كتب: علي محمود
شهدت مديرية أوقاف كفر الشيخ اليوم افتاح مركز إعداد محفظي القرآن الكريم بمدينة كفر الشيخ، وهو حدث يحمل في طياته أبعاداً دينية وتربوية وبرؤية وطنية واضحة تماشى مع أولويات الوزارة في حفظ القرآن وفهمه وتدبر معانيه. جاء الافتاح في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بعلوم القرآن وإعداد جيل من المحفظين ذوي الكفاءة العلمية والمهارية العالية، وهو ما صرح به الوزير الدكتور أسامة السيد الأزهري، خلال رعاية الحدث. وقد حضر الافتاح عداً من القيادات الدينية والإدارية المعنية بشؤون الدعوة والتربية الإسلامية، ما يعكس أهمية المشروع وارتباطه بتعزيز منظومة التعليم القرآني بمنظور أكاديمي وتواصلي مع المجتمع المحلي.
وقد حرصت مديرية أوقاف كفر الشيخ على توضيح أبعاد هذه المبادرة من خلال كلمات شملت عدة عناوين رئيسية، منها الأهداف والغايات والآثار المتوقعة من المركز، مع الإشادة بالجهود المبذولة من قبل جميع القائمين على المشروع. وبحسب ما ورد في الحفل، فإن المركز ليس مجرد مكان لحفظ القرآن وتلاوته فحسب، بل هو محطة تربوية يسعى من خلالها إلى مزج الحفظ بالدراسة والفهم والتدبر، ليكون المحفظون نموذجاً متكاملاً يربط بين المعرفة والخلق والعمل الدعوي. كما أشار المشاركون إلى أن هذا المشروع يقف ضمن إطار عمليات توسيع التعليم القرآني المنضبط وربطه بسياقات الحياة اليومية لنشء والشباب، بما يخدم رسالة الأوقاف في عمارة بيوت اله بالعلم والفكر الوسطي.
أهداف مركز إعداد محفظي القرآن الكريم في كفر الشيخ
يبرز المركز، وفق ما أكدته المصادر الرسمية، كخطة استراتيجية ضمن توجيهات وزارة الأوقاف الرامية إلى تأهيل محفظين على قدر عالٍ من الإتقان العلمي والمهاري. فالمركز يسعى إلى الجمع بين حفظ القرآن الكريم بآداء متقن وفهم دقيق لمعانيه وتدبره في سياقات تطبيقية تربوية ودعوية، وهو ما يعز رسالة الوزارة في نشر الفكر الوسطي المستنير ومواجهة كل فكر متطرف. وتعدى أهداف المركز وظيفة الحفظ إلى بناء قدرات تؤهل المحفظين لقيام بدور تعليمي وتربوي فعّال داخل بيوت اله وخارجها، مع التزام بالأخلاقيات والقيم الإسلامية السامية. كما يتضمن الهدف إعداد جيل من المحفظين المتخصين الذين تكون لهم قدوة في الخلق والعلم والعمل، وهو توجيه ينسجم مع التعاليم القرآنية النيرة والسنة المشرفة. ويؤكد القائمون أن الحفظ ليس غاية بحد ذاته، بل أحد مدخلات بناء شخصية علمية وخلقية قادرة على إحياء قيم القرآن وتطبيقها في الحياة اليومية لمجتمع.
وتُطرح آليات العمل في المركز بصورة منهجية تسم بالاستمرارية والتقيم المستمر. وتُبنى البرامج على أس علمية رصينة تدمج الجانب النظري بالجانب العملي، مع تعزيز مهارات التلاوة والتحفيظ وتدعيم قدرات المحفظين في التفسير والتدبر وربط ذلك بفهم معاني القرآن الكريم. وتُعدّ هذه الخطة إطاراً يستند إلى معاير مؤسية تسعى إلى رفع كفاءة المحفظين وتطوير قدراتهم الإبداعية في أساليب التعليم القرآني، بما يضمن استدامة الإتقان وتحقيق أثر طويل الأمد في المجتمع.
أدوال ومشاركون في افتاح مركز إعداد محفظي القرآن الكريم
شارك في افتاح المركز عد من الشخصيات البارزة في مجال الدعوة والتربية الإسلامية، بمن فيهم الشيخ معين رمضان يونس، مديرية أوقاف كفر الشيخ، الذي وصف المشروع بأنه ثمرة لتوجيهات وزارة الأوقاف الرامية إلى تأهيل محفظين وفق معاير عالية من الإتقان والكفاءة. كما حضرت الدكتورة عبد القادر سليم، مدير الدعوة، والشيخ ياسر الغول، مدير الإدارات، إضافة إلى الدكتور طلعت أبو حلوة، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدسوق وعميد مركز إعداد محفظي القرآن الكريم. وفي كلمته خلال الافتاح، أكد الشيخ معين يونس أن إنشاء هذا المركز يمثل خطوة مهمة في إطار تعزيز القدرات القرآنية، والارتقاء بجودة التحفيظ مع الانخراط في فهم المعاني وتدبرها وتوظيفها في الحياة اليومية لمجتمع.
وأفاد الدكتور طلعت أبو حلوة بأن الهدف من المركز يتجاوز الحفظ إلى إعداد جيل من المحفظين المتخصين الذين يكون قدوة في الخلق والعلم والعمل. واستشهد بنصين من القرآن والسنة، قال اله تعالى في سورة فاطر: “إن الذين يتلون كتاب اله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور” (فاطر: 29)، إضافة إلى قول النبي محمد صلى اله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري). كما أسهمت تصريحات الدكتور عبد القادر سليم في إبراز هذا المركز كمعلم منارات العلم القرآني في محافظة كفر الشيخ، وبيّنت أن المركز سيسهم في رفع كفاءة المحفظين وترسيخ رسالة الأوقاف في عمارة بيوت اله علماً وخلقا وفكراً. وأكد سليم أن حفظ القرآن لا يقتصر على التلاوة فحسب، بل يشمل العمل به والتحلي بأخلاقه، ما يعكس عمق العمل التربوي الذي يُخط له المركز ويعز الصورة الشاملة لمشروع.
رؤية المركز في نشر الفكر الوسطي وتطبيقه
يشير القائمون إلى أن المركز يضع في صلب رسالته نشر الفكر الوسطي المستنير كإطار عام لعمل الدعوي والتعليمي، وهو ما يعز الثقة بالمناهج التي ستُدرّس وتُطبق داخل المركز وخارجه. فالتوجيهات الواضحة تؤكد أن الحفاظ على القرآن وتدبر معانيه ليس غايةً دينية فحسب، بل هو رافدٌ لبناء منظومة قيمية وأخلاقية تواكب متطلبات العصر. ويستند هذا إلى مفاهيم قرآنية وتوجيهات نبوية تُبرز أهمية العلم والعمل معاً في خدمة المجتمع، وهو ما يعكسه التزام المركز بالربط بين الحفظ والدراسة والتطبيق السلوكي.
الإطار العام لخطة الوزارة ورعاية القيادة
يتكامل افتاح مركز إعداد محفظي القرآن الكريم مع خطة وزارة الأوقاف الهادفة إلى توسيع دائرة التعليم القرآني المنضبط وربطه بحياة النشء وتدبره وتطبيقه، وهو نهج يؤطره الدعم المستمر من القيادة السياسية والدينية في مصر. وتؤكد المصادر الرسمية أن هذا الدعم يساعد في ترسيخ قيم العلم والمعرفة داخل المجتمع، ويعز قدرة المحفظين على خدمة بيوت اله وآفاق المجتمع بما يضمن بناء الإنسان المصري علمًا وخلقاً. وتؤكد كذلك أن مثل هذه المبادرات تخلق جسور التواصل بين المؤسات التعليمية والدينية وبين المجتمع المحلي، وتدعم جهود نشر القرآن وعلومه على نحو عملي وملموس.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































