كتب: صهيب شمس
أعلن وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم يمثل لحظة تاريخية ستعيد تشكيل الخريطة الثقافية وتفتح آفاقاً جديدة للحراك العلمي والبحثي في مصر، بما يؤكد مكانة البلاد كواجهة رئيسية للحضارة القديمة ولعلم المصريات. وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام عبر بث مباشر، شدد الوزير على أن مصر ستتحول في السنوات المقبلة إلى مركز عالمي لعلم المصريات وعلم المصري القديم، وأنه سيكون من غير المقبول بقاء غالبية المؤتمرات العالمية الكبرى خارج مصر ونحن مهد الحضارة القديمة. كما أشار إلى أنه يجب أن يكون لنا دور أقوى في المجال العلمي والبحثي، وأن يأتي إلينا باحثون يرغبون في أعلى درجات الماجستير والدكتوراه في المصريات ليجدوا في مصر قبلة أكاديمية وليس العكس. وهذا التصريح يعكس رؤية طموحة ترى في المتحف المصري الكبير منصة فاعلة لتعزيز البحث العلمي وتوثيق الروابط البحثية مع مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية عالمية.
وأوضح فتحي أيضاً أن وجود المتحف المصري الكبير سيمهّد لإطلاق تعاونات علمية واسعة بين مصر والجامعات وجهات أخرى خارج نطاق المجلس الأعلى للآثار، بما يعزز الانفتاح العلمي ويفتح آفاق جديدة للتبادل المعرفي على المستوى العالمي. ووصلت رسالة الوزارة في هذا السياق إلى أهمية بناء شراكات استراتيجية مع جهات بحثية étrangère تسهم في تطوير برامج دراسات عليا ورؤية مشتركة في علم المصريات، مع التأكيد أن هذه الشراكات ستكون جزءاً من منظومة تنمية الثقافة والبحث في البلاد، بما يحقق حضوراً أقوى لمصر في المحافل الدولية ويحافظ في الوقت نفسه على الهوية الوطنية للمتحف كصرح معرفي يعكس عراقة الحضارة.
وأفاد الوزير بأن أعداد الزائرين خلال فترة التشغيل التجريبي للمتحف بلغت نحو خمسة آلاف زائر يومياً، مع توقع بأن يشهد هذا الرقم زيادة ملموسة بعد الافتتاح الكامل للمتحف الذي من المتوقع أن يغير حركة السياحة الثقافية في البلاد. وفي سياق التنبيه إلى أهمية التواصل مع الجمهور، أشار إلى أن المتحف موضع ترحيب للمصريين وللزوار من مختلف الفئات، وأن أسعار التذاكر ميسورة وتناسب الجميع، وهو ما يهدف إلى جعل المتحف ليس مجرد معلم سياحي فحسب، بل منصة تعليمية وتثقيفية تتيح للزوار فرصة الاستمتاع بآثار المصريين القدماء والتعرف على تاريخهم العميق. وبذلك يصبح المتحف المصري الكبير رمزاً لفتح آفاق جديدة في علم المصريات ودعوة مستمرة للمشاركة الاجتماعية في الحفاظ على التراث والبحث العلمي.
مصر مركز علم المصريات في العالم
تتجاوب هذه التصريحات مع الواقع التاريخي الذي تعتبره مصر مهد حضارة عريقة، وتؤكد سعي الدولة لتأطير حضورها في علم المصريات في إطار عالمي. فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد فضاء عرض للقطع الأثرية، بل هو صرح علمي يهدف إلى وضع مصر في قلب منظومة البحث الأكاديمي في علم المصريات، وتوفير بيئة تتيح للباحثين من مختلف الدول فرصاً للقاءات علمية ومناقشات تجمع بين الطابع العلمي والدعائم الثقافية المصرية. إن التحول إلى مركز عالمي للعلم المصريات يتطلب تنوعاً في المؤسسات الشريكة وتوسيعاً في مجالات البحث والتدريب، وهو ما يعزز مكانة مصر كمرجع في الدراسات التي تتصل بالحضارة الفرعونية وأصول علم المصريات.
التعاون العلمي في علم المصريات وآفاقه
تؤشر الخطوات المقترحة على وجود رغبة في فتح أبواب التعاون مع جامعات وجهات بحثية خارج نطاق المجلس الأعلى للآثار، الأمر الذي يعزز الإطار العالمي للبحث في علم المصريات. هذا التوجه من شأنه تيسير تبادل الخبرات والموارد وتوفير برامج مشتركة للطلاب والباحثين، بما ينسجم مع المتطلبات الأكاديمية الحديثة في الدراسات العليا. ويأتي هذا في سياق أقوى للانفتاح العلمي المصري، حيث ستُعزَّز الروابط الأكاديمية بين المؤسسات المصرية ونظيراتها الدولية، ما يتيح فرصاً لإجراء مشاريع بحثية مشتركة وتبادل الزيارات العلمية وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات متخصصة داخل مصر. وقد جاءت هذه الرؤية متسقة مع هدف تعزيز حضور علم المصريات في الساحة الدولية وتوفير منصات تعليمية وبحثية تساهم في رفد الطلبة والباحثين بآفاق معرفية أوسع.
زيارة المتحف وخطوطه الأساسية في السياحة والبحث العلمي
أما فيما يتعلق بالحركة السياحية وثقلها البحثي، فقد بيّن الوزير أن المتحف المصري الكبير سيُشكّل رافعةً مهمة للزائرين الراغبين في فهم تاريخ أجيال تمتد لآلاف السنين. وبالإضافة إلى كونه وجهة ثقافية فريدة، يمثل المتحف حجر أساس يسهِم في تعزيز السياحة الثقافية في مصر من خلال توفير تجربة تعليمية وتثقيفية رفيعة المستوى للزوّار المحليين والدوليين. كما يتيح وجوده في قلب القاهرة فرصاً لاستثمار المعرفة في علم المصريات وربطها بالتعليم العالي، ما يجعل من المتحف نقطة التقاء للباحثين وطلاب الدراسات العليا الراغبين في استقاء المعرفة من مصادر أصلية وبأطر بحثية حديثة.
دور الجمهور المصري في تعزيز علم المصريات وترسيخ الوعي التاريخي
وانطلاقاً من مسؤولية المجتمع، دعا الوزير المصريين إلى الزيارة والتفاعل مع المتحف لاستكشاف آثار الأجداد والتأمل في الإسهامات الحضارية للمصريين القدامى. إن وجود المتحف وتوفره بأسعار تذاكر في المتناول يسهمان في تعزيز الوعي التاريخي لدى الجمهور المحلي وتوفير فرص تعليمية قيمة للطلبة والباحثين الشباب. هذه الدعوة ليست مجرد تشجيع سياحي، بل هي نهج يهدف إلى بناء جيل يعي قيمة تراثه ويقيم جسوراً بين الماضي والحاضر من خلال المعرفة والبحث العلمي في علم المصريات.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































