كتب: علي محمود
تعود بعثة منتخب ناشئي اليد مواليد 2008 إلى القاهرة مساء اليوم الأحد في تمام الثامنة مساءً قادمة من المغرب، وذلك بعد أن حققت إنجاز فضية المونديال في بطولة العالم الأولى للناشئين. وقد أظهر المنتخب في هذه البطولة أداءً مشرفاً يعكس الاستعداد العالي لهذه الفئة وقدرته على التنافس في المحافل العالمية. لقد حجزت كتيبة الفراعنة الصغار مكانها في التاريخ من خلال تقديم مستوى يليق بسمعة الرياضة المصرية على الساحة الدولية. وتؤكد هذه النتيجة أن الاستثمار في قطاع الناشئين يمكن أن يؤتي ثماره بشكل ملموس، وأن الجيل الجديد يمتلك مقومات المنافسة في البطولات الكبرى.
الوصول والعودة إلى القاهرة
وتغادر بعثة منتخب ناشئي اليد المغرب في الساعة الثانية ظهرًا في طريق عودتها إلى أرض الوطن. ستصل الرحلة إلى القاهرة في المساء، ليكون يوم العودة مناسبة لإعادة ترتيب الأوراق وفتح صفحة جديدة في مسيرة كرة اليد المصرية. وبعد وصولها إلى مطار القاهرة، ستتجه الأعين إلى هذا الجيل الذي استطاع أن يحصد فضية المونديال ويثبت أن مصر قادرة على التواجد بقوة في بطولات الناشئين العالمية. هذه العودة لا تحمل طابعا مكانيا فحسب، بل تحمل رسالة عن القيم الرياضية والجهد الجماعي الذي أسهم في هذا الإنجاز التاريخي. خاض المنتخب مسارات تحدٍ طويلة داخل أروقة البطولة العالمية، وتحديداً في منافسات أقرانه من مدارس الكرة الحديدية التي تنافس في القارة الأوروبية والأمريكتين، وهو ما يجعل العودة إلى الوطن محطة لتقييم الأداء وتخطيط الخطوات التالية.
محطات البطولة وأبرز الانتصارات
تمكن منتخب ناشئي اليد من تحقيق سلسلة انتصارات مميزة خلال مشواره في المونديال. فقد واجه المنتخب البرازيلي والولايات المتحدة والمغرب في مواجهات حاسمة أظهرت مستوى عالياً من الانضباط والتكتيك. كما كتب الفريق صفحة تاريخية بفرزه الفوز على المنتخب الإسباني، بطل أوروبا، في الدور قبل النهائي، وهو إنجاز يؤكد قدرة مصر على مواجهة أعتى الفرق العالمية في فئته. أما النهائي فشهد مواجهة مثيرة أمام ألمانيا، انتهت بفارق هدف واحد لمصلحة الخصوم، بنتيجة 44-43. ورغم ذلك، فإن خروج الفريق بالفضية من هذا العرس العالمي لم يزعزع الثقة في قدرات هذه الأجيال؛ بل على العكس أكد أن المنتخب المصري أصبح رقماً صعباً وقوياً في ساحة كرة اليد للناشئين. وبذلك أظهر الفريق قدرة ملحوظة على منافسة أقوى البلدان في العالم، وهو ما يعزز الاعتراف الدولي بمستوى التدريب والتطوير في الكرة اليد المصرية.
فضية المونديال تكتب تاريخاً لمصر
هذه الفضية ليست مجرد عنوان إنجزة فحسب، بل تمثل علامة فارقة في مسار الكرة اليد المصرية. فقد أبانت عن وجود جيل واعد يملك مقومات النجاح على الصعيدين الفني والمعنوي، وفتح أمامه أفق المشاركة في بطولات عالمية قادمة بمستوى عالٍ من الثقة والانضباط. كما أن النتائج التي تحققت في المونديال تعكس توافر بنية تحتية تؤهل الكرة اليد المصرية للنمو والتطور، وتؤكد أن التنافس ليس حكراً على الدول التقليدية بل يمكن لمصر أن تكون منافساً حقيقياً على منصات التتويج. هذه الفضية، بحسب المتابعين، هي بمثابة رسالة إيجابية إلى الرياضة المصرية بوجه عام، وإشارة إلى أن الاهتمام بالناشئين يثمر في أطر زمنية قصيرة ومتوسطة وبعيداً عن توصيفات مؤقتة. ومع تبني الاتجاه الصحيح من قبل المؤسسات المعنية، يمكن لهذا الجيل أن يقود مساراً يتكامل مع بطولات الكبار في المستقبل.
إشادة رسمية واحتفال مرتقب
أدلى الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بتصريحات أشاد فيها بما حققه المنتخب من إنجاز عالمي خلال هذه المسابقة الرياضية الكبيرة. كما أعرب عن فخره بأداء اللاعبين والجهاز الفني، مؤكدًا أن الإنجاز يعد انعكاساً واضحاً للجهود التي بُذلت في قطاع الناشئين وللخطة الطويلة المدى التي تعمل من خلالها أجهزة الرياضة المصرية. وفي إطار الاعتراف الرسمي بهذا المستوى العالي من الأداء، أعلن عن تنظيم استقبال رسمي واحتفالية تليق بما قدمه أبطال اليد الصغار، مع التأكيد على أن اتحاد كرة اليد المصري يُعدّ رمزاً للبطولات والإنجازات التي تواصل كتابة التاريخ للرياضة المصرية. ومن المتوقع أن تكون هذه الاحتفالية بوابة لتعزيز الوعي العام حول أهمية الاستثمار في المواهب الشابة وتوفير المناخ المناسب لتطويرها ورفع مستواها إلى آفاق أرحب.
الأثر على الأجيال القادمة لكرة اليد المصرية
يثير هذا الإنجاز موجة من التفاؤل في أوساط الرياضيين والمحبين لكرة اليد على حد سواء، حيث يضع معياراً جديداً للنجاح ويؤكد قدرة مصر على المنافسة العالمية في هذه الفئة العمرية. إن وجود ميدالية فضية في بطولة لاول مرة من نوعها داخل العالم للناشئين يمثل دفعة معنوية كبيرة للفرق الشابة وللمدربين ولإداريي اللعبة. وهذا ما يعزز الثقة في قدرة الأجيال القادمة على التحليق بعيدا في البطولات الدولية المقبلة، ويدفع اللاعبين الصغار إلى العمل بجدية أكبر من أجل الوصول إلى مستوى البطولات الكبرى. كما أن رفع مستوى الحصيلة الفنية في هذه الفئة يسهّل استقطاب المزيد من الدعم والموارد اللازمة لبناء قاعدة أوسع من المواهب الشابة، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على المنتخب الوطني الأول في المستقبل القريب.
—
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.













































































































