كتب: صهيب شمس
كشف الأكاديمي والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، الدكتور علي النظامي، عن وجود تقارير إسرائيلية تشير إلى احتمال قدرة تل أبيب على تعطيل منظومات طائرات الـ إف-16 في عدد من الدول العربية والإسلامية، محذراً من مخاطر هذه التطورات ومن احتمال تبلور صورة جديدة تقوم على فكرة الهيمنة الإلكترونية الإسرائيلية والتحكم بموازين القوة التقليدية والمعلوماتية. وقد وصف النظامي هذا التطور بأنه “بالغ الخطورة” في ظل التوترات والتوازنات الإقليمية الراهنة، مؤكداً أن ما يتداول حول هذه القدرات التقنية لا يقتصر على بعدٍ عسكري فقط بل يتضمن أيضاً بعداً نفسياً وإعلامياً يسعى لإعادة تشكيل الوعي الجمعي في المنطقة.
مضمون التقارير والهيمنة الإلكترونية الإسرائيلية
وفق ما نقلته تقارير إعلامية أردنية اليوم الثلاثاء، تتناول التقارير الإسرائيلية توظيف قدرات تقنية متقدمة يمكنها أن تؤثر في أداء منظومات السلاح، وعلى رأسها طائرات الـ إف-16، لدى دول عربية وإسلامية متعددة. وقد حرص النظامي على إبراز أن هذه التقارير تتزامن مع مرحلة دولية وإقليمية شديدة الحساسية، ما يجعل أي تسريب يتعلق بملف القدرات التقنية جزءاً من مشهد أوسع يعيد ترتيب أولويات الأمن القومي وإدراك المخاطر. وذكر الباحث أن فكرة الهيمنة الإلكترونية الإسرائيلية باتت تطرح تساؤلات حول حدود التفوق التقليدي، ومدى قدرة الوسائل الإلكترونية والمعلوماتية على النيل من أدوات الردع والتوازن المتعارف عليها.
خلفية الخطاب الإعلامي والحرب النفسية
وأوضح النظامي أن أي تصريح أو تسريب مرتبط بهذا الملف يمكن اعتباره عنصراً من عناصر حرب نفسية وإعلامية مدروسة، تهدف إلى خلق انطباع عام مفاده تفوق جهة ما في مجالي السلاح والمعلومات معاً. وبحسب رؤيته، يستخدم خطاب يبرز التفوق التكنولوجي الإسرائيلي كأداة ضغط سياسية ناعمة تعمل على بناء صورة ذهنية مفادها السيطرة والقدرة على الهيمنة، وأن هذا الخطاب يتوافق مع استراتيجيات إعلامية تستثمر الخوف وعدم اليقين للضغط على خصوم محتملين وإعادة تكوين موازين القوة الرمزية في المنطقة.
الهيمنة الإلكترونية الإسرائيلية وأثرها على التوازنات
تطرق النظامي إلى أن التفوق المعلوماتي قد صار يوازي التفوق العسكري في تأثيره، بل وربما يتجاوزه في بعض النواحي عندما يتعلق الأمر بتحديد مسارات النفوذ وموازين الردع الإقليمي. ورأى أن قدرة على تعطيل منظومات السلاح عبر وسائل إلكترونية أو معلوماتية قد تغير قواعد اللعبة، وتفرض إعادة نظر في مفاهيم الأمن والسيادة المعلوماتية. من هنا تأتي أهمية التعامل مع هذا التهديد ليس فقط على مستوى المعدات والمنظومات التقنية، بل كذلك على مستوى السياسات والاستراتيجيات التي تنسق بين البعد العسكري والسياسي والإعلامي.
الواقع السياسي الإقليمي بين العلن والسرّ
وأضاف الباحث أن المشهد الإقليمي يشتغل كساحة متعددة الطبقات، حيث تُدار الخطابات العلنية بحدة مفتعلة في كثير من الأحيان، بينما تُسوى التفاهمات الحقيقية خلف الأبواب المغلقة. وأشار النظامي إلى أن هذا النمط ليس بجديد، بل هو امتداد لتاريخ طويل من تحالفات متبدلة توازن بين التصعيد الإعلامي والتعاون العملي في الخفاء. ومن هذا المنطلق، فإن الخطاب السياسي العربي الذي يظهر بمظهر المواجهة مع إسرائيل لا يعكس بالضرورة حقيقة العلاقات والاتفاقات التي قد تُبرم على مستويات مختلفة تبعاً للمصالح والأولويات المتغيرة.
دعوة لتحول في التفكير والوعي المعلوماتي
وختم الدكتور علي النظامي حديثه بالتأكيد على ضرورة تحول جذري في نمط التفكير الجمعي تجاه ملفات الأمن والسياق الإقليمي، داعياً إلى الانتقال من ردات الفعل الانفعالية إلى استراتيجيات تحليل منهجية وتفكير واعٍ. واعتبر أن الوعي السياسي الراسخ والسيادة المعلوماتية يشكلان حجر الزاوية لأي مشروع عربي يسعى إلى استعادة دوره في معادلة القوة الإقليمية والدولية، وأن مواجهة مظاهر الهيمنة الإلكترونية الإسرائيلية تبدأ بتعزيز القدرات الوطنية على مستوى الحماية المعلوماتية والتأهيل الفكري للجمهور وصناع القرار على حد سواء. كما نبه إلى أن التعامل مع تحديات قدرات تعطيل منظومات السلاح يتطلب مقاربة شاملة تربط بين الجوانب التقنية والسياسية والإعلامية، دون الاكتفاء بردود فعل آنية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































