كتب: سيد محمد
قال رجل الأعمال أحمد عز، في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، إن هذا الحدث يمثل رسالة موجهة إلى المصريين قبل أي جهة عالمية. وأوضح أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو رسالة استدعاء لحضارتنا التي تبلغ أكثر من سبعة آلاف عام، مؤكدًا أننا كنا سابقين ولا نزال في الفنون والقيم عن حضارات أخرى. كما أشار إلى أن مصر تشهد اليوم حدثاً تاريخياً يضيف فصلاً جديداً إلى سجلها الحضاري العريق، مع حفل افتتاح هذا الصرح الكبير الذي يترجم مكانة مصر وريادتها في صون التراث الإنساني وتقديمه للأجيال المقبلة. وفي هذه اللحظة، يكرس الحدث مكانة مصر ضمن المشهد الثقافي العالمي ويؤكد استمرارية الانفتاح على العالم من باب التاريخ والفنون والحضارة.
رسالة الافتتاح إلى المصريين أولاً: افتتاح المتحف المصري الكبير كإطار حضاري
وأوضح عز أن الرسالة الأساسية من هذا الإنجاز لا تقتصر على الإعلان عن وجود متحف ضخم فحسب، بل هي رسالة إلى المجتمع المصري بأن حضارته التي تتجاوز سبعة آلاف عام تبقى حاضرة بقوتها في الفنون والقيم. وفي تلك اللحظة التاريخية، يرى في الافتتاح تجسيداً عملياً لفكرة أن القاهرة والوجهات الثقافية في مصر تعيد إنتاج ذاكرة وطنية حية يمكن للناس لمسها والوقوف أمامها. وتؤكد كلماته أن هذا الحدث ليس مجرد افتتاح مبنى، بل حضور حي لحضارة عريقة تسعى إلى أن تكون قدوة للآخرين في صون التراث وإيصاله إلى الأجيال المقبلة. ويتواصل implication الرسالة من خلال إبراز مكانة مصر كمرجع في التاريخ الفني والحضاري، وهو ما يعزز قيم الانتماء والفخر لدى المواطنين أمام العالم.
أبعاد الحدث: موقع المتحف ومساحته ودرجه العظيم
يبرز المتحف المصري الكبير كأحد أبرز المعالم في العالم المعاصر، إذ يقع على مساحة تصل إلى 490 ألف متر مربع، ويُعد الأكبر عالميًا من حيث تخصيصه لحضارة واحدة فقط. وفي قلب هذا الصرح الرائع يحتل ما يعرف بـ«الدرج العظيم»، حيث تصطف على جانبيه تماثيل ملوك مصر القديمة في مشهد يحاكي عبقرية التصميم المعماري المصري، ويُعبر عن دمج بين عبقرية القديم وابتكار الحداثة. وتبرز هذه العناصر كأيقونة بصرية تعكس القيمة الحقيقية للنوعية المعمارية التي تُميز المتحف وتمنحه طابعاً فريداً يدمج بين الفخامة والوظيفية. كما يبرز هنا الانسجام بين أصول التصميم وروح العصر، وهو ما يجعل المكان علامة دالة على صون التراث وتقديمه بطرق عصرية تناسب الأجيال الجديدة من الزوار والمتحمسين للفنون.
المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون: عرض فريد للمجموعة الملكية
يحتضن المتحف في جوهره المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد، وهو عرض يتسع لآلاف القطع. تضم المجموعة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من كنوز الملك الذهبي، إضافة إلى آلاف القطع النادرة التي تحكي قصة مصر عبر العصور القديمة والوسيطة والحديثة. هذا الكم المعروض يعزز قدرة المتحف على سرد تاريخ مصر بطرق سردية وم consuming، ويجعل من المتحف سجلًا حيًا يمكّن الباحثين والزوّار من الاطلاع على تفاصيل دقيقة تعكس عبقرية الحضارة المصرية. إن وجود هذه القطع النادرة والمتنوعة معاً لأول مرة يجعل المتحف مركزاً رئيسياً للتوثيق والتعلم، ويساهم في تقديم صورة شاملة للمملوكات التي حافظت على الهوية الفرعونية وتاريخها عبر العصور.
الهدف من الافتتاح: قيمة حضارية وتوثيق تاريخي عالمي
يُنظر إلى افتتاح المتحف الكبير كخطوة أساسية في صون التراث الإنساني وتقديمه للأجيال المقبلة. فالمتحف ليس مجرد مكان لاستقبال الزوار؛ إنه رمز لحضارة تمتد عبر قرون وتبقى حاضرة بقوتها الإبداعية والفكرية. وفي هذا السياق، تُبرز تصريحات القائمين على الحدث أن المتحف سجل حي للحضارة المصرية ومتحفاً عالمياً للتاريخ الإنساني، وهو تعبير عن الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في حفظ الإرث الثقافي العالمي وتقديمه بأشكال جديدة تتيح فهمه وتثمينه على نحو أوسع. كما يبرز في الحدث أن هذه الفعالية ستظل منبعاً للحديث عن تراث مصر وكيفية نقله إلى الأجيال القادمة بشكل تفاعلي وناجع، بما يعزز الوعي الثقافي على المستويين المحلي والدولي.
التغطية الدولية والبعد السياسي الثقافي للحدث
يُعَد الحدث نقطة التقاء ثقافي وسياسي أيضًا، حيث تشهد الاحتفالية حضور 79 وفدًا رسميًا من الدول الشقيقة والصديقة، منها 39 وفدًا يترأسه ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات. وهذا الحضور يعكس المكانة العالمية التي تحظى بها مصر في تقدير دول العالم واحترامها لمكانتها الحضارية. كما يشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيحضر فعاليات الافتتاح العالمية مساء اليوم، وهو ما يعزز الصورة الرسالة المضمونة حول قوة الترابط الثقافي بين مصر والدول المختلفة في إطار التطوير الثقافي والنهضة الحضارية. وفي هذا السياق تتجسد دلالات التقدير الدولي لمصر كمركز للتراث والعلوم والفنون، وتؤكد قدرة القاهرة والجهات المشرفة على تنظيم حدث ضخم يتجاوز المستوى المحلي ليصل إلى آفاق عالمية.
الغاية الواضحة من الحدث: صون التراث وتقديمه للأجيال المقبلة
تشير النصوص إلى أن الهدف الأوضح من افتتاح هذا المتحف هو صون التراث وتقديمه للأجيال المقبلة. وهو الهدف الذي يعزز مكانة مصر في الساحة الثقافية العالمية، ويمثل إطاراً عملياً لتوفير منصة لا تخبو للبحث والتعلم وليكون الحدث مصدر إلهام للأجيال الشابة وللمهتمين بالفنون والتاريخ. إن وجود المتحف على هذا المستوى من الاتساع والتنوع يتيح للزائرين فهماً أعمق لتطور الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة، ويمنحهم فرصة للتفاعل مع كنوز وقطع نادرة تشكل ذاكرة أممية مشتركة. وبذلك تتحول هذه المنشأة الثقافية إلى نموذج يُحتذى في كيفية ربط الماضي بالحاضر وتوجيهه نحو مستقبل أفضل من حيث المعرفة والفهم والاحترام المتبادل بين الشعوب.
خلاصة المعنى الثقافي للمتحف الكبير: رابط بين الماضي والحاضر
بهذا الحدث، تتجلى الصورة الشاملة لعلاقة مصر بحضارتها وبالعالم من حولها. إن المتحف المصري الكبير ليس صرحاً يضم قطعاً أثرية فحسب، بل هو أداة تواصل وتبادل ثقافي تفتح أبواب الحوار بين الشعوب وتدفع باتجاه فهم تاريخي مشترك. فالمكان يعكس عبقرية المعمار المصري وتزامنها مع أحدث أساليب العرض والتوثيق، وهو ما يجعل من الزيارة تجربة تعليمية وفنية مميزة تساهم في تقديم تاريخ مصر للناس بمفهوم حضاري حي ومتكامل. وفي هذا السياق، يستعيد الجمهور المصري والعالمي شعور الفخر والإعجاب بما تُحققه مصر من تقدم في صون تراثها وتقديمه للعالم، وهو تقدم يعزز الثقة في قدرة البلاد على إدارة مشاريع ثقافية ضخمة تستوعب قِدَماً عالماً من المعرفة.
تظل هذه التصريحات والوقائع المشفوعة بالأرقام والدلالات مؤشرًا حاسمًا على أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثًا عابرًا، بل هو نقطة جذب حقيقية في سجل الحضارة المصرية وتاريخ العالم. من خلال هذا الصرح الفريد، تظهر مصر كمرجع تاريخي وثقافي حي يُعيد تشكيل فهم الجمهور للعصور القديمة والحديثة معاً، ويؤكد التزامها بحفظ التراث وتقديمه للأجيال المقبلة بروح من الاستدامة والإبداع والتواصل العالمي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































