كتب: سيد محمد
أعلنت الجهات المعنية أن المتحف المصري الكبير سيفتح أبوابه لجمهور من المصرين والسياح في الرابع من نوفمبر 2025، ليكون الحدث محطة تاريخية تجمع بين الإعزاز بالحضارة المصرية القديمة والتصميم الحديث. ويتوقع أن تكون الزيارة تجربة فريدة توسط بين الماضي العريق والحداثة المعمارية، ما يعكس صورة مصر في قلب السياحة الثقافية العالمية. وتؤكد المصادر الرسمية أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل منصة تجمع بين المعرفة والمتعة وتفتح نافذة أمام الجمهور لاستكشاف تراث حضاري غني يقدم عبر مسارات متعدة ومرافق متكاملة.
موعد الافتاح وموعد الزيارة لجمهور
سيكون اليوم الرسمي لزيارة لجمهور يوم 4 نوفمبر 2025، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى مهمة في تاريخ مصر الحديث. وفقاً لمخط المعلن، تاح لزوار فرصة الوصول إلى مجمع المتحف وقاعات العرض في فترات محدة، مع اختلاف في جداول الزيارة حسب المسار المختار. يتيح المسار الأول لزوار دخول مجمع المتحف من الساعة 8:30 صباحاً حتى 7 مساءً، بينما تقفل قاعات العرض أبوابها في الساعة 6 مساءً، ويُذكر أن آخر موعد لشراء التذاكر في هذا الترتيب هو الساعة 5 مساءً. بالمقابل، يتضمن المسار الثاني فترة تشغيل مطوّلة تبدأ من 8:30 صباحاً حتى 10 مساءً في المجمع، بينما تكون ساعات العرض المفتوحة من 9 صباحاً حتى 9 مساءً، مع التأكيد أن آخر موعد لشراء التذاكر في هذا النمط يمتد حتى الساعة 8 مساءً. هذه الترتيبات تعكس تنوعاً في أوقات الزيارة وتوفر خيارات متعدة لزوار بما يتناسب مع برامجهم اليومية. يتابع الجمهور فرصة الانطلاق في تجربة تضمن مسارات مختلفة تيح التمحيص في تفاصيل التاريخ المصري القديم والتفاعل مع عناصر العرض المعاصر.
مسار الزيارة وقاعات العرض الرئيسية
يُشمل مسار الزيارة عداً من مرافق المتحف التي تعكس الاتساع التاريخي والتطور الفني لمكان. تنطلق الجولة من قاعات الملك توت عنخ آمون، التي تعد من أبرز محاور الزيارة باعتبارها تمثّل ذروة الحياة الفرعونية وتاريخ الحاكم الشهير. إضافة إلى ذلك، تضمن القاعة الرئيسية مساحات العرض الكبرى التي تستعرض تنوع المراحل الحضارية، إلى جانب البهو العظيم والدرج العظيم كمعلمَين يرمزان إلى روعة التصميم والعمارة في مصر القديمة. كما يتيح المسار الوصول إلى متحف مراكب خوفو، وهو قسم فريد يحفظ مركبات مولوية تعكس جوانب من الإبداع الهندسي المصري القديم. ثم توزع المحطات إلى المنطقة التجارية والحدائق الخارجية المحيطة، لتسهم في تكامل التجربة بين الثقافة والمعيشة اليومية لزائر. هذه الرحلة المتكاملة تعكس رؤية المتحف في الجمع بين العروض التاريخية والواجهات الحديثة، مع توفير مسارات تسمح بفهم أبعاد الحضارة المصرية من زوايا متعدة.
الأسعار وطقوس الدخول لمصرين والأجانب
تشمل سياسة الأسعار في المتحف المصري الكبير تقسيماً jelasياً بين المصرين والأجانب. بالنسبة لمقيمين المصرين، تكون الأسعار على النحو التالي: لكبار 20 جنيه، ولأطفال والطلاب وكبار السن 10 جنيه. أما بالنسبة لأجانب، فالمسارات تسم بتكاليف أعلى: الكبار 1450 جنيهاً، والأطفال والطلاب 730 جنيهاً، مع تباين واضح في قيمة التذاكر وفق فئة الزائر. وتأتي هذه الأسعار في إطار جهود تقديم تجربة عالية الجودة مع مراعاة عوامل المشاركة من مختلف الشرائح، وتلك الترتيبات تيح فرصاً متساوية لوصول إلى المعروضات والمرافق بما يحافظ على قيمة الخدمة المقدمة في هذا الصرح الأثري الكبير.
إطار الحدث والبعد التاريخي لزيارة
يَصادف الرابع من نوفمبر حدثاً ذا أبعاد تاريخية كونه يتزامن مع الذكرى الثة عشرة لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهو ما يضفي عمقاً أثرياً إضافياً على زيارة المتحف. في هذه المناسبة، يضيف الوجود الحديث لمتحف بعداً رمزياً يعز الرابط بين الماضي والواقع المعاصر، ويُغني التجربة بالنسبة لزوار الراغبين بفهم مسار الحضارة الفرعونية وتطورها عبر الأزمنة. هذا التقاء بين التاريخ والتحديث يعز من مكانة مصر كوجهة رئيسية لسياحة الثقافية، وهو ما تجسد من خلال افتاح المتحف وتوفير فضاء يتيح لزوار استيعاب الصور الكبرى لحضارة واختبارها بطريقة تفاعلية وعلمية.
تصريحات ودلات خبراء الآثار والمسؤولين
أشار الدكتور فرانسيس أمين، وهو متخص في الآثار، إلى أن ليلة الافتاح كانت بمثابة عيد لمصر والعالم، مؤكدًا أن الحدث جذب أنظار الملاين من عشاق الحضارة المصرية القديمة حول العالم. واعتبر أن المتحف يمثل نقلة نوعية لمصر على خريطة السياحة العالمية، خاصة في مجال السياحة الثقافية، متوقعاً أن يسهم في تنشيط قطاعات اقتصادية مرتبطة بالسياحة مثل النقل والفنادق والخدمات الثقافية. وأكد أمين أيضاً أن التفقد الرئاسي لأجنحة المتحف، برفقة الملوك والأمراء، أمام قناع الملك توت عنخ آمون الذهبي يحمل دلات رمزية عميقة، ويعكس مدى التفاعل بين استدامة الهوية الوطنية وتحديث الصورة العامة لدولة على الصعيد العالمي. وهو يرى في المتحف بنية حقية تحدث عن مصر وتاريخها وهويتها، وتعتبر مصدر فخر ليس فقط لمصرين وإنما لجميع من يعرف قيمة الحضارة الإنسانية.
انعكاسات الحدث على السياحة والاقتصاد الوطني
من منظور اقتصادي ثقافي، يتوقع أن يسهم افتاح المتحف المصري الكبير في تنشيط قطاع السياحة الثقافية بشكل مباشر وغير مباشر. فالزيارة المكثفة وإقبال الجمهور المحلي والدولي ستنعكس إيجاباً على حركة النقل والخدمات الفندقية والقطاعات المرتبطة بالعرض الثقافي، عبر توفير وظائف جديدة وتحفيز الاستثمار في الخدمات المرتبطة بالزيارات الميدانية والمتاحف والمناطق المحيطة بها. كما أن وجود هذا الصرح الكبير يعز المسار التعليمي والتوعوي بين أفراد المجتمع، ويشجع على مزيد من البرامج التعليمية والتثقيفية التي تستهدف الطلاب وباقي فئات المجتمع، وهو ما يسهم في رفع الوعي التاريخي والثقافي وتوثيق الروابط بين الماضي والحاضر في إطار سياحة مستدامة. وبالرغم من التحديات المرتبطة بإدارة حركة الزوار وتوفير تجربة عالية الجودة، يبدو أن المتحف المصري الكبير يرسخ مكانة مصر كوجهة عالمية متميزة في مجال السياحة الثقافية، ويعيد تشكيل الصورة الثقافية والاقتصادية لمكانة الحضارة الفرعونية في الوعي العالمي.
خلفية افتاحية وتوجهات مستقبلية لمتحف
جاءت الاستعدات لافتاح بعد سنوات من الإعداد والتخطيط المعماري والعلمي، حيث يسعى المتحف إلى توفير بيئة متكاملة تجمع بين التراث والتكنولوجيا. وتؤكد المصادر أن المسارات والأساليب المعروضة تمثل نقلة في طريقة عرض التاريخ المصري، بما يعز فهم الزوار لموروث الحضاري من دون التقليل من قيمة العروض الأصلية. كما ينعكس التوجه نحو تعزيز السياحة الثقافية بجودة الخدمات والتجربة الشاملة التي تجمع الاستكشاف والمعرفة والتفاعل. ومع هذه الترتيبات، يتطلع المتحف إلى أن يكون إحدى العلامات البارزة في الشرق الأوسط والعالم في مجال المتاحف الكبرى، مع تعزيز العلاقات الدولية في قطاع الثقافة والعلوم. وفي ضوء ذلك، ستسهم البرامج الرسمية والمبادرات التعليمية المرتبطة بالمتحف في خلق فرص جديدة لمناقشة العلمية والتبادل الثقافي، مع الحفاظ على قيم الهوية المصرية وروح الحضارة التي تميز هذا الصرح.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































