كتب: سيد محمد
شهدت منطقة البيني فيصل واقعة مقتل ثلاثة أطفال والدتهم، وتثّبت في التحقيقات أن الدافع والوقائع تداخلت مع ظروف عائلية معقّدة سادت قبل وقوع ما عُرِف إعلامياً بـ جريمة البيني. وكشفت التحقيقات، كما نُشرت تفاصيلها عبر مصادر مطلعة وسائل إعلام محلية، عن مكالمة هاتفية غريبة أuraطَ بها طرف مجهول ادعى أنه يتحدث باسم زوجة والد الأطفال. وبحسب نص التحقيقات الذي حصلت القاهرة 24 عليه، ادعى المتصل أن زوجة الأبناء كانت منتقبة أثناء المكالمة، ثم أطلق عبارة صادمة تقول: مراتك مش بتحبك وبتخونك وطلقها. وفيما يلي عرض لأقوال والد الضحايا أمام جهات التحقيق، دون إضافة ما لم يرد في نص التحقيقات الذي اطلعت عليه وسائل الإعلام.
تفاصيل المكالمة الغريبة ومضمونها
وفق ما ورد في نص التحقيقات، جرى اتصال من شخص مجهول ادعى أنه يعكس وجهة نظر زوجة الأبناء حول الوضع العائلي. أشار ذلك المتصل إلى أن المرأة المعنية كانت منتقبة أثناء المكالمة، وتلفظ بعبارة صادمة تؤكد وجود خلاف عميق في العلاقة الزوجية. كما أضاف: مراتك مش بتحبك وبتخونك وطلقها. وتأتي هذه التفاصيل في سياق التحقيقات التي تحاول فكّ طلاسم الشكاوى العائلية والوقائع السابقة على حادثة القتل التي حُدّدت كجزء من جريمة البيني، دون أن تسفر عن تفسير مباشر لوقائع الجريمة نفسها في تلك الحظة.
أقوال والد الضحايا أمام جهات التحقيق
أمام جهات التحقيق تباينت أقوال والد الضحايا في إطار سرد زمني يحافظ على تماسك التفاصيل المعروضة في التحقيق. وفيما يلي عرض لإجمال ما ورد على لسانه من أسئلة وأجوبة وفق ما نُشر من نص التحقيقات:
– س: متى تركت زوجتك مسكن الزوجية لأول مرة؟
ج: في نص شهر.
– س: وما سب تركها لمنزل آنذاك؟
ج: واله معرفش، هو كل الى حصل إنها بقيت مش عايزاني وبتهجرني وبتقولي طلقني على طول وأنا معرفش ليه.
– س: وإلى أين كانت وجهة زوجتك عقب تركها لمسكن الزوجية؟
ج: كانت بتروح بيت أمها الي في شبرا الخيمة.
– س: وما تصرفك تجاه هجر زوجتك لمسكن الزوجية في تلك المناسبة؟
ج: روحت واتكلمت مع عمها وقولتله على الى حصل، وهو اتكلم معاها وصالحنا على بعض وقالي خلاص إنها هترجع البيت وفعلًا أخوها رجعها البيت تاني يوم على طول.
– س: وكيف كانت العلاقة فيما بينكما عقب عودة زوجتك لمسكن الزوجية؟
ج: برده من أول ما رجعت وهي فضلت زي ما هي ومش عايزاني وعلى طول هجراني وفضلت كدا لحد ما سابت البيت تاني ومشيت.
– س: ومتى تركت زوجتك مسكن الزوجية في المناسبة الثانية؟
ج: هي لما رجعت أول مرة قعدت في البيت حوالي أسبوع وسابت البيت تاني ومشيت.
– س: وما سب هجرها لمسكن الزوجية في تلك المناسبة؟
ج: أنا مش عارف هي زى ما قولت اتحولت عليا وبقيت علطول مش طيقاني.
– س: وإلى أين كانت وجهة زوجتك عقب تركها لمسكن الزوجية في تلك المناسبة؟
ج: راحت برده بيت أمها وفضلت المرادي قاعدة كثير في بيت أمها.
– س: وما المدة التي مكثت زوجتك خلالها بمسكن والدتها تلك المناسبة؟
ج: المرة دي قعدت كثير مكن حوالي شهر.
– س: وساعتها لقيت رقم غريب كلمني وادعى إن مراتي بتخوني.
ج: نعم.
– س: وكيف كان التواصل بينك وبين زوجتك خلال تلك الفترة؟
ج: أنا كنت عمال أحاول أكلمها عشان أعرف مالها وأرجعها بس هي مكانتش موافقة في الأول خالص.
هذه العبارات والكلمات توضح مساراً عائلياً متوتراً ومناقشات تكرت مع أفراد من الأسرة في فترات الانفصال والعودة إلى المسكن، كما تشير إلى وجود اتصالات خارجية ادعت وجود خيانة محتملة، وهو ما تضافر مع سياق التحقيق في جريمة البيني دون أن يبين صلة هذه التفاصيل بشكل مباشر بإحداث الواقعة.
تكرار الانفصال والعودة إلى المسكن والعلاقة بعد العودة
يبرز من أقوال والد الضحايا أن الانفصال الأول حدث في مدة لم تُعلن بشكل دقيق، وأن العودة إلى المسكن لم تفضِ إلى تحسن يذكر في العلاقات الزوجية. فبحسب أقواله، كان ظاهر العلاقة بعد العودة كما كانت قبل الانفصال: “برده من أول ما رجعت وهي فضلت زي ما هي ومش عايزاني”، وهو ما يعكس استمرار الخلاف وعدم التوافق بين الطرفين. ثم جاءت موجة الانفصال الثانية بعد أن مكثت في بيت الأم لمدة أسبوع، لكنها سارت على نفس النمط السابق من الهجر وعدم الاستقرار العاطفي، إذ تعود وتغادر لمرة الأخيرة، وتختار العودة إلى بيت أمها مرة أخرى.
المدة التي تقضيها الزوجة في بيت والدتها تشكل جزءاً من ملابسات القضية، إذ أشارت الرواية إلى أن هذه الإقامـة امتدت نحو شهر في المرة الأخيرة، مع وجود مؤشرات على تغيرات في سلوكها خلال تلك الفترة. وفي سياق هذه الفترة، تلقّى والد الضحايا اتصالاً من رقم غريب ادعى بأن زوجته تخونه، وهو ما يعز وجود توتر وتداعيات عائلية معقّدة تعلن عن وجود أبعاد نفسية واجتماعية معقدة ضمن إطار جريمة البيني.
كان من الازم وفق مصادر التحقيق أن يتواصل الأب مع زوجته لمعرفة حالها وإعادة الأمور إلى مجراها، إلا أن الإجابة جاءت رافضة وتأكيداً لاستمرار الخلاف وعدم التوافق. ومع هذا التوتر المستمر، ظل الق قائماً حول مصير أفراد الأسرة وباقي تفاصيل الحياة اليومية، والتي قد تكون مرتبطة بجريمة البيني بشكل غير مُباشر وبعيد عن تفاصيل الحدث الرئيسي نفسه.
المكالمات الهاتفية والتواصل خلال فترات الانفصال
أفاد والد الضحايا بأنه خلال الفترة التي تلت الانفصال الثاني، تلقى مكالمة من رقم غريب ادعى أن زوجته تخونه. وقد وصف الاب كيف حاول التواصل مع زوجته لمعرفة وضعها والوقوف على سب الانفصال المستمر، لكنه أكد أن الجهة المقابلة لم تكن توافق منذ البداية على عودة العلاقات، وهو ما يعز الإحساس بالقطيعة المستمرة بين الطرفين. وفي هذه النقطة، يبرز السؤال حول هل كانت هناك إشارات أو اتصالات أخرى مرتبطة بأنشطة خارجية أو تدخلات خارجية أثّرت في القرار العائلي، لكنه لم يرد ذكر أي تفاصيل إضافية من النص الموثوق.
وبالرغم من محاولات الأب المستمرة، لم يتحق لها، وفق أقواله، وجود توافق حقي يجعل الأمور تسير نحو استقرار عائلي. وهذه المعطيات تشي بأن الخلافات قد تزايدت مع مرور الوقت، وهو ما ينعكس فيما بعد في سلة الأحداث التي تقود إلى جريمة البيني، وفقاً لتحقيقات المعروضة. يظل الحفاظ على السلامة العائلية وقف نزيف الخلافات من القضايا الكبرى التي تثار عندما تقاطع العواطف والعلاقات الأسرية مع الوقائع الجنائية الكبرى.
قراءة أولية في سياق جريمة البيني وتداعياتها
تمثل تفاصيل أقوال والد الضحايا جزءاً من الصورة الأكبر التي تناول جريمة البيني في منطقة فيصل. فهذه الروايات تعطي إطاراً لفهم الضغوط العائلية والتوترات التي ربما كانت موجودة قبل وقوع الواقعة الأليمة. ومع أن التحقيقات قد كشفت عن وجود مكالمة غريبة ادعى فيها شخص بأنه يتحدث باسم زوجة الأبناء وأنها قد تخون زوجها، فإن ربط هذه التفاصيل مباشرةً بالحادثة الكبرى يحتاج إلى ما يؤكده المسار القضائي والادعاء العام من نتائج وفحوص. وتظل أقوال الوالدين والغير مقترنة بقرائن ثابتة في إطار التحقيقات في جريمة البيني جزءاً من مجمل الإجراءات التي تبذلها جهات التحقيق لوصول إلى الحقيقة، مع التنبيه إلى أن أي استنتاجات خارج ما يرد في نص التحقيقات قد تكون محتملة في مراحل لاحقة من القضية.
إن هذه الوقائع، كما وردت في أقوال والد الضحايا، تعكس مدى التعقيد الذي يحيط بحياة أسرة قد فقدت في نهاية المطاف أطفالها، وتدفع المحقين إلى توخي الحذر في ربط تفاصيل الخلافات العائلية بارتكاب الجريمة بشكل مباشر. وتبقى الصورة الكلية مرتبطة بمسار التحقيقات وتقيم الجهات القضائية لما إذا كانت هذه الخلافات قد لعبت دوراً في الحدث، أم أن أمور أخرى هي التي دفعت إلى ارتكاب الجريمة. والمهم هنا هو أن نص التحقيقات الذي نشرته وسائل الإعلام يعكس وجود سلة من الأحداث العائلية المترابطة، وجملة من الاتصالات والمشاحنات التي أضافت طبقة من التعقيد على القضية المعروفة إعلامياً بجريمة البيني فيصل.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































