كتب: أحمد خالد
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إنجازات بارزة في تنفيذ التوصية السابعة المتعلقة بالصحة النفسية، ضمن التوصيات الـ1 لنسخة الثانية من المؤتمر العالمي لسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024. وتأتي هذه الإنجازات ضمن إطار نشر تقارير النتائج تباعاً قبل انطلاق النسخة الثة من المؤتمر PHDC’25، والتي أعدتها الجنة العليا لمتابعة التنفيذ بموجب قرار نائب رئيس مجلس الوزراء لتنمية البشرية وزير الصحة والسكان رقم 17 لعام 2025. وفي هذا السياق، برزت عيادات متخصة لعلاج الإدمان لدى المراهقين كأحد المحاور العلاجية الرئيسية، وهو توجّه يعز قدرة النظام الصحي على استيعاب احتياجات الشباب وتغير المفاهيم الاجتماعية المرتبطة بطلب المساعدة. إن تعزيز حضور هذه العيادات يندرج في إطار مسار طويل يسعى لتوفير رعاية صحية متكاملة وآمنة تراعي السياقات الثقافية والعوامل المجتمعية المؤثّرة في قابلية الإدمان، وتفتح جبهة جديدة في مواجهة التحديات التي يطرحها الإدمان بين فئة المراهقين.
التوسع في عيادات متخصة لعلاج الإدمان لدى المراهقين
وفقاً لبيانات الرسمية، شهد عام 2024 إطلاق وتوسيعاً مستمراً لعيادات متخصة لعلاج الإدمان لدى المراهقين لتصبح 18 وحدة على مستوى الجمهورية حتى الآن. وقد استقبلت هذه العيادات حتى تاريخ الإحصاء 4,946 حالة من الذكور مقابل 343 حالة من الإناث. وتؤكد الوزارة أن هذا التطور يعكس التزامها بتوفير قنوات وصول أسهل لعلاج، مع مراعاة الخصوصيات العمرية واحتياجات الفئة العمرية المستهدفة. كما يبرز من خلال هذه الوحدة العلاجية تنوع الخدمات المقدمة، بما في ذلك أدوات التقيم والدعم النفسي والاجتماعي والتوجيه العلاجي الملائم لظروف المراهقين وأسَرهم. وتؤكد هذه النتائج أهمية وجود شبكة وطنية من العيادات المتخصة تُرتب معها سلاسل دعم تكامل مع خدمات الصحة النفسية العامة وتكفل استدامة الرعاية المقدمة.
زيادة السعة السرية وخدمات التشخيص المزدوج والسيدات
على صعيد المحور العلاجي، ارتفعت السعة التشغيلية لأقسام علاج الإدمان من 1,350 سريراً في عام 2024 إلى 1,426 سريراً في عام 2025، مع افتاح أقسام جديدة مخصة لتشخيص المزدوج ولسيدات. هذا التطور يشير إلى تعين الأولويات في معالجة الإدمان منظور متكامل يشمل الصحة النفسية المصاحبة والتعامل مع قضايا النساء بشكل خاص، من دون الإخلال بالهدف العام في توفير بنية أساسية كافية لاستقبال الحالات وتقديم رعاية متخصة وفق أحدث المعاير. وتُعد هذه الخطوات خطوة مهمة في تعزيز قدرة المستشفيات والوحدات الصحية على استيعاب زيادة الطلب، وتوفير بيئة علاجية مناسبة تشجع على الاستمرار في العلاج وتقليل معدلات الانتكاس من خلال خدمات تشخيصية وتدخّلية محدثة.
مبادرة صحتك سعادة ومضامينها في مكافحة الإدمان
في نوفمبر 2024، أطلقت وزارة الصحة مبادرة “صحتك سعادة” التي تضم محوراً مخصاً لمكافحة الإدمان. وفقاً لتقارير، قدّمت العيادات الخارجية خدماتها إلى 69,151 مريض إدمان حتى يونيو 2025، بينما استقبلت الأقسام الداخلية 3,38 حالة دخول لتلقي العلاج المتكامل. وتكتسب هذه المبادرة أهمية كبيرة لأنها لا تقتصر على تقديم العلاج فحسب، بل تشتبك مع الجوانب الوقائية والتوعوية والتعليمية وتدريب الكوادر بما يرفع جاهزيتهم لتطبيق أساليب علاجية حديثة. كما يعكس وجود المحور الإكلينيكي في البرنامج قدرة النظام الصحي على توحيد جهود متعدة لتوفير رعاية شاملة لمصابين مع التزام واضح بتقيم الاحتياجات الفردية وتخصيص برامج تناسب مع الطبيعة الديناميكية لإدمان في المجتمع. وتستند هذه الجهود إلى معاير عالمية وتوجيهات تطرحها الجهات الصحية الوطنية وتلك المعتمدة دولياً لتوحيد المقاربات العلاجية وتطوير كفاءات الكوادر.
الوعي العام وبرامج التوعية المجتمعية
اهتم المحور التوعوي في إطار التوصيات بمنفذٍ واسع لرفع من الوعي بمخاطر الإدمان وآثاره النفسية والاجتماعية. وكانت أبرز الحملات “تقدر من غيرها” التي استهدفت الشباب والنشء لزيادة الوعي حول تأثير الإدمان على الفرد والمجتمع. وفي إطار ذلك، نفذت الوزارة 2,28 ندوة ورشة عمل استهدفت 182,070 شاباً وفتاة في الجامعات الحكومية والخاصة، والمدارس، والمعاهد الأزهرية، والكنائس، ومراكز الشباب في 21 محافظة. كما تم تدريب 2,309 أخصائين نفسين في المدارس، وتنظيم برامج توعية لـ676 من أولياء الأمور و289 من المعلمين والمعلمات في المعاهد الأزهرية، إضافة إلى تدريب 30 متطوعاً لمشاركة في الجهود التوعوية المجتمعية. وتؤكد هذه الأنشطة مدى ارتباط التوعية برفع معدلات الكشف المبكر عن المشكلات وتغير السلوكيات الاجتماعية المرتبطة بالإدمان، بما يسهم في تقليل الوصمة المرتبطة بطلب المساعدة وفتح مجالات أوسع لعلاج والتدخل المبكر.
عيد من غيرها وتوسيع نطاق التوعية المجتمعية
من جهة أخرى، أشارت الوزارة إلى حملة “عيد من غيرها” التي نفذت في 2 مستشفى ومركزاً تابعاً لأمانة العامة لصحة النفسية وعلاج الإدمان في 16 محافظة خلال شهر رمضان وعيد الفطر لعام 2025. وتضمنت الحملة تنظيم أنشطة ترفيهية وثقافية وفنية ورياضية تستهدف دمج المرضى في المجتمع وتبنّي سلوكيات الحياة الصحية الإيجابية. وتؤكد الوزارة أن هذه المبادرة تساهم في منع الانتكاسة ودعم استقرار التعافي من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية وتوفير مناخ داعم يواكب فترات التحديات الموسمية. كما تشير إلى أن التعاون المؤساتي بين الأمانة العامة لصحة النفسية وعلاج الإدمان وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان يواصل تقديم برامج داعمة لمتعافين، حيث يشارك أكثر من 20 متعافٍ سنوياً في برنامج “مودة” الذي يهدف إلى تأهيل المتعافين عبر برامج توعية أسرية تدعم إعادة اندماجهم في المجتمع.
التعاون في مكافحة التدخين والوقاية من الأمراض المزمنة
إلى جانب مكافحة الإدمان، تعمل الأمانة في إطار مكافحة التدخين ضمن المبادرة الوطنية الواسعة “10 مليون صحة” عبر تقديم خدمات الإقلاع عن التدخين في المستشفيات والمراكز التابعة لها. كما يتم تدريب مقدمي الخدمة بالوحدات الصحية التابعة لمديريات الشؤون الصحية والهيئة العامة لرعاية الصحية على تطبيق الدليل الإرشادي لإقلاع عن التبغ، في إطار الجهود الرامية إلى الكشف المبكر عن الأورام والوقاية من الأمراض المزمنة. تبرز هذه الجهود ارتباطها بمبادئ الصحة العامة الشاملة وتوجيهات الوقاية، وتؤكد استمرارية العمل على تعزيز سبل الوقاية والكشف المبكر كركيزة لحماية المجتمع من العوارض الصحية المرتبطة بالتبغ والإدمان وغيرها من العوامل الصحية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































