كتب: علي محمود
استقبل مركز إبداع مصر الرقمية (كريتيفا) في محافظة أسوان وفدًا رفيع المستوى من برنامج الأم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون بين المؤسات الدولية والوطنية لخدمة التحول الرقمي وريادة الأعمال في صعيد مصر. وتُعد هذه الزيارة خطوة مهمة تعكس الثقة الدولية بالقدرات المصرية وتأكيدًا على مسار التنمية الذي تعتمد عليه الدولة في نشر المعرفة الرقمية وتطوير المهارات التكنولوجية. وتندرج هذه الفعالية ضمن جهود متعدة تجمع بين جامعة أسوان ومراكز الابتكار والتدريب لتقوية الكوادر الشابة وتمكينهم من مواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
زيارة وفد UNDP إلى مركز إبداع مصر الرقمية بأسوان
أُقيمت الزيارة بحضور الدكتور لؤي سعد الدين نصرت رئيس جامعة أسوان، إضافة إلى وفد من الأم المتحدة ضم ثلاث شخصيات رفيعة. حيث شارك Ahuna Eziakonwa، المدير الإقليمي لأفريقيا برنامج الأم المتحدة الإنمائي، إلى جانب Katharine Broks، المستشارة الأولى لمدير الإقليمي لأفريقيا، وChitose Noguchi، المثلة المقيمة لمكتب مصر في برنامج الأم المتحدة الإنمائي. وكان الهدف من وجود هذه الكوكبة من القيادات هو الوقوف على أنشطة وخدمات مركز كريتيفا في مجالات تنمية المهارات الرقمية ودعم رواد الأعمال الشباب في صعيد مصر، وبحث آفاق التعاون بين المركز ومكاتب الأم المتحدة في مصر.
وفي عرض تقديمي من مثلي المركز، جرى استعراض أدوار المؤسات الثلاث داخل المركز، وهي معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC)، والمعهد القومي لاتصالات (NTI). وقد تبعت العروض البرامج التدريبية والمبادرات المقدمة في مجالات تكنولوجيا المعلومات وريادة الأعمال والاتصالات والبنية التحتية الرقمية، بهدف تأهيل الكوادر الشابة وتمكينها من مواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وهو هدف يتماشى مع رؤى التنمية المستدامة التي تبرزها برامج الأم المتحدة والجهات الوطنية.
وفي هذا السياق، قدم الدكتور لؤي سعد الدين نصرت رئيس الجامعة عرضًا بعنوان دور الجامعة في خدمة المجتمع وتنمية قدرات الشباب. أكد أن التكامل بين جامعة أسوان ومركز كريتيفا يعز منظومة الابتكار في صعيد مصر، ويعطي مثالاً واقعيًا على كيفية توظيف المعرفة الرقمية في خدمة المجتمع المحلي وتحقيق التنمية الشاملة في المحافظة وربما في صعيد مصر كل. كما أشار إلى أن الزيارة تعكس ثقة المؤسات الدولية بقدرات الدولة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وتؤكد أن العمل المشترك بين الجامعات ومراكز الإبداع يعز أثر مشاريع التحول الرقمي على مستوى المحافظات.
دور مراكز التدريب والابتكار داخل مركز كريتيفا
أوضح مثلو المركز خلال الجولة الترويجية أن مركز كريتيفا يتبنى منظومة متكاملة تجمع بين ثلاثة مكونات رئيسة: معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC)، والمعهد القومي لاتصالات (NTI). وتؤمن هذه المكونات برامج تدريبية ومبادرات عملية في مجالات حيوية مثل تكنولوجيا المعلومات، وريادة الأعمال، والاتصالات والبنية التحتية الرقمية. والهدف من هذه البرامج هو إعداد كوادر شابة قادرة على مجابهة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وتوفير فرص عمل جديدة في المناطق غير التقليدية من الاقتصاد الرقمي، وهو ما يعز من مخرجات التنمية المحلية في صعيد مصر.
كما أبرزت العروض المسارات العملية التي يتيحها المركز، من بينها قاعات تدريب حديثة تجهز المتدربين بأحدث المهارات الرقمية وتقنيات المعمل والتطبيقات الصناعية الرقمية. وتأتي هذه المسارات في إطار سعي المركز إلى تمكين الشباب من ترجمة أفكارهم إلى مشاريع حقية، وربطها بسوق العمل عبر مسارات ريادية متكاملة تشمل التطوير البرمجي، التصميم، والتصنيع الرقمي. وتُعد هذه المناخات البيئية التعليمية حجر الزاوية في بناء جيل جديد من المبدعين القادرين على تحويل المعرفة إلى فرص عمل مستدامة.
الجولة الميدانية والأنشطة المصاحبة
تخلت الزيارة جولة ميدانية داخل مقر المركز شملت قاعات التدريب التابعة لمعهد تكنولوجيا المعلومات، ومعمل التصنيع الرقمي (Fabrication Lab)، بالإضافة إلى مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال. وقد راقب الوفد فعاليات مسابقة SONO لريادة الأعمال وتفاعل مع الفرق المشاركة من الشباب المبتكرين، وهو الأمر الذي يعكس الحيوية والقدرة على توليد أفكار جديدة وتحويلها إلى مبادرات اقتصادية تعز من فرص العمل في المنطقة.
وتم خلال الجولة استعراض آليات الدعم المقدمة لرواد الأعمال الشباب، بدءاً من تدريبهم على مهارات الابتكار وتطوير النماذج الأولية وحتى مرحلة تحويل المشروع إلى منتج قابل لتسويق. كما أُشير إلى أن الأنشطة تعز التعاون بين المؤسات الأكاديمية ومراكز الابتكار بما يتيح لمتدربين الدخول إلى بيئة حاضنة تشجع على التجربة والاختبار والتعلم من الأخطاء. وتؤكد هذه الأطر أن المركز ليس مجرد مكان لتدريب، بل منصة حيوية تُطلق طاقات الشباب وتربطهم بسوق العمل وتوفر لهم فرص تمكين اقتصادي.
تقدير المجتمع الدولي وتطلعات المستقبل
وصف الدكتور لؤي سعد الدين نصرت خلال حديثه عن الزيارة أن ما يعرضه مركز كريتيفا بأسوان هو نموذج واقعي لرؤية مصر نحو مستقبل رقمي واعد يقوم على الإبداع والمعرفة والشراكة الدولية. وأضاف أن زيارة وفد الأم المتحدة تعبير عن الثقة في القدرات المصرية وتأكيد على نجاح الدولة في نشر المعرفة الرقمية في مختلف المحافظات، مع تركيز خاص على محافظات الصعيد التي تشهد تنفيذ مبادرات التحول الرقمي وتطوير ريادة الأعمال. وأعرب وفد الأم المتحدة عن تقديره الكبير لجهود المبذولة في تطوير بيئة داعمة لابتكار في صعيد مصر، مشيدًا بتميز مركز كريتيفا كمنصة لتأهيل الشباب وتوسيع فرص العمل الرقمي في المنطقة.
وتعكس النتائج التي تم التوصل إليها خلال الزيارة رغبة مشتركة في مواصلة العمل معًا على نحو يواكب التغيرات السريعة في التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. وتؤكد التصريحات على أن التعاون القائم بين جامعة أسوان ومركز كريتيفا ومكاتب الأم المتحدة يسعى إلى بناء جيل شاب مبدع وقادر على تحويل الأفكار إلى مشاريع مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز القوة الاقتصادية لمجتمعات المحلية في صعيد مصر.
التزامات مستقبلية وتكامل مستمر
وخلال القاء، أكد الطرفان التزامهما باستدامة مبادرات التحول الرقمي والتعليم الرقمي، مع الإشارة إلى أن الشراكات الدولية تمثل رافعة مهمة لتطوير البيئة الرقمية وتوسيع نطاق فرص العمل في المناطق الأقل حظًا من التنمية. وتؤكد هذه الرؤية أن التعاون بين المؤسات الدولية والجهات الوطنية سيستمر في تقديم برامج جديدة وتطوير الآليات والموارد الازمة لتنمية المهارات التكنولوجية وبناء قدرات رواد الأعمال الشباب في صعيد مصر.
وبهذه التطورات، تظل أسوان نموذجًا عمليًا يوضح كيف يمكن لمراكز البحثية والجامعات الوطنية أن تكامل مع المبادرات الدولية في مسار التحول الرقمي والابتكار. وتؤكد الأطراف المعنية أن هذه المسارات لن تقف عند حدود الزيارات والقاءات، بل ستطور إلى مشاريع ومبادرات تنفيذية تدعم المجتمع المحلي وتخلق فرص عمل حقية في الاقتصاد الرقمي الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
