كتب: صهيب شمس
قال حسين عبدالرحمن أبو صدام، الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، إن قضاء وقت مع الحمير له فوائد علاجية ونفسية مؤكدة بحسب بعض الدراسات والأبحاث. وأشار أبو صدام في بيان صحفي إلى أن الحمير لا تقتصر أهميتها على كونها وسيلة نقل فعالة أو على دورها في الحفاظ على التوازن البيئي فحسب، بل إنها قد تقدم دعماً نفسياً للإنسان عند قضاء وقت معها، بما يبعث السرور ويزيد الطمأنينة لدى الأفراد.
أدلة بحثية على قضاء وقت مع الحمير وفوائده
أوضح نقيب الفلاحين أن بعض الخبراء والباحثين، وعلى رأسهم باحثون إسبان، أثبتوا أن قضاء وقت مع الحمير ينعكس إيجاباً على الحالة المزاجية ويخفف الشعور بالتوتر والقلق. وأشار إلى أن هذه الأدلة البحثية تقوم على ملاحظات وتجارب ميدانية أظهرت أن التفاعل الهادئ مع الحمير يبعث مشاعر الطمأنينة والسرور لدى الأشخاص، وهو ما يجعل من قضاء وقت مع الحمير نشاطاً ذا بُعد علاجي بالإضافة إلى بعده الترفيهي والتعليمي.
قضاء وقت مع الحمير في تجربة إسبانية أثناء كورونا
لفت أبو صدام إلى تجربة واقعية حدثت خلال أزمة جائحة كورونا، حينما كان بعض الأطباء والممرضين الإسبان يتوجهون إلى غابة في جنوب غرب إسبانيا بغرض تخفيف التوتر والبحث عن الراحة النفسية. وذكر أن هذه الزيارات كانت جزءاً من مبادرة أطلقتها منظمة تُسمى منظمة (الحمار السعيد)، حيث اعتمدت الفكرة على إتاحة الفرصة للعاملين في القطاع الصحي لقضاء وقت مع الحمير كوسيلة للتخفيف من الضغوط النفسية الناجمة عن العمل في ظل الجائحة.
صفات الحمار ودور قضاء وقت مع الحمير في تعزيز العلاقة الإنسانية
وصف أبو صدام الحمار بأنه حيوان مسالم يتميز بالذكاء والصبر والولاء والتحمل، ويُستخدم تقليدياً في النقل والزراعة وجر العربات والآلات، وهو من فصيلة الخيول، جلده سميك وله أذنان طويلتان. وأضاف أن الارتباط التاريخي بين الحمار والفلاح بارز، إذ ظل الحمار رفيقاً للفلاح في الحقول ومصدر إلهام للعديد من الأمثال الشعبية. ومن هذا المنطلق، فإن قضاء وقت مع الحمير يتيح للإنسان فرصة التعرف على هذه الصفات، ويعزز الاحترام والتقدير لدور الحيوانات العاملة في المجتمع الريفي.
القيمة الاقتصادية المتدنية والضغط على أعداد الحمير
نبه نقيب الفلاحين إلى تراجع أعداد الحمير على مستوى العالم، معتبراً أن هذا التراجع ناتج عن عوامل اقتصادية وتقنية واجتماعية؛ إذ بلغ عدد سكان العالم أكثر من ثمانية مليارات نسمة، بينما يبلغ عدد الحمير في العالم نحو 44 مليون حمار، وهو عدد يتناقص يومياً بسبب لجوء المزارعين إلى استخدام الآلات والمعدات الحديثة والاستغناء عن الحمير تدريجياً. وأضاف أن انخفاض القيمة الاقتصادية للحمير بالمقارنة مع الحيوانات الأخرى أسهم في تقليل أهميتها التجارية، مما جعلها عرضة للتهميش.
تداعيات استغلال جلود الحمير وقضاء وقت مع الحمير كحماية
حذر أبو صدام من ظاهرة ذبح الحمير في بعض الدول النامية نتيجة قلة العائد الاقتصادي منها، إذ يقوم بعض الفقراء ببيع جلود الحمير لدول تُستخرج منها مواد طبية باهظة الثمن. وأكد أن هذا الاستغلال أدى إلى زيادة الضغط على أعداد الحمير، ما يطرح قضايا أخلاقية واقتصادية وبيئية. ومن زاوية مختلفة، يمكن أن يساهم التوعية بفوائد قضاء وقت مع الحمير في إعادة بناء علاقة اجتماعية واقتصادية تقدر هذه الحيوانات وتحث على حمايتها بدلاً من التخلص منها للاقتراض المؤقت للعائد المادي.
أهمية الوعي بالمنافع النفسية والاجتماعية للحيوانات العاملة
شدد أبو صدام على أهمية نشر الوعي بين المزارعين والمجتمعات الريفية والحضرية بأثر التعايش مع الحيوانات العاملة مثل الحمير على الصحة النفسية والرفاهية الاجتماعية. وقال إن الاعتراف بفوائد قضاء وقت مع الحمير لا ينبغي أن يقتصر على الأطر البحثية فحسب، بل يجب أن يمتد إلى مبادرات مجتمعية وتشجيع ممارسات تحفظ هذه الأنواع الحيوانية وتضمن استدامتها في الحياة الريفية. وأشار إلى أن تعزيز المعرفة بصفات الحمار واستخداماته المتعددة قد يساعد في تغيير النظرة إليه من كونه مجرد أداة عمل إلى كونه رفيقاً يستحق التعاطف والرعاية.
مسارات ممكنة للحفاظ على الحمير دون المساس بالحقائق
ذكر أبو صدام أن تبني سياسات تحافظ على الحمير يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأسباب الحقيقية لتراجع أعدادها، بما في ذلك الاستبدال بالآلات وتدني أسعارها، بالإضافة إلى ظاهرة ذبحها لجلودها. وأكد أن الحلول لا يمكن أن تأتي على حساب الحقائق المعروفة، وأن أي تدخل يجب أن يوازن بين متطلبات التنمية الزراعية والاعتبارات الأخلاقية لحماية الحيوانات. وفي هذا السياق، يمثل الاعتراف بفوائد قضاء وقت مع الحمير جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز التعايش والحفاظ على موارد قادرة على تقديم فوائد بيئية ونفسية واجتماعية للناس.
دور المنظمات المحلية والدولية في دعم مبادرات قضاء وقت مع الحمير
أشار البيان إلى مبادرات مثل منظمة (الحمار السعيد) التي اعتمدت فكرة تسهيل لقاءات بين البشر والحمير كوسيلة للتخفيف النفسي، معتبراً أن دور مثل هذه المنظمات يمكن أن يمتد إلى برامج توعوية وتعاونية مع المجتمعات المحلية. ورأى نقيب الفلاحين أن تعاون المنظمات مع خبراء الزراعة والصحة النفسية يمكن أن يسهم في دعم مشاريع تحافظ على الحمير وتبرز أهمية قضاء وقت مع الحمير كخيار علاجي وتربوي واجتماعي، دون الإخلال بالحقائق الاقتصادية والبيئية المتعلقة باستخدام الحمير في الأعمال التقليدية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































