كتب: صهيب شمس
قال الإعلامي تامر أمين، خلال برنامجه “آخر النهار” على فضائية النهار، إن التجربة الرياضية في مصر أثبت بطلان فكرة قدسية المدير الفني الأجنبي وبورنيطة الخواجة كمرجعية ثابتة في بناء الفرق وتوجيه نتائج المباريات. وأوضح أن ما شهده المتابعون خلال فترات سابقة يرسم صورة مختلفة عن الواقع، حيث تقاطعت المؤشرات على أن الأداء والنتيجة لن يتغيرا بشكل جذري إذا لم تبدل القراءة وتلاشى الاعتقاد بأن العامل الأجنبي هو العامل الحاسم دائماً. وقد استخدم أمين الأمثلة من داخل الدوري المصري ليؤكد فكرته: الأهلي شهد في فترة عماد النحاس امتداً جيداً، والزمالك في عهد المدرب الشاب أحمد عبد الرؤوف أظهر قدرتَه على إدارة المباراة وتقديم خطوات فنية أثمرت فوزاً على طلائع الجيش.
وأضاف أمين أن التجربة أثبت بطلان فكرة أن نجاح فريق كامل يعتمد فقط على وجود مدير فني أجنبي، وبورنيطة الخواجة كمعيار ثابت لاستقرار الفني. وفي سياق التقيم الذي يربط بين النتائج والتغيرات الفنية، أشار إلى أن القرار الفني يجب أن يعتمد على الكفاءة والقدرة على إدارة الموقف داخل المستطيل الأخضر، لا على الشيخوخة أو الانتماء العائلي لمهنة. وأضاف أن ما يشي به المشهد الكروي يؤكد ضرورة إعادة النظر في تقاطعات الاختيار والقرات الفنية التي تُفرض من خارج الملعب عندما يتعلق الأمر بتحريك خطوط الفريق وتوجيها نحو النجاح. كما لفت إلى أن الانتقال من مدرب إلى آخر لا يعني بالضرورة تغيّراً في المستوى إذا لم تكن هناك رؤية متماسكة واقعية تسق مع قدرات الاعبين وظروف الفريق.
كما أكد تامر أمين، أن لدينا مشكلة مستمرة في التعامل مع بورنيطة الخواجة، وأنه آن الأوان أن نثق في المدرب المصري، سواء كان الأهلي أو الزمالك، وأن الدولارات التي تُصرف في استقطاب المدرب الأجنبي لا تمثل دائماً الاستثمار الأمثل إذا لم يتوفر قائد فني محلي قادر على قراءة الواقع وتوجيه الفريق بشكل متكامل. وفي سياق حديثه عن الثقة بالطاقات الوطنية، شد الإعلامي المصري على أن النجاح في الرياضة ليس رهناً بالجنسيات، وإنما بقدر ما يمتلكه المدرب من قدرة على الاستفادة من العناصر المحلية وتوظيفها وفق خط مدروسة وتحديث مستمر.
وهكذا يعيد النقاش حول قدسية المدير الفني الأجنبي وبورنيطة الخواجة فتحه في الإعلام الرياضي، حيث يصبح السؤال الأكثر إلحاً: إلى أي مدى يمكن أن يتحول الاعتماد على المدرب المصري إلى نهج مستدام يحد من الاعتماد على الخارج؟ رغم وجود أمثلة على نجاح تجارب داخلية، فإن التوازن بين الخبرة الأجنبية والمعرفة المحلية يبقى أقوى دافع لتطوير المنظومات التدريبية واقتناص فرص التطوير من خلال خبرات مشتركة وتعاون بنّاء بين جميع الأطراف المعنية.
قدسية المدير الفني الأجنبي في مواجهة التحديات
تؤكد تصريحات أمين ضرورة إعادة قراءة مفهوم قدسية المدير الفني الأجنبي والواقعية في تقيم الأداء الفني. فالرؤية التي تطرحها بعض المحافل الإعلامية تركز على أن وجود مدرب أجنبي هو العامل الحاسم دائماً، وهو ما يواجه بسخرية من بعض المصادر في سياق الحديث عن النتائج وتطور الفرق. قدسية المدير الفني الأجنبي ليست إطاراً يحمي ولاءً أو يبر فشلاً، بل هي فكرة علمية تطلب مقاربة نقدية توازن بين الاستفادة من الخبرات الأجنبية والاحتضان الفعّال لكوادر المحلية. في هذه النقطة، يبرز دور المدرب المصري كعامل أساسي في تحويل الإمكانات إلى نتائج ملموسة، وهو ما يدعو إلى إعادة اعتبار المدرب الوطني كركيزة أساسية لبناء هوية الفريق وتطوير قدراته على المدى الطويل.
أدلة من الأهلي والزمالك على الأداء والتجربة
المشهد الذي يطرحه تامر أمين يستند إلى أمثلة محدة يراها دليلاً على وجود خيارات أكثر اتزاناً في مجال التدريب. في الأهلي، أشار إلى فترة عماد النحاس كفترة لها قيمة، حيث عُرض فيها مستوى من الأداء كان يمكن البناء عليه، لكن الحجة بقيت مرتبطة بعوامل تعلق بعقدة الخواجة وتغير المدربين وفقاً لظروف. ولدى الزمالك، كان المثال واضحاً في وجود المدرب الشاب أحمد عبد الرؤوف، الذي بدا وأنه أدار المباراة بشكل متميز، مع قلب استراتيجيات الفريق وتعديلاتها التي أسهمت في تحقيق فوز مهم على فريق طلائع الجيش. هذه الأمثلة، بحسب الأمين، تشكل معاً مبراً لنظر إلى المدرب المصري كخيار عملي يحمل معاني الاستمرارية والتجربة والتوافق مع الاعبين والبيئة المحلية.
بورنيطة الخواجة وعقدة الخواجة في التدريب
حديث أمين يركز بشكل صريح على مصطلح بورنيطة الخواجة كرمز لظاهرة الاعتماد الزائد على المدرب الأجنبي. وتزايدت الانتقادات في الرأي العام حول هذا المسألة، حيث يرى كثيرون أن الجوء المستمر إلى مدربين أجانب قد يحد من فرص التطوير المحلي ويقل من نتائج العمل الوطني في الأندية الكبرى. كما أشار إلى وجود عقدة تُبقي على خيار المدير الفني الأجنبي كمرجعية أساسية في كثير من الأحيان، وهو ما يعكس بطبيعة الحال انخفاض الثقة في المدرب المصري. هذا الرأي لا ينفي وجود نجاحات لبعض المدربين الأجانب، وإنما يشد على ضرورة التوازن والدفع باتجاه تعزيز المنظومة المحلية وتطوير القدرات التدريبية الوطنية بقدر أكبر من الاعتماد على المدربين الأجانب.
دعوة لإعادة الثقة في المدرب المصري
المطالبة التي رفعها أمين تعدى سياق تصريحات عابرة إلى دعوة عملية لإعادة الثقة في المدرب المصري، مع التأكيد على أن الموارد المالية ليست العامل الوحيد في تحقيق النجاح. فحتى مع وجود استثمار مالي في اختيار المدرب الأجنبي، يبقى الركيزة الأساسية في النهاية هي القدرة الفنية على إدارة الفرق وتوجيه الاعبين صوب تحقيق الأهداف. وفي هذه الرؤية، تصبح مسألة الاعتماد على المدرب المصري خياراً منطقياً، خاصة إذا ما توافرت له الظروف الملائمة من دعم فني وتدريبي وبيئة عمل تشجع على التطوير والابتكار. وهو أمر يربط بين الأداء على مستوى الملعب والقرات الإدارية والتخطيط الاستراتيجي لمسابقة، بما يعز من فرص الفرق في المنافسة على البطولات والاستمرار في موسمين متلاحمين من الحصاد الرياضي.
آثار الرأي العام والقرار المؤسي في قطاع التدريب الرياضي
إن النقاش الأخير الذي أطلقه تامر أمين يعكس تفاعل أصحاب القرار في القطاع الرياضي مع آمال الجماهير وتطلعاته إلى نموذج تدريبي أكثر استدامة ومواكبة لواقع المحلي. فالمحصلة ليست حاضنة لصراع بين الجنسيات، بل هي تشكيلة من عوامل عدة تجمع بين الكفاءة الفنية، والقدرات الإدارية، والقدرة على بناء منظومة عمل جماعية متكاملة. وفي هذا السياق، يتطلب الأمر حوارات ملزمة ومساعٍ لتطوير إمكانات المدربين المصرين عبر برامج تدريبية، وتبادل خبرات مع المدربين الأجانب في إطار من الشفافية والهدف المشترك: رفع مستوى الأداء وتطوير الكرة المصرية بشكل مستمر.
إن الحديث عن قدسية المدير الفني الأجنبي وبورنيطة الخواجة يفتح مساراً من النقاش البنّاء حول الأولويات في تطوير الكرة المصرية. فالتوازن بين الاستفادة من المدرب الأجنبي وتثمين المدرب المحلي هو الطريق الأسلم لتنمية الموارد البشرية والفنية على حد سواء، وهو ما يساهم في إنتاج فرق أكثر قدرة على الإنجاز والتنافس على المستوى العربي والقاري.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.












































































































