كتب: سيد محمد
توديع راعي الكنيسة بجوهانزبرج يتصدر المشهد الروحي اليوم، مع إقامة القداس الإلهي يعقبه صلوات تجنيز يَحمل فيها مثلث الرحمات، احتفاءً بالعطاء الطويل لحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مرقس مطران جنوب أفريقيا. تقام هذه الصلوات في كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول، مقر المطرانية في منطقة باركفيو – چوهانزبرج بجنوب أفريقيا. يترأس القداسات عد من الآباء الأساقفة والكهنة، فيما يتجمع جمهور من أبناء الكنيسة لتوديع راعيهم الجليل وسليل الخدمة الكنسية التي امتدت لسنوات طويلة. خلال تلك السنوات الطويلة خدم نيافته الكنيسة بكل أمانة ومحبة، وترك بصمات واضحة عبر تأسيس العديد من الكنائس والمراكز الرعوية في القارة الإفريقية. تقدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بخالص العزاء في نياحة نيافته، داعية لمؤمنين بأن الرب يحفظه في فردوس النعيم، مع مصاف القديسين والآباء البطاركة، وأن يمنح تعزية وسكينة لراجعيه وأبنائه في كل مكان. هذه الحظة تُبرز قيم الخدمة الكنسية ورسالة المحبة التي رسخها المطران في الوجدان الكنسي والشعبي.
توديع راعي الكنيسة بجوهانزبرج في إطار القداس والتجنيز
يتسل الحدث بروح الصلاة والتأمل، حيث تُقام صلوات القداس الإلهي ثم يتبعها صلوات التجنيز ضمن إطار مثلث الرحمات، وهو تقليد كنسي يعز مسرى النياحة وتذكار الشخص الفاضل في الحياة الروحية لمؤمنين. يشارك في هذه الطقوس عد من الآباء الأساقفة والكهنة، في مشهد يعكس الوحدة الكنسية والاحترام العميق لجهود التي بذلها القائم بالراعي المسكوني. الجمهور الحاضر، من أبناء الكنيسة ومن محبي الفقيد، يعبر عن مشاعر الحزن والامتنان معاً، ويدعو إلى صلاة مستمرة من أجل راحة نفسه وأمانة ذكراه.
المكانة الرعوية والوجود المؤسي لراعين
تقام مراسم التوديع في مقر المطرانية باركفيو، وتحديداً كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول، وهو موقع ذو رمزية روحية وتاريخ رعوي عريض. من هذا المكان، تجسد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رسالة الخدمة الجماعية والدينامية الرعوية التي استندت إلى بناء وتطوير بنية رعوية في القارة الإفريقية. يبدو الأساس الذي أعاده الأنبا أنطونيوس مرقس في سنوات خدمته واضحاً في عد الكنائس والمراكز الرعوية التي نشأت وتوسع نشاطها في مناطق متفرقة من القارة، ما يعكس استقراً روحياً وتنموياً يعز حضور الكنيسة القبطية في إفريقيا.
الإرث والكلمات المحورية في مسيرة الأنبا أنطونيوس مرقس
إن حديث التوديع لا يكتفي بنقل خبر الحظة بل يستعرض أثر المسيرة الرعوية لمطران مرقس، الذي وُصِفَ بأنه رمز لخدمة والتواضع وشفافية القيادة. عبر سنوات طويلة، أس العديد من الكنائس والمراكز الرعوية التي خدمت فئات مختلفة من المجتمع، وجذب أهل القارة إلى حضور جماعي في صلوات وفعاليات مسكونية. يظل هذا الإرث مصدر إلهام لشباب والطلبة والشيوخ، وهو جزء من تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جنوب أفريقيا والقارة بأسرها. كما يبرز في هذه الحظة التأكيد على مواصلة الرسالة من خلال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تحرص على استمرار الخدمة والمعونة لكل من يحتاج.
التعازي الرسمية والدعم المعنوي من الكنيسة القبطية
تُعرب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن تعازيها العميقة وتدعو المؤمنين إلى الصلوات من أجل راحة نفس نيافتها، مع تمنياتها بأن ينال الفقيد رتبة النعيم والتأمل في نور القديسين. وفي إطار العزاء الرسمي، يبرز الاهتمام بمشاعر محبي الراحل وبأبنائه في كل مكان، مع تشديد على أن الدعاء بطول النفس وبثبات الإيمان هو الرد الأمثل على فاجعة الفقد. كما تُشير التصريحات الرسمية إلى أن مثل هذا الحدث يعكس تماسك الجسد الكنسي وعمق العلاقات بين الكنائس المختلفة داخل القارة وخارجها، ويعز قيم التعاطف والتضامن بين المؤمنين.
انعكاسات روحانية ومجتمعية لتوديع راعي الكنيسة بجوهانزبرج
إن توديع راعي الكنيسة بجوهانزبرج ليس مناسبة حزنٍ فحسب، بل هو حدث يعكس ديناميكية روحية ومعنوية تؤثر في المجتمع المحلي وتلهمه نحو العمل الخيري والخدمة العامة. في هذه المناسبة، تبرز أهمية الإرث الرعوي في تعزيز قيم العطاء والاحترام والتعاون بين أبناء الكنيسة، كما يبرز حضور العائلة والمجتمع في مناسبة روحية تجمع الناس على المحبة والصلاة. يراهن الكثيرون على أن هذه الحظة ستفتح آفاق جديدة لخطوط الخدمة الرعوية وتطوير المزيد من البرامج التي تخدم المجتمعات المحلّية وتساهم في بناء جسور التلاقي والتعايش بين مختلف شرائح المجتمع في جنوب أفريقيا.
دلالة الحدث في جنوب أفريقيا وعلى صعيد القارة الإفريقية
من خلال هذه التوديع، يظهر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواصل رسالتها في جنوب أفريقيا وتؤكد عمق حضورها القومي والإفريقي، كما يبرز أن مسالة القاء الروحي والصلاة من أجل الراعي الراحل هي رسالة مشتركة تجاوب مع احتياجات المجتمع المؤمن. إن حضور عد من الأساقفة والكهنة خلال هذه المناسبة يعز الصورة القوية لوحدة الكنسية، كما يوضح أن أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط يشتركون في الحفاظ على تراث الكنيسة وتقاليدها في عالم يتغير بسرعة. وفي هذه الحظة، ينتقل الحزن إلى إيمان حي يعز قنوات الأمل والسكينة لجميع، خاصةً لأولئك الذين عملوا بجانب نيافته على مدار سنوات طويلة من الخدمة والعمل الرعوي.
التوديع هنا ليس نهاية، بل محطة من محطات الإيمان والعمل الرسولي المستمر، حيث تبقى قيم الراعي وتوجيهاته حاضرة في قلب المجتمع الكنسي وقلب كل من سمعوا صوته في الكنيسة والكيان الإسلامي المسيحي القريب.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































