كتب: علي محمود
المتحف المصري الكبير عنوان حديث الإعلام الدولي الذي عاد الضوء إليه عبر تغطية تلفزيون Rai News 24 الإيطالي بفيديو وصور من منطقة أهرامات الجيزة، وسط ترقّب عالمي لافت لافتتاحه المقرّر رسمياً يوم الرابع من نوفمبر. المتحف المصري الكبير يقع بالقرب من أهرامات الجيزة وقد وُصف في التقارير بأنه أكبر متحف في العالم مكرّس للحضارة الفرعونية، ويستعد لعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته.
تغطية إعلامية لافتتاح المتحف المصري الكبير
تلفزيون Rai News 24 نقل كواليس افتتاح المتحف مساء اليوم عبر مواد مرئية وصور من موقع الأهرامات والمتحف، مسلطاً الضوء على الجهود التي استغرقت أكثر من عقدين لإتمام المشروع. التقرير الإيطالي أشار إلى أن مراسم الافتتاح ستجذب اهتماماً دولياً واسعاً، خاصة مع حضور أكثر من ستين زعيماً عالمياً للمشاركة في الفعالية الرسمية، ما يعكس الاهتمام السياسي والدولي بهذا الصرح الثقافي الكبير.
المتحف المصري الكبير: مساحة وميزة معمارية
يُوصف المتحف المصري الكبير تحفة معمارية بمساحة تقارب نصف مليون متر مربع، وهي مساحة تقارب ضعف مساحة متحف اللوفر، وتزيد بمقدار مرتين ونصف عن مساحة المتحف البريطاني. بدأ بناء هذا الصرح قبل أكثر من عشرين عاماً، ويقع في موقع استراتيجي بالقرب من أهرامات الجيزة، الأمر الذي يجعله نقطة جذب سياحية وثقافية بارزة عند افتتاح أبوابه أمام الجمهور.
مقتنيات المتحف ونطاقها الزمني
يضم المتحف المصري الكبير مجموعة ضخمة تتجاوز مئة ألف قطعة أثرية تمتد عبر فترات زمنية واسعة من عصور ما قبل التاريخ حتى الحقبة الرومانية. هذه المجموعة تسمح بعرض متكامل لتطور الحضارة المصرية عبر آلاف السنين، بما في ذلك قطع خشبية نادرة وأعمال نحتية وتماثيل ومقتنيات دفنية تعكس ثراء التراث المصري القديم.
المتحف المصري الكبير وعرض توت عنخ آمون
واحدة من أهم المفاتيح الجاذبة للمتحف هي المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون التي تُعرض بالكامل للمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة عام 1922. قاعة مخصصة لمساحة تبلغ 7000 متر مربع وُضعت فيها مقتنيات المقبرة الملكية، ويضم العرض أكثر من 5500 قطعة من أثاث الذهب والتوابيت والقطع المزخرفة، من بينها العرش الذهبي وقناع الدفن الشهير المصنوع من الذهب واللازورد والزجاج الملون. هذا العرض ينهِي انتظاراً دام أكثر من عقدين لعرض الكنوز كاملة أمام الجمهور كما لم يحدث سابقاً في المتحف المصري القديم، الذي لم يكن يتسع لعرض جميع هذه الكنوز.
معروضات بارزة أخرى داخل المتحف
إلى جانب مجموعة توت عنخ آمون، يضم المتحف معروضات بارزة على مستوى نفيسة وقِدَم، من بينها تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي نُقل من ميدان رمسيس الشهير في القاهرة إلى بهو المتحف الرئيسي. يبلغ ارتفاع التمثال 12 متراً ويزن 83 طناً، ونُحت قبل نحو 3200 عام، وقد اكتُشف عام 1820 على يد المستكشف وعالم المصريات الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيليا في معبد بتاح العظيم قرب منف، عاصمة مصر القديمة. كما وُضعت في المدخل تماثيل بطليموس الثاني وأرسينوي الثانية، ويحتضن مبنى منفصل سفينة الشمس الخاصة بالفرعون خوفو، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4600 عام وتعد من أضخم وأقدم القطع الخشبية في العالم القديم.
البنية التحتية والخدمات العلمية والتقنية
يتألف المتحف من اثنتي عشرة قاعة عرض، إضافة إلى مستودعات مفتوحة للباحثين ومختبرات وورش تخص الترميم والصيانة. جرى تزويد القاعات بتقنيات متطورة وعروض متعددة الوسائط، ومن بينها عروض بتقنية الواقع المختلط بهدف تبسيط عرض تاريخ مصر القديمة أمام الأجيال الجديدة. وجود مختبرات متقدمة ومراكز للترميم يتيح متابعة دقيقة للحفاظ على القطع الأثرية وإجراء أعمال صيانة معقدة داخل مركز صيانة المتحف، كما أن المستودعات المفتوحة تسهم في تسهيل العمل البحثي أمام المتخصصين.
أعمال الترميم والحالات البارزة
خضعت العديد من القطع لأعمال ترميم دقيقة داخل مركز صيانة المتحف، من بينها الأسرّة الجنائزية الثلاث والعربات الست الخاصة بالفرعون، وفق ما صرّحت به رئيسة مركز الترميم جيلان محمد. من الحالات التي لفتت الانتباه انفصال لحية القناع الذهبي الشهير عام 2014 خلال عملية تنظيف، ثم إعادة ترميمها بنجاح في العام التالي على يد فريق مصري-ألماني مشترك، ما يعكس القدرات الترميمية القائمة على التعاون الدولي داخل مشروع المتحف.
دور المتحف المصري الكبير في السياحة والثقافة
يتوقع القائمون على المتحف ومعلقون إعلاميون أن يمنح افتتاح المتحف دفعة قوية لقطاع السياحة في مصر، وهو ما أشار إليه عالم الآثار البارز ووزير السياحة والآثار الأسبق زاهي حواس في تصريحات لوكالات روسية نقلت عن التقرير الإيطالي. جمع المتحف بين قيمة علمية وترفيهية وسياحية في آن واحد، مع عرض مقارن لحقب زمنية طويلة وتقنيات عرض حديثة قادرة على جذب شرائح واسعة من الزوار المحليين والدوليين وباحثي الآثار والمؤرخين.
الافتتاح الرسمي وإطلالة على المستقبل
يمثل الافتتاح الرسمي للمتحف نهاية انتظار دام أكثر من عقدين وبعد سنوات من العمل الميداني والترميمي والإنشائي، وبداية لعصر جديد في عرض التراث الفرعوني. مع استقبال أكثر من ستين زعيماً عالمياً لمراسم الافتتاح، سيحظى المتحف المصري الكبير باهتمام دولي واسع قد يعزز من مكانة مصر كمركز جذب حضاري وتاريخي عالمي، ويمنح قطاع الآثار والسياحة دفعة من الانعاش وفق التوقعات المعلنة في التقارير الإعلامية والبيانات الرسمية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































