزوجية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































