كتب: صهيب شمس
أكد الدكتور خالد العناني، المدير العام المنتخب لمنظمة اليونسكو، أن المتحف المصري الكبير الواقع أمام أهرامات الجيزة ليس مجرد صرح يعرض آلاف القطع الأثرية الفريدة، وفي مقدمتها كنوز توت عنخ آمون التي تُعرض لمرة الأولى كاملة، بل إنه يمثل تحفة ثقافية ومعمارية وتكنولوجية تشكل جسرًا من الإبداع بين الماضي والمستقبل، ومكانًا تضيء فيه ذاكرة الحاضر وتبنى رؤية الغد. هذه الرؤية تنطلق من إيمان عميق بأن الإبداع البشري قادر على ربط العصور وتجاوز الحدود الزمنية بين حضارة تمتد جذورها في عمق التاريخ وحاضر يسعى إلى بناء مستقبل ثقافي يتسع لجميع. وقد أشار إلى أن وجود المتحف المصري الكبير في مواجهة أهرامات الجيزة يعز موقعه كرمز حي لتراث وروح الابتكار، بما يتيح لزائرين امتلاك تجربة فريدة تجمع بين العلم والفن والتاريخ.
إن الوصف الذي كتبه الدكتور العناني على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يبرز المتحف كصرح فريد يستقبل الزائرين والباحثين من شتى أنحاء العالم. وهو يوضح أن هذا الصرح ليس مجرد مكان لعرض القطع الثمينة، بل هو فرصة ثمينة لترسيخ وعي جديد لدى الأجيال القادمة بعظمة الحضارة المصرية وثرائها الدائم الذي ما زال يلهم العالم بأسره. كما يعكس النص أن المتحف يشكل منبثقا من إرث حضاري عظيم، يفتح آفاق جديدة لتعلم والتبادل الثقافي، ويساهم في تعزيز الروابط بين الشعوب من خلال نشاط معرفي يعز فضاءات الحوار وتبادل الخبرات.
وأشار العناني إلى أنه قد شهد مشروع المتحف المصري الكبير وهو ينمو خطوة بخطوة منذ مارس 2016 وحتى أغسطس 202، وهو زمن تَزامنت فيه التحديات مع إنجازات على صعيد البناء والتخطيط والتقنيات والبرامج المعرفية المصاحبة لمتحف. وتحدث بإيجاز عن المحطات التي عاشها المشروع، وتلك التي واجها فريق العمل من أجل تحويل فكرة طموحة إلى واقع مادي يرقى إلى معاير العالمية. وتابع أن هذه الرحلة تضمنت صعوبات وتحديات متنوعة، لكنها تمثل أيضًا شهادات حية على التصميم المؤسي والإصرار على تحقيق أهداف ثقافية راسخة، بقيادة فريق يتسم بالإخلاص والرؤية المستقبلية ويعمل بتناغم منقطع النظير مع تطلعات المجتمع المصري والعالم.
وفي هذا السياق، وجه الدكتور العناني شكره وتقديره لكل من أسهم في إنجاح هذا الإنجاز الفريد، معتبرًا إياها تراثًا لإنسانية جمعاء. وأوضح أن هذا الإنجاز ليس ثمرة شخص بعينه، بل نتيجة تضافر جهود متعدة حافلة بالتزام والمهارة والتفاني العميق من جانب القائمين على المشروع والجهات الشريكة والمجتمع المحلي والدولي. وتؤكد هذه الشهادات العملية أن الاستثمار في الثقافة لا يقتصر على بناء صرح مادي فحسب، بل يرسخ قيم المشاركة والخير المشترك، ويجسد مبدأ أن المعرفة والتاريخ يمكن أن تكونا جسرًا لسلام مستدام وتعاون بين الشعوب.
وأكد العناني أن هذا الإنجاز العريق يعمق إيمانه بقدرة الثقافة على جمع الشعوب وترسيخ التفاهم المتبادل، وهو ما يساهم في ازدهار المجتمعات وتقدمها على المستويات كافة. وفي سياق واضح ومعلن، أكد أنه كمرشح من المجلس التنفيذي لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، سيعمل جاهدًا على دعم هذه القناعة وتوسيع نطاقها ليشمل العالم بأسره. ضمن هذا الإطار، سعى إلى ترسيخ دور المتاحف كجسور لسلام، وملتقى لحوار، ومنابع لمعرفة، بما يجعل من المتاحف المؤسات التي تعز التفاعل الثقافي والاحترام المتبادل بين الحضارات المختلفة.
المتحف الكبير: صرح ثقافي عالمي يجمع الماضي والحاضر
يُعد المتحف المصري الكبير، وفق ما يصفه مسؤولو الثقافة في البلاد، صرحاً يعكس تاريخًا شديد العمق وابداعاً تقنيًا معماريًا يواكب طموحات المستقبل. يقع في موقع استراتيجي يواجه أهرامات الجيزة، وهو ما يمنحه دلات رمزية عالية في صورة توازن بين الإطار الحضاري الفريد لمكان وحدة المعنى بين الماضي والحاضر. يتضمن هذا الصرح مشاريع تقنية متقدمة وتوجيهات تصمية تفتح آفاق جديدة لبحث العلمي ومكاناً آمناً ومتاحاً لباحثين والزوار من مختلف البلدان. وتؤكد إشارات المسؤولين هنا أن المتحف ليس مجرد معرض لمقتنيات، بل هو منصة تعليمية مفتوحة تعز قدرات الشباب وتدعم روح الابتكار في ميادين الثقافة والتراث.
المتحف الكبير وكنوز توت عنخ آمون بشكل كامل: حدث تاريخي وإدراك ثقافي
من العناصر الافتة في المشروع الإسهام في عرض كنوز توت عنخ آمون بشكل كامل لأول مرة في تاريخ العرض، وهو ما يمثل أنموذجاً فريداً في عالم المتاحف. هذه النقلة تبرز قيمة التوثيق الأثري والأرشيفي وتفتح مسارات جديدة لفهم الحقبات الفرعونية وعمق علاقة المصرين بتراثهم. كما أن هذا العرض الكامل يضيف بعداً تعليمياً لمكان، إذ يوفر لزائرين تجربة تعليمية واقعية تجمع بين الجمال الفني والتقنيات المعاصرة في عرض القطع العريقة. إن وجود مثل هذا العرض بمكان يتوسط الأثر التاريخي وأفق المستقبل يرسخ مفهوم أن المعرفة تزداد اتساعاً عندما تكون متاحة لجميع وتُقدر في إطار يحترم قيمة الأثر ونُدرة الأواني الأثرية.
من 2016 إلى 202: رحلة البناء والتحديات والإنجازات
تأخذنا هذه الفترة من عمر المشروع في رحلة حافلة بالدروس والإرادة القوية. منذ بداية العمل حتى نهاية العام 202، واجهت عملية الإعداد والتطوير سلة من التحديات التي اشتملت على عمليات التخطيط الفني والهندسي والتقني، إضافة إلى ضبط المعاير العالمية في عرض المقتنيات وتوفير الخدمات الازمة لزوار والباحثين. غير أن المسار الذي سار فيه الفريق كان محكوماً بالرؤية الواضحة والتنسيق العالي بين الجهات المعنية، وهو ما أدى إلى تحقيق إنجازات ملموسة كان لها أثر إيجابي في تعزيز قدرة مصر على استضافة فعاليات ثقافية كبرى وتقديم نموذج يؤكد مكانة الدولة كمركز حضاري عالمي. في هذا السياق، أثبت التجربة أن الإرادة المؤسية تظل العامل الأساسي في تحويل الأفكار إلى واقع عملي يدفع بعجلة الثقافة والعلوم إلى آفاق أوسع.
المتاحف جسور لسلام والحوار والمعرفة
يؤكد الحديث حول المتحف الكبير على دور المتاحف كمساحات حية تعز الحوار وتغذّي المعرفة وتدعم التفاهم بين الشعوب. من هذا المنطلق، يعتبر المشروع مثالاً عملياً على كيف يمكن لثقافة أن تكون أداة لسلام والاستقرار الاجتماعي، وأن تكون منصة لتبادل الرؤى والخبرات بين زوار من مدارس وخبراء ومؤسات أكاديمية من مختلف الدول. وتظهر هذه الرؤية أن المتاحف ليست مواقعاً فقط لتوثيق والتخزين، بل فضاءات تيح فرصاً لالتقاء والتفاهم وتبادل المعارف وتأسيس جسور يمكن أن تقود إلى تعايش حضاري أرقى بين الشعوب.
التزام خالد العناني تجاه اليونـسكو ودوره المستقبلي
يؤكد الدكتور خالد العناني أن دائماً ما يهتم بدور المتاحف كقنوات لسلام والتفاعل الإنساني، وهو ما يعكسه التزامه الراسخ تجاه اليونسكو إذا ما تولّى المنصب في المستقبل. يطرح في هذا السياق رؤية واضحة لارتقاء بدور المتاحف كمؤسات تعليمية ومعرفية تؤثر في النسيج المجتمعي، وتدعم تحسين فرص الحوار والتفاهم بين الشعوب. كما يشير إلى أن تعزيز هذه الرؤية يمكن أن يسهم في مناصرة قيم التعاون والتبادل المعرفي على مستوى عالمي، وهو مبدأ يلتزم العمل عليه من داخل المؤسات الدولية المعنية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































