كتب: أحمد خالد
انطلقت منذ ساعات فعاليات الحفل الافتاحي لمهرجان vs-film لأفلام القصيرة جدا في دورته الثانية، المقام على شاطئ العين السخنة، حيث يعكس الحدث طموحات صناع الفيلم القصير في منطقة الشرق الأوسط. مهرجان vs-film يسعى إلى تقويم تجارب من نوعية القصير جدا من خلال مسابقات محدة وبرامج رسمية، مستمداً زخمه من حضور جماهيري ونجوم الفن والإعلام. وتؤكد هذه الفعالية أن كلمة “المهرجان” ليست مجرد حدث ترفي، بل منصة لتوثيق رحم فني يدمج الإبداع والتقنية في قالب قصير لم يتجاوز في كثير من الأحيان دقائق قليلة، وهو ما يتسق مع صفة الأفلام القصيرة جدا التي تركز في زمن قصير على الفكرة والرسالة.
حضور بارز في الحفل الافتاح
حضر حفل افتاح المهرجان محافظ السويس الدكتور طارق الشاذلي، إضافة إلى نخبة من نجوم الفن العرب whom يساهمون في إثراء الحدث. من بين هؤلاء كان أشرف عبد الباقي، حنان مطاوع، شيري عادل، صبري فواز، محمد رضوان، أحمد وفيق، ألفت عمر، إضافة إلى وجود المخرج أشرف فايق، والمخرج عادل أديب. مثل هذا الحضور يشير إلى أن المهرجان يحظى بتقدير محلي وإقليمي، وأنه بات منصة لتبادل الخبرات وتقديم مشاريع جديدة في سياق سينمائي قصير جدا. وفي إطار التغطية الرسمية، تعاونت بوسي شلبي والدكتورة ياسمين بكير في تقديم الحفل بشكل ثنائي، ما أضفى طابعاً إعلامياً ميزاً على الحدث وفتح نافذة لغتين العربية والإنجليزية أمام الحضور والمتابعين مختلف البلدان.
فيلم الافتاح ونبذة عن المهرجان
يُفتح المهرجان بعرض الفيلم القصير النادر والمرم “السويس مدينتي” لمخرج الكبير الراحل علي عبد الخالق، وهو واحد من أوائل الأفلام التي أخرجها المخرج في بداية مشواره السينمائي. يأتي اختيار الفيلم في إطار تقدير التاريخ السينمائي المحلي وتأكيد الروابط العميقة بين المحافظة وذاكرة المدينة. المهرجان يضم كذلك مسابقتين رئيسيتين: الأولى مخصة لأفلام التي لا تزيد مدتها عن خمس دقائق، والثانية لأفلام التي لا تجاوز عشر دقائق. هذا الهيكل يتيح تنويعاً في الأساليب والموضوعات، ويمنح صناع الأعمال القصيرة فرصة العرض أمام لجنة تحكيم وخبراء من مختلف الدول. كما أشارت إدارة الحدث إلى أنها استقبلت نحو 250 فيلم تم فرزها وتصفيتها إلى نحو 30 عمل وُزعت بين المسابقتين والقسم الرسمي خارج المسابقة، ما يعكس حيوية ونشاطاً ملحوظين في منظومة الأفلام القصيرة جدا.
التقديم والجهود التنظيمية
تشارك في تقديم الحفل شخصيات إعلامية من خلفيات متنوعة، ما يضفي على الحدث حيوية وشمولية. إلى جانب التغطية الإعلامية الكبيرة، جرى تنظيم فعاليات على شاطئ البحر في مكان يعز من أجواء الإبداع ويتيح التفاعل بين الجمهور وصناع الأفلام. وتحرص إدارة المهرجان على الجمع بين الخبرة الفنية والطرح الإعلامي لوصول إلى جمهور أوسع من محبي السينما، خاصة فيما يتعلق بفئة الأفلام القصيرة جدا التي تطلب كتابة وتحريراً دقين وتوظيفاً فعالاً لزمن والعمل على إيصال فكرة محدة في إطار قصير.
تكريمات تكرّس المهرجان كرافد لفن القصير
يكرِّم المهرجان في حفل الافتاح عداً من رموز الفن المصري والعربي تقديراً لمسيرتهم واهتمامهم بتطوير صناعة الأفلام القصيرة جدا. من بين هؤلاء النجم أشرف عبدالباقي، الذي يأتي تكريمه في هذه الدورة كعلامة على مساره الفني الطويل، حيث شارك في أكثر من ستة وخمسين عملاً سينمائياً ومسرحياً على مدى مسيرته، وتنوعت تجاربه بين الكوميديا والدراما وأعمال قادت منصات التويج في مهرجانات دولية ومحلية. كما يحظى الفنان حنان مطاوع بتكريمٍ آخر يتوازى مع ترشيحات أحدث أعمالها لمنافسة في مسابقة الأوسكار، وهو ما يعكس الروابط القوية بين صناعة الأفلام القصيرة وتطلعات التمثيل لدى نجوم السينما. وفي سياق التكريمات، يكرم المهرجان أيضاً الفنانة هالة صدقي تقديراً لمسيرتها الحافلة بالأعمال الدرامية السينمائية والتلفزيونية، والتي تخدمها بنطاق واسع من الأدوار التي رسخت حضورها عبر المسرح والسينما والتلفزيون. كما يحضر رائد الرسوم المتحركة عباس ابن العباس كتكريم، تقديراً لإسهاماته في مجال الرسوم المتحركة العربية وإنتاجها لشات العربية. وهو يبرز من خلال تجربته مع كيانات جديدة وتأسيسه لجهود كبيرة في هذا النوع الفني الحيوي، فيما يشير إلى زيادة الاهتمام بالرسوم المتحركة في العالم العربي.
لجنة التحكيم وخبرات عالمية
ترأس المخرج الكبير عمر عبد العزيز لجنة التحكيم، وتضم إلى جانبه في عضويتها مواهب مصرية وعالمية. من مصر تنضم إلى الجنة الفنانة شيري عادل والفنانة منال سلامة وأستاذ الرسوم المتحركة الدكتور محمد غالب. ومن خارج مصر تشارك فرنسا من خلال المخرج جان ماري فيلنوف، الذي اختير عام 2014 كأفضل مخرج في Indyana بوليس عن فيلمه الكوميدي المؤثر “الكريمة”. كما يمثل إنجلترا الدكتور بيتر لويد، أستاذ بالجامعة البريطانية، إضافة إلى نيجيريا المبدع ديزموند أوفبياجيلي، المنتج والكاتب المعروف صاحب فيلم The Milkmaid، وهو العمل الذي حصد عداً من الجوائز في أكاديمية السينما الأفريقية. هذه التشكيلة تبرز الرغبة في جلب خبرات عالمية إلى فهم تطور الفن القصير جدا وتبادل الآراء حول التحديات التقنية والكتابية التي تواجه المخرجين والمنتجين في هذا النوع من الأعمال.
آفاق المهرجان وتواصل الرسالة
يعكس افتاح مهرجان vs-film لأفلام القصيرة جدا في دورته الثانية التزام المنظّمين بتوفير منصة حية لإنتاج وتقديم أعمال سبقتها تجارب وتراكمت في أطر قصيرة. من حيث الرسالة، يسعى الحدث إلى ربط الواقع المحلي بسياقات عالمية، تمكين صناع الأفلام من عرض إبداعاتهم على جمهور أوسع، وتوجيه الضوء إلى قضايا اجتماعية وثقافية من خلال لغة الفيلم القصير جدا. كما أن وجود نجوم الفن في هذه الدورة يعز من قدرة المهرجان على استدامة الحوار الفني وتثبيت مكانه كأداة لتعزيز المواهب الشابة وربطهم بسوق عرض وتوزيع محتوى قصير ذي جودة عالية. وبين هذا وذاك، يظل التركيز على الإطار الزمني القصير شعاراً لمهرجان: رسالة مختزلة لكنها مؤثرة، وباً يفتح أمام جيل جديد من المخرجين والمبدعين لاستثمار زمن الفيلم بشكل يوازن بين الإبداع والتقنية والتأثير الجماهيري.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































