كتب: علي محمود
يعلق يس توروب المدير الفني الجديد لفريق الأهلي على تجربته الأولى في قارة إفريقيا مع المارد الأحمر، كاشفاً كواليس تعاقده مع القلعة الحمراء، بجانب مقابلته الأولى مع محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي. وفي حواره مع صحيفة بولد الدنماركية، نقلًا عن موقع dailynews.dk، تحدث توروب عن تحوله من البحث عن عمل إلى اكتشافه لمكانة الأهلي كأحد أضخم أندية القارة، وتفاصيل ما جرى وراء التعاقد ونطاق الدور الذي سيؤديه مع الفريق. هذا التحول في المسار المهني، بالنسبة إلى توروب، تضمن قراءة عميقة لتاريخ الأهلي وتحديد ما إذا كان هذا النادي هو الخيار الأنسب لعائلته، خاصة مع وجود تطلعات بطولية تسعى إلى تعزيز إنجازات النادي في الدوري المحلي وعلى صعيد منافسات إفريقيا.
توروب وتفاصيل التعاقد مع الأهلي
قال توروب إنه عند التقدم كمدرب يبحث عن فرص عمل، تدفق عليه استفسارات من دول وأندية واتحادات مختلفة، لكنه اختار أن يأخذ هذه العروض على محمل الجد لتقيم مدى فائدتها له ولعائلته. أشار إلى أنه كان يعرف تاريخ الأهلي جيدا، غير أنه لم يكن الدوري الذي سعى إليه في البداية، ولكن عندما تعمق في الأمر تبين له أن الأهلي نادٍ ضخم وله تاريخ حافل بالبطولات. يضيف أنه شعر بأن الفوز بالألقاب والبطولات أمر يحظى بالأولوية لدى النادي، وأنه كان هناك تركيز واضح على دوري أبطال إفريقيا كهدف مركزي.
وتابع توروب أن النادي عمل جاهداً منذ بدء المفاوضات، وأن مدير التعاقدات أسامة هلال كان على معرفة به قبل وصوله إلى الميدان، حيث زارته هلال عدة مرات وتحدثا عن المشروع الرياضي وما يقدمه الأهلي من فرص، ما منح توروب شعوراً بالثقة بأن الطرفين قد يتقاربان خلال فترة التفاوض. وبناء على ذلك، تم التصميم على التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، وهو ما حدث لاحقاً وتوج بتوقيع العقد مع النادي.
تاريخ الأهلي وتوقعاته وضغط الجماهير
قال توروب إن الأهلي يزخر بتاريخ طويل من البطولات، وهو ما يظهر من خلال عد القلائد التي حصدها الفريق. فقد فاز الأهلي بـ45 بطولة دوري متاز، و12 لقباً في دوري أبطال إفريقيا، و39 لقباً في كأس مصر، و15 كأس سوبر مصري، و8 ألقاب في كأس السوبر الإفريقي. وهذا الرصيد الضخم يجعل الأهلي ثاني أكثر الأندية فوزاً بالألقاب في العالم، وهو ما يفسر سب تعلق الجماهير بالنادي واعتبار كثيرين أن الأهلي يستحق لقب نادي القرن. هذه العناصر تفرض ضغوطاً كبيرة على الاعبين والمدربين على حد سواء، فالضغوط اليومية تكاثر مع تطلعات جماهيرية وإعلامية كبيرة تجاوز حدود المحلية.
وتشير المعطيات إلى أن الاهتمام الإعلامي والجماهيري يظل في صعود مستمر، وهو ما يجعل النادي محور اهتمام محلياً وإقليمياً وحتى عالمياً في مسارات كرة القدم. كما أن أعداً كبيرة من المشجعين تواصل مع النادي من أجل الاطمئنان على التطورات والقرات الفنية، وهو أمر يعكس حجم الأثر الذي يتركه الأهلي في محيطه القاري. بالنسبة إلى توروب، فإن هذا النوع من الاهتمام ليس أمراً سلبياً فحسب، بل يمثل أيضاً حافزاً وتحدياً في الوقت نفسه، لأنه يعكس مدى القوة التي يمتلكها النادي في معترك كرة القدم وتقديراً لجماهير التي تقف خلفه.
الجماهير والإعلام: ثقافة جديدة وتحمل مسؤوليات كبيرة
أوضح توروب أن التوقيت والاهتمام الكبيرين بالنادي يجعلان من العيش في محيط الأهلي ثقافة مختلفة تماً عما اعتاد عليه في موطنه. يروي أنه يسمع أرقاما كبيرة عن جمهور الأهلي تراوح بين 70 و80 مليون مشجع في مصر وحدها، وهو رقم يعكس مدى الصوت الجماهيري والدور الذي يلعبه النادي في المجتمع الرياضي. ومع وجود تلك الجماهير بهذا الاتساع، يصبح من الصعب على أي مدرب أن يحظى بحياة خاصة كما في دوريات أقل ضغطاً. بالنسبة إلى عائلته، أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات احترازية لحفاظ على الخصوصية والنجاح المهني في آن واحد. ومع ذلك يرى توروب أن الإهتمام الكبير بالنادي وكرة القدم في مصر هو أمر إيجابي لغاية، وربما يكون عامل دعم معنوياً لنادي والاعبين معاً.
أول لقاء مع الخطيب: حضور وتفهم وتطلع إلى التعاون المستقبلي
شارك توروب في تفاصيل كواليس القاء الأول مع محمود الخطيب، حيث قال: في أول يوم لي في النادي، أجريت محادثة مع رئيس النادي، وهو أسطورة في مصر وأحد أفضل الاعبين في التاريخ. كانت المحادثة حول أمور كثيرة من بينها ماضينا المشترك كمهاجمين، وكانت متعة بحق. أعرب لي الخطيب عن دعمه الكامل لي وتطلعه إلى تعاونا المستقبلي، وهو ما كان له أثر عاطفي كبير على نفسيتي وأفق عملي في النادي. يضيف توروب أن هذا الدعم يجعل من بداية تجربته مع الأهلي تجربة إيجابية ومهمة، ويدفعه لتقديم أقصى ما لديه من تضحيات وإمكانات لتطوير الفريق.
بداية العمل: مباراة تأهيلية وسياق الفوز والتطور
أوضح توروب أن فريق الأهلي بدأ العمل فوراً بمباراة تأهيلية لدوري أبطال إفريقيا في بوروندي، وهي خطوة روتينية في مسار الإعداد قبل الدخول في جولات البطولة الأكبر. يرى أن المهمة تضمن في الوقت نفسه الفوز مع التطور المستمر، وهو مفهوم يجمع بين النجاح الفني والتطوير المستمر لعتاد البشري والفني حوله. يؤكد أن العمل لا يتوقف عند نتيجة مباراة بعينها، بل يمتد إلى بناء منظومة متكاملة تضمن الاستقرار والتقدم على المدى الطويل، وهو أمر يتطلب جهداً جماعياً من المساعدين وجميع أعضاء الجهاز الفني.
الطاقم الفني والتعاون كعنصر حاسم في النجاح
وركز توروب على أهمية وجود مساعدين موهوبين حوله، معبراً عن رضاه التام عن أفراد الجهاز الفني الذين يعول عليهم في تنفيذ خط التطوير. قال إن هؤلاء الأفراد سيكون جزءاً رئيسياً من النجاح المستقبلي، وأن التعامل مع فريق يضم كفاءات ميزة يمنح النادي بما يلزم من خبرات لتعزيز القدرات الفنية والتكتيكية. يضيف أن وجود فريق عمل متجانس ومتحمس يساعد في مواجهة التحديات اليومية، كما يرفع من مستوى التزام والانضباط داخل الملعب وخارجه. في ظل هذه الرؤية، يظل الهدف الأساسي هو تحقيق الانتصارات مع استمرار التطور والابتكار في الأساليب والتكتيكات التي يعتمدها الفريق.
المسار المستقبلي: الفوز والتطور بتوازن مع العائلة
ختاماً، يشد توروب على أن الهدف الأساسي مع الأهلي سيظل دائماً هو الفوز وتحقيق الألقاب، غير أن النجاح لن يقتصر على ذلك فقط، بل يشمل أيضاً التطور المستمر لفريق ولأفراد العاملين ضمن الجهاز الفني. يرى أن وجود جماهيرية الأهلي بهذا الحجم يفرض مسؤوليات كبيرة، وأنه يجب تحقيق توازن بين الطموحات المهنية والحياة الشخصية لعائلة. مع وجود دعم من الخطيب وباقي أعضاء الإدارة، وتوافر موارد فنية وبشرية ميزة، يظل التحدي الأكبر هو الحفاظ على هذا المستوى من الأداء مع الاستمرار في البناء على تاريخ النادي، وهو ما يجعل من مسيرة توروب مع الأهلي مساراً مشوقاً يقدّم فرصاً مثمرة لنادي ولعائلة التي تقف خلفه.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.












































































































