كتب: أحمد خالد
رفضت الصين اليوم الاثنين مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بكين تجري تجارب نوية بشكل سري، معتبرة ذلك ادعاء بلا أساس يهدف إلى تشويش الرأي العام الدولي واستغلال التوترات بشأن موضوع الأسلحة النوية. وفي بيان رسمي نقلته شبكة تليفزيون الصين الدولية (سي جِي تِي إن)، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج أن الصين، كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودولة نوية ومسؤولة بات أمام الرأي العام العالمي، تلتزم بمبدأ “عدم البدء باستخدام الأسلحة النوية” وتدعم بشدة سلطة معاهدة الحظر الشامل لتجارب النوية. كما أكدت الصين أنها ستواصل التزامها باستراتيجيتها النوية لدفاع الذاتي، وتعبيرها عن إرادتها في وقف التجارب النوية. وفي الوقت نفسه، أعربت ماو عن أملها بأن تلتزم الولايات المتحدة بواجباتها المطبقة بموجب المعاهدة وأن تحافظ على وقفها الاختياري لتجارب النوية، وتخذ إجراءات ملموسة تدعم النظام الدولي لنزع السلاح النوي وعدم الانتشار وتقل من حدة التوترات المرتبطة بالملف النوي العالمي.
رد الصين على الاتهامات الأمريكية وتداعياتها الدولية
تُجمِع الصين في رد فعلها على هذه الاتهامات على أنها لا تستند إلى حقائق، وأنها تأتي في سياق مناخ سياسي يسعى إلى تحميل أطراف أخرى مسؤوليات قد لا تكون واقعية. وتلفت إلى أن التزاماتها الدولية تبنى التوازن بين الأمن الوطني ومساعي الاستقرار العالمي، وهو أمر تكرسته عبر التأكيد على سياسة عدم البدء باستخدام الأسلحة النوية كركيزة أساسية في منظومتها الأمنية. إضافة إلى ذلك، تشد الصين على دعمها القوي لسلطة معاهدة الحظر الشامل لتجارب النوية وتدعو جميع الدول إلى التزام بمواثيقها، لا سيما تلك المعنية بنزع السلاح وعدم الانتشار. وبينما تابع الصين التطورات الإقليمية والدولية، فإن بيانها يهدف إلى تثبيت موقفها كدولة تمتع بنفوذ في الساحة الدولية وتحمل مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن، وهو ما ينعكس في تأكيدها على أن موقفها ينسجم مع إطار القانون الدولي والاتفاقات الدولية ذات الصلة.
التزام الصين بالنوي والدفاع الذاتي وسياسة عدم البدء باستخدام الأسلحة النوية
لاحظت الصين أن تصريحها يعكس إصرارها على أن تكون سياسة “عدم البدء باستخدام الأسلحة النوية” جزءاً لا يتجزأ من نهجها الاستراتيجي. وتؤكد ماو نينج أن هذا النهج يعكس التزامها القوي بالدفاع الذاتي وليس بالتوسع أو العدوان. وفي ذات السياق، تشد الصين على دعمها المستمر لسلطة معاهدة الحظر الشامل لتجارب النوية باعتبارها أداة حيوية لحد من مخاطر التجارب النوية وتقليل احتمالات التفاقم النوي العالمي. كما توضح أن وقف التجارب النوية الذي أعلنت عنه في السابق ليس إلا جزءاً من مبدأها الثابت في الحد من انتشار الأسلحة النوية وتوفير بيئة أكثر أماناً على مستوى العالم. وفي هذه النقطة، تُبرز الصين أملها في أن تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها بموجب CTBT وتلتزم بوقفها الاختياري لتجارب النوية، وذلك كخطوة ملموسة نحو تعزيز النظام الدولي لنزع السلاح وعدم الانتشار، وهو ما سيعطي ثقة أكبر لجهود الدولية في مجال الحد من مخاطر الأسلحة النوية.
دور الصين كعضو دائم في مجلس الأمن ونظرتها لمسألة الأمن النوي الدولي
تؤكد الصين في تصريحاتها المتكرة مسؤوليتها كعضو دائم في مجلس الأمن، وتؤكد أن موقفها من المسائل النوية يسعى إلى الحفاظ على التوازن الدولي وتدعيم آليات التعاون بين الدول الكبرى وغيرها من الدول. وتبرز الصين من خلال هذا الأمر حرصها على ألا تحول قضية التجارب النوية إلى أداة لضغط السياسي أو وسيلة لإرباك استقرار النظام الدولي. وتُشد على أن مسؤوليها يلتزمون بمبادئ القانون الدولي وبالأطر المتفق عليها دولياً، بما في ذلك المعاهدات التي تحظر وتحد من التجارب النوية وينظرون إليها كإطار يحافظ على الأمن العالمي من مخاطر السلاح النوي. وفي إطار هذا التزام، تطلع الصين إلى مشاركة بناءة مع شركائها الدولين في مسارات الثقة المتبادلة والشفافية، بما يسهم في تقليل عناصر الخطر وتعزيز الاستقرار على المستويات الثنائية والمتعدة الأطراف.
أفق التعاون الدولي في إطار نزع السلاح النوي وعدم الانتشار ومسألة الثقة
يمثل موقف الصين في هذا السياق دعوة إلى حوار وظيفي وبناء، يهدف إلى تقليل مخاطر التصعيد النوي حول العالم. وفي الوقت ذاته تشد بيئة البيان على أنها ستواصل التزامها بـ”الدفاع الذاتي” كنهج يوازن بين الأمن الوطني ومسار السلام العالمي. وتؤكد الصين أن تعزيز نظام نزع السلاح النوي وعدم الانتشار يتطلب أن تعمل الدول الكبرى بمنظور مسؤول وتحمل تبعاتها في حفظ أمن الإنسان مخاطر أي استخدام محتمل لسلاح النوي. وفي هذا الإطار، يتفهم المجتمع الدولي أهمية CTBT كإطار جماعي، وتبقى الدعوات الصينية مركزة على الامتثال الكامل من قبل الولايات المتحدة وباقي الدول لتبني سلوك أكثر اتزاناً ومسؤولية في هذا الملف الحيوي، بما يسهم في بناء بيئة دولية أكثر أمناً واستقراً.
المقاربة الإعلامية والسياسية لصين تجاه التصريحات المتبادلة حول النوي
تنطلق الصين من قاعدة أساسية مفادها أن الحوار هو الطريق الأمثل لتخفيف التوترات وتجنب سوء الفهم. وتؤكد وزارة خارجيتها أن الاتهامات من هذا النوع لا تخدم الاستقرار الدولي وإنما تفتح باً لتراشق الإعلامي والسياسي دون أن تضيف شيئاً يذكر إلى القضايا الأمنية الحقية. وفي هذا السياق، ترى الصين أن موقفها يجب أن يبقى ثابتاً في حماية مبادئها ومصالحها الوطنية، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي الدولي في تعزيز آليات الرصد والشفافية تحت مظلة CTBT. وتضيف أن التعاون الدولي في هذا المجال يتطلب الثقة والتزاماً صادقاً من جميع الأطراف، وهو ما تسعى الصين إلى تعزيزه من خلال علاقات بناءة مع شركائها الدولين ومؤساتها الدولية.
خلاصة الموقف الصيني من التجارب النوية في إطار التزامات الدولية
ترى الصين أن موقفها من مسألة التجارب النوية يعتمد على مبادئ أساسية: الدفاع الذاتي كركيزة أمنية وطنية، ورفض البدء باستخدام الأسلحة النوية كسياسة ثابتة، والدعم القوي لسلطة CTBT كإطار دولي لحد من التجارب النوية. كما تؤكد الصين أن مكانتها كدولة نوية ودورية في مجلس الأمن تضيف عليها مسؤولية خاصة تجاه الاستقرار الدولي وعدم التصعيد. وفي حين ترفض بكين اتهامات بالتجارب السرية، فإنها تشد على أنها ستمر في متابعة التزاماتها وتدعو الولايات المتحدة إلى التحرك بخطوات عملية تهم الاستقرار العالمي وتدعم النظام الدولي لنزع السلاح وعدم الانتشار. وتبقى الصين متمسكة بموقفها في أن تكون أفعالها منسجمة مع القوانين والمعاهدات الدولية، مع الحفاظ على دفاعها الذاتي كخيار استراتيجي يقوم على التوازن والمسؤولية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































