كتب: علي محمود
أوضح فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، تفاصيل جديدة متعلقة بمسار فكرة إنشاء مشروع المتحف المصري الكبير، خلال حديثه في حوار تليفزيوني، موضحاً مراحل مبكرة من اختيار الموقع وطبيعة الدراسات التي أعدت للمشروع. وأكد حسني أن ملاحظته لوجود قطعة أرض واسعة عند بداية طريق الفيوم كانت نقطة الانطلاق، وأنه تواصل هاتفياً مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك الذي بدوره تواصل مع المشير الراحل محمد حسين طنطاوي، ما مهّد لاتخاذ قرارات ميدانية بشأن الأرض ومحيطها.
مشهد اختيار الموقع وإجراء المعاينة الميدانية
ركّز فاروق حسني على وصفه اللحظي لوجود الأرض الكبيرة في أول طريق الفيوم، مشيراً إلى أن القيمة الاستراتيجية للموقع كانت ملاحظة بصرية أولية، لأنه موقع عال يسمح برؤية الأهرام. قال حسني: “لاحظت وجود قطعة أرض كبيرة جدا ومهمة في أول طريق الفيوم”، وهو ما دفعه لطلب تدخل قيادي بهدف حسم الأمر. الحضور الميداني الذي رافق هذه الملاحظة شمل الرئيس الراحل والمشير طنطاوي، وذكر حسني أنهم نزلوا معاً إلى المكان ليتبادلوا الآراء حوله. وعند سؤاله عن انطباعه، أجاب أنه وجد المكان “أجمل بكتير” نظراً لارتفاعه وقدرته على إتاحة رؤية الهرم.
الدور الرئاسي والعسكري في اعتماد الأرض
تطرّق حديثه إلى دور الرئيس الراحل محمد حسني مبارك والمشير طنطاوي في الموافقة على تخصيص الأرض للمشروع، موضحاً أن الرئيس هاتف المشير فكان الرد إيجابياً. وأضاف حسني أن المشير قال له: “عشان خاطرك مفيش مانع”، ثم صدر قرار بتخصيص مساحة بلغت 117 فداناً. كذلك أشار إلى أنه حصل لاحقاً على قطعة أرض أخرى كبيرة في منطقة الرماية، ما يشير إلى امتداد تطلعات الموقع وملاءمته لتوسعات مستقبلية في نطاق المشروع.
بداية الفكرة وسنوات دراسة الجدوى
ذكر حسني أن “الفكرة بدأت عاما 1992” وأنهم استثمروا أربع سنوات لإعداد دراسة جدوى خارج البلاد. وأوضح أن دراسة الجدوى أُنجزت في إيطاليا واستغرقت تلك الفترة، مؤكداً أن التكلفة المعلنة لتلك الدراسة بلغت خمسة ملايين دولار في حينها. وأضاف أن ذلك الترتيب الألمعي للدراسة استدعى العمل الجاد والمقاولات والتحضيرات الأولية التي سبق أن اعتبرها ركيزة لتقدم المشروع. ومن خلال هذه البيانات يتضح أن الإعداد النظري والفني للمشروع مرّ بمرحلة طويلة من التحليل قبل المباشرة في الأعمال الميدانية.
التمويل ونهج العمل المبكر
عند سؤاله عن الجانب المالي، ذكر حسني بساطة مبدئية في النهج قائلاً: “وقلت الفلوس هتيجى هتيجى بعدين”، في إشارة إلى قرار البدء بالمراحل التنفيذية اعتماداً على توقعات تأمين الموارد لاحقاً. هذا التصريح يوضح اعتماد قيادة المشروع على المضي قدماً في الأعمال الأساسية قبل تأمين كل الاعتمادات المالية، اعتماداً على قدرة الإدارة على جذب التمويل لاحقاً أو الترتيب له عبر جهات مسؤولة.
مركز الترميم واحتياجاته من معدات ثقيلة
أفاد فاروق حسني بأن أحد جوانب المشروع التي تطلّبت تدخلاً عاجلاً هو تجهيز مركز الترميم، إذ قال إن المركز “كان محتاج معدات ضخمة”. وأوضح أنه طلب تلك المعدات رسمياً من المشير طنطاوي، الذي رد بالموافقة على الفور قائلاً “حاضر”. هذه الموافقة العسكرية كانت مهمة لتأمين التجهيزات التي لا يمكن تأجيلها، ما يبرز تضافر الأدوار بين المدني والعسكري في مراحل إقامة المشروع المبكرة.
الجوانب الإدارية واتخاذ القرار بتخصيص المساحة
كشف حسني أن القرار الإداري بتخصيص الأرض صدر بصورة واضحة وشكّلت المساحة المعلن عنها أساساً للتخطيط. القرار بتحديد 117 فداناً شكل خطوة إجرائية مهمة، وقد تبعه تخصيص مساحة إضافية في الرماية، ما يشير إلى أن التخطيط لم يقتصر على قطعة واحدة بل ترافق مع رؤى توسعية. وجاءت تلك القرارات بعد معاينة ميدانية ومناقشات بين المعنيين على أعلى مستوى، ما أعطى للمشروع إطاراً رسمياً لبدء العمل.
سرديات ميدانية وشهادات شخصية
تضمن الحوار التليفزيوني مع فاروق حسني رواية ذات طابع شخصي حول زياراته الميدانية ومحادثاته الهاتفية مع الرئيس والمشير. ذكر كيف أن المشهد الميداني أثّر في اتخاذ القرار لأن ارتفاع الأرض يتيح رؤية الهرم، وهي ميزة جمالية واستراتيجية للموقع. كما أبرز حسني تكرار عبارة الموافقة السريعة من المشير عندما طُلب توفير المعدات اللازمة لمركز الترميم، ما يعكس تعاوناً سريعاً بين جهات القرار التنفيذية.
الانعكاسات المحتملة على مسار التخطيط والتنفيذ
من خلال المعلومات التي كشفها فاروق حسني يمكن استنتاج أن اتخاذ القرار بشأن الموقع ودراسة الجدوى المكلفة كانا من أولى خطوات التخطيط، وأن تأمين المعدات لمركز الترميم كان من أولويات التنفيذ العملي. كما أن تخصيص مساحات إضافية في الرماية يشير إلى توقعات احتياج مساحة أكبر لأنشطة المشروع. كل هذه العناصر شكلت بداية عملية للمسار الإداري والعملي للمشروع، بحسب ما أورده الوزير الأسبق خلال اللقاء.
ملاحظات ختامية حول محطات مبكرة في المشروع
تُظهر إفادات فاروق حسني تفاصيل متصلة ببدايات مشروع المتحف، بدءاً من رؤية الموقع مروراً بالتنسيق مع أعلى مستويات السلطة وصولاً إلى دراسات مكلفة أُنجزت في الخارج وتكوين البنية الأساسية لمركز الترميم. المعلومات التي قدمها تضيء على محطات عملية وإدارية شكلت ملامح البدايات، وتؤكد أن قرارات تخصيص الأرض ودراسة الجدوى والموافقات على المعدات كانت جزءاً لا يتجزأ من مسار الإعداد الأولي للمشروع.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































