كتب: علي محمود
في بيان رسمي صادر عن اتحاد الأطباء العرب، تقدم الاتحاد بخالص التهنئة لرئيس عبد الفتاح السي والشعب المصري العظيم بمناسبة افتاح المتحف المصري الكبير. يوصف الحدث بأنه تاريخي، ويُعد الأكبر في العالم من حيث حجمه وعد القطع الأثرية التي يحويها، حيث يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثريّة تعكس عراقة حضارة مصر القديمة. يؤكد الاتحاد أن هذا المتحف يمثل نقلة نوعية في عرض وتوثيق تاريخ مصر القديم بما يتماشى مع المعاير العصرية العالمية والتطور التقني والتكنولوجي المعاصر. كما يرى أن هذا الصرح الحضاري يعكس موقع مصر الفريد، وهو ليس مجرد مساحة لعرض مبهر لآثار، بل دعوة دائمة لحفاظ على التراث الحضاري والإنساني. ويشير البيان كذلك إلى أن الافتاح الرسمي لمتحف المصري الكبير يمثل فرصة لإعادة التذكير بجذور الطب المصري القديم، التي تعد أحد أبرز أوجه الحضارة المصرية القديمة، حيث وضع المصريون القدماء أس مهنة الطب في تاريخ البشرية، وأشار إلى أن بعض الرموز البارزة مثل إمحوتب وضعوا الأس لعلاج في معابدهم بسقارة، في حين تبرز الطبيبة بسشيت كأول طبيبة نساء موثقة في التاريخ. كما يرد في البيان أن البرديات الطبية تشهد على تقدم المعرفة الطبية في حقبة المصرية القديمة، مع وجود بردية إيبرس الطبية التي تعود إلى عام 150 قبل الميلاد، والتي تضم أكثر من 70 وصفة علاجية تغطي أمراض الجسد والعين والجلد والأسنان، وتؤكد على الاهتمام بالتغذية السليمة والوقاية من العدوى، وهي المبادئ التي تشكل أس الصحة العامة في العصر الحديث.
افتاح المتحف المصري الكبير: نقلة في عرض التاريخ المصري
يُبرز البيان أن المتحف المصري الكبير يمثل أكبر منشأة أثرية في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية وعد القطع، وهو ما يعز قدرة مصر على عرض تاريخها العريق بصورة متكاملة. يساهم هذا التجمع الهائل من القطع الأثرية في توثيق الحقب المختلفة لحضارة المصرية القديمة، ويوفّر لزائرين نافذة فاعلة على التطور الفني والتكنولوجي فترات متعاقبة من التاريخ. كما يؤكد الاتحاد أن الحدث ليس مجرد افتاح مهيب، بل هو إقرار بنهج يجمع بين الحفظ والتوثيق والتحديث عن طريق تبني معاير علمية حديثة، ما يجعل المتحف معيارًا دوليًا في عرض التراث المصري وتوثيقه. إن هذه النقلة تجاوز الجانب الجمالي لتشمل اعتبارات علمية وتقنية تسهّل فهم السياقات التاريخية وربطها بواقع العصر الرقمي الحديثة، بما يخدم التعليم والبحث العلمي في العالم العربي وخارجه. كما يعكس وجود مثل هذا الصرح في قلب المنطقة قدرة المصرين والعاملين في قطاع التراث على تقديم نموذج يحتذى في الحفاظ على الهوية الثقافية وتحويلها إلى منصة تعليمية وثقافية مفتوحة لجميع.
الجذور الطبية لمصرين القدماء ودلالة افتاح المتحف المصري الكبير
يركز البيان على أن افتاح المتحف المصري الكبير يفتح نافذة مهمة لفهم جذر الطب المصري القديم، الذي يعد أحد أبرز أركان الحضارة المصرية. في التاريخ الإنساني، برزت مصر القديمة كقوة رائدة في ميدان الطب والعلاج الوقائي. ويشير النص إلى أن الطبيب المصري إمحوتب قد أس معبدًا لعلاج في سقارة، وهو ما يعكس الحرص على تنظيم المعرفة الطبية وتطبيقها عمليًا في مرافق دينية كانت مراكز لرعاية الصحية. كما تُذكر الطبيبة بسشيت كأول طبيبة نساء موثقة في التاريخ، وهو إشراق يبرز دور النساء في الطب القديم. هذه الإشارات تبيّن أن الطب في مصر القديمة لم يكن مجرد مجموعة من الوصفات بل منظومة تكامل فيها المعرفة التقنية مع المفاهيم الوقائية والصحية. إن وجود هذه الأمثلة في المتحف يعز فهم الزائرين لعراقة الطب المصري القديم وارتباطه بتوثيق تاريخي علمي يقيّد به. كما يؤكد الاتحاد أن هذه الروابط بين الطب القديم وتوثيقه تشكل جسرًا بين الماضي والحاضر، وتبين أن الصحة العامة في مصر القديمة كانت تنطلق من مبادئ التغذية المتوازنة والوقاية من الأمراض، وهي مبادئ ما زالت تشكل مدماكًا لنهج الصحي المعاصر.
برديات طبية ومحتوى علمي يعكس افتاح المتحف المصري الكبير
من أبرز كنوز الطب المصري القديم المعروضة في هذا السياق هي بردية إيبرس الطبية، التي ترجع إلى نحو 150 قبل الميلاد، وتضم أكثر من سبعمئة وصفة لعلاج أمراض الجسد والعين والجلد والأسنان. تكشف هذه البرديات عن وعي صحي مبكر وتوثيق منهجي يحض على الفهم الشامل لمرض وطرق الوقاية والتغذية السليمة. وهو ما يعز الانطباع بأن المصرين القدماء كانوا يمتلكون منظومة طبية متكاملة تربط ما بين العلاج والتغذية والوقاية من العدوى. وفي إطار العرض المتكامل الذي يفتحه المتحف، يتضح أن هذه الوثائق تعكس اهتمامًا عميقًا بالصحة العامة وتوثيق المعرفة الطبية لتكون مرجعًا يمكن الاستفادة منه في تعزيز الصحة والوقاية اليوم. وبذلك تصبح البرديات جزءًا من تجربة تعليمية تلهم الباحثين والطلاب وتقدم نموذجًا تاريخيًا دامغًا لطاقات البشرية في مجال الطب والوقاية.
الصلة بين التراث الطبي والهوية الإنسانية في افتاح المتحف المصري الكبير
يركز البيان على أن هذا الحدث لا يقتصر على عرض الآثار، بل يعز رسالة التراث في بناء الهوية الإنسانية. فالمتحف المصري الكبير هو جسور يربط الماضي بالحاضر، وهو يعمّق فهم المجتمع لمكانة مصر في تاريخ البشرية من خلال ربط المعرفة الطبية القديمة بالإنسانية والتثقيف العام. كما يبرز الدور التربوي لمتحف في الحفاظ على التاريخ كقيمة مشتركة، وتوجيه الاهتمام نحو الصحة العامة والوقاية كركيزة أساسية في المجتمع المعاصر. ضمن هذا الإطار، يشير الاتحاد إلى أن الحفاظ على التراث الحضاري والإنساني يعد جزءًا من مسؤولية المجتمع الطبي والطبيعي، وهو ما يسهم في تعزيز الثقافة الصحية وتوفير حصيلة معرفية وطنية يمكن أن تُستثمر في التعليم الصحي والبحث العلمي.
المتحف كمنصة لمارسات الحديثة في توثيق التاريخ
إلى جانب كونه فضاءً لعرض، يتم تقديم المتحف المصري الكبير كمنصة حديثة لتوثيق التاريخ وفق منهجية علمية وتكنولوجية متقدمة. يبرز التزام المسؤولين على المشروع بأن تكون عمليات العرض والتوثيق ذات دقة عالية وتكامل بين المتغيرات التاريخية والجمالية والفنية، بما يسهل فهم الزائرين لنطاق الزمني والحيز التاريخي مع الاستفادة من التقنيات الحديثة في التوثيق والحفظ. هذه الرؤية تندمج مع رسالة الحفاظ على التراث لأنها تيح توثيق التاريخ بشكل حي ومتاح وتعيد إنتاجه بطرق تفاعلية ومساعٍ بحثية عملية تعز من قيمة التراث في المجتمع. وبذلك يتحق التوازن بين الاستدامة الثقافية والابتكار التقني، وهو ما يعز من قيمة المتحف ليس كفضاء لعرض فحسب بل كمركز تثقيفي وبحثي يثري المعرفة العامة في مجالات التاريخ والطب والعلوم الصحية.
دعوة إلى استمرار الحفظ والتزام بالصحة العامة
يُختم البيان بالتأكيد على أن الافتاح الرسمي لمتحف المصري الكبير يمثل دعوة مستمرة لحفاظ على التراث الحضاري والإنساني، وهو الأمر الذي يتلاقى مع قيم الطب والعلوم الصحية التي تضع الوقاية والتغذية السليمة كدعائم لصحة العامة. كما يبرز أن هذا الإرث العظيم يمكن أن يكون مصدر إلهام لبحث والتعلم والتعاون بين المؤسات الطبية والبحثية في المنطقة والعالم، بما يعز من فرص تبادل المعرفة وتطوير أساليب الحفاظ على التاريخ وتوثيقه. في النهاية، يرسخ البيان أن الجمع بين حفظ التراث وفتح أبواب المعرفة الصحية يمثل أحد أهم أوجه التقدم الثقافي والصحي لمجتمعات العربية، وأن المتحف المصري الكبير يشكل ركيزة لهذا التوجه على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































