كتب: أحمد خالد
أعلنت وزارة التربية والتعليم الفني عن مسار تعليمي مزدوج يعتمد على شهادة معتمدة في البرمجة والذكاء الاصطناعي، تمخض عن زيارة وزير التربية والتعليم إلى اليابان ونجاح مسار تفاهم وتعاون مع مؤسات تعليمية رائدة في هذا البلد. وتأتي هذه الخطوة كإحدى نتائج الزيارة وتعبيراً عن حرص الدولة على دمج مهارات المستقبل في المناهج الدراسية بما يتوافق مع متطلبات التحول الرقمي وسوق العمل المحلي والعالمي. وفي إطار هذه الجهود تم التوقيع على مذكرة تفاهم مع جامعة هيروشيما، التي تُعد من أبرز الجامعات الحكومية اليابانية، بالإضافة إلى اتفاق مع مؤسة “سبريكس” لمنح الطلاب المصرين شهادة في البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة “كيريو” اليابانية، مع اعتماد من الجامعة المذكورة. وتُعد هذه الشراكة خطوة فريدة من نوعها ضمن منظومة التعليم في مصر، وتؤكد على التقاء الرؤى المصرية اليابانية في تعزيز القدرات الرقمية لدى الطلاب منذ المرحلة الثانوية. كما وقع الاتفاق من جانب جامعة هيروشيما رئيس الجامعة ميتسو أوتشي، ومن جانب مؤسة “سبريكس” الرئيس التنفيذي تسوني إيشى، وذلك بحضور الدكتور هاني الهلال الأمين العام لشراكة المصرية اليابانية لتعليم.
توقيع مذكرة التفاهم وتفاصيل الشراكة
جرى التوقيع على مذكرة تفاهم ثلاثية تجمع بين وزارة التربية والتعليم الفني من جهة، وجامعة هيروشيما الحكومية من جهة أخرى، إضافة إلى مؤسة “سبريكس” من جهة ثالثة. وتفيض بنود هذه المذكرة بتفاصيل تعاون يهدف إلى تقديم مسار تعليمي يتضمن تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر برنامج متكامل على منصة “كيريو” اليابانية، على أن تكون الشهادة المنوحة معتمدة من الجهة الجامعية اليابانية ومن وزارة التربية والتعليم الفني. وتُتيح المذكرة لطلاب في الصف الأول الثانوي فرصة الحصول على شهادة معتمدة دولياً بعد اجتياز اختبارات محدة، وهو ما يشكل نقلة نوعية في مسار التعليم المصري وتوسيع خيارات التعلّم المرتبط بمخرجات المستقبل. كما تضمن الاتفاق اعتماد منهج البرمجة الذي طورته منصة “كيريو” واعتماد اختبارات “توفاس” لبرمجة والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى اعتماد الشهادة المنوحة بعد اجتياز الاختبارات بنجاح. كما أُكّد التحديث المستمر لمادة عبر المنصة المذكورة نتيجة التطور السريع في هذا المجال عالمياً.
اعتماد الشهادة وتدعيم مسار التعليم الأساسي
بلغت رسائل المذكرة فصولاً ملموسة في التزام الجانب المصري بتدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي من الصف الأول الثانوي خلال العام الدراسي الحالي، بالتعاون مع مؤسة سبريكس اليابانية ومنصة “كيريو”. وفي إطار هذه الجهود تم التأكيد على أن الطالب الذي يجتاز اختبار توفاس سيحصل على شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم الفني، وبمشاركة جامعة هيروشيما الحكومية ومؤسة “سبريكس” اليابانية. وتأتي هذه الشهادة كإطار اعتمادي يربط بين مؤستي تعليم عالٍ في اليابان ومؤسة تعليمية رائدة في مصر، وهو ما يعز ثقة سوق العمل في مهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي لدى الخريجين. كما أن وجود هذه الشهادة ضمن إطار رسمي يجعل من الطالب المصري بائعاً لمهارات المستقبل داخل منظومة التعليم والتدريب الوطنية، وهو ما يواكب قيم التحول الرقمي وتطوير القدرات البشرية في مصر.
أطر المنهج والتحديث المستمر في كيريو
تضمنت المذكرة أيضاً اعتماد منهج البرمجة الذي تم تطويره عبر منصة “كيريو” اليابانية، إضافة إلى اعتماد اختبارات “توفاس” لبرمجة والذكاء الاصطناعي، ثم اعتماد الشهادة التي يمنحها الطرفان بعد نجاح الطلاب في الاختبارات. كما شد الطرفان على ضرورة التحديث المستمر لمادة البرمجية والذكاء الاصطناعي على منصة “كيريو” نظرًا لما يحمله هذا المجال من تطور متسارع على مستوى العالم. ويهدف هذا النهج إلى ضمان توافق المناهج مع أحدث المعاير التعليمية والتقنية، وفتح أبواب التفاعل بين الطلاب والبرامج المتقدمة في اليابان، بما يتيح منح الطلاب شهادات معتمدة دولياً ومعتَمَدة من جهة تعليمية رصينة. إن اعتماد هذه المنهجية عبر منصة موحدة يسهم في توفير بنية تعليمية رقمية تواكب التحولات الرقمية وتنعكس نتائجها في رفع كفاءة الطلبة في مهارات العصر الرقمي.
تقدير وتوجيهات الوزير المصري حول التعاون المستدام
أكد الوزير محمد عبد الطيف أن هذه الخطوة تشكل استكمالاً لمسار الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لتدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لصف الأول الثانوي بالتعاون مع شركة سبريكس اليابانية عبر منصة “كيريو”. كما أعرب عن تقديره واعتزازه بالتعاون المثمر مع الجانب الياباني، الذي وُصف بأنه يشهد طفرة كبيرة في مجال التعليم. وشد على أن هذا التعاون يهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في مجالات المستقبل وعلى رأسها البرمجة والذكاء الاصطناعي، بما يتواكب مع متطلبات التحول الرقمي وسوق العمل المحلي والعالمي. كما أشار إلى أن القاءات المتواصلة مع الجانب الياباني تعز من فرص تبادل الخبرات وتطوير المناهج والبرامج بما يخدم التعليم المصري.
لقاءات ثنائية وتبادل الرؤى حول التعليم المصري-الياباني
تفيد التفاصيل الواردة من خلال زيارة الوزير أن القاءات مع المسؤولين اليابانين، وفي مقدمتهم وزير التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا، يوهى ماتسوموتو، أسهمت في توطيد أواصر التعاون في مختلف مجالات التعليم. وقد تداول الجانبان التطورات الإيجابية في مسار التعاون المصري الياباني والتعليم، حيث أشار الجانب الياباني إلى افتاح 14 مدرسة مصرية يابانية جديدة خلال العام السابق، إضافة إلى إدخال تعديلات في مناهج الرياضيات لتوافق مع مخرجات التعلم اليابانية. كما جرى التأكيد على مواصلة إدراج مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي عبر منصة “كيريو” والتعاون بشأن تعزيز رؤية تعليمية تجمع بين خبرة اليابان وتطلعات مصر في التحديث التربوي.
التعاون في مجالات التدريب والتكنولوجيا والتعليم الفني
عُرض في القاء أيضاً متابعة تنفيذ خطاب النوايا الموقع بين الجانبين بشأن التعاون في مجالات التعليم الفني وتقديم دعم لذوي الإعاقة، وتقيم الخطوات التنفيذية لمخرجات الاتفاقيات التي وقعت خلال مؤتمر تيكاد الأخير. ويُعز هذا المسار من الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليابان في تطوير التعليم وتبادل الخبرات، وهو ما يلمسه المجتمع التعليمي من خلال أنشطة مشتركة وبرامج تعليمية جديدة. وتُشير البيانات الرسمية إلى أن هذه الجهود تستهدف توسيع النطاق الجغرافي والتنموي لتعاون، بما يفتح آفاق أوسع لتبادل المعرفة وتدفق الموارد التعليمية التي تصب في مصلحة الطلاب والدارسين في مصر.
تأثير التعاون على المشهد التعليمي المصري المستقبلي
تمتد رؤية هذه الشراكة إلى ما وراء المنظومة الدراسية المباشرة، مع تأكيد اليابان على استمرار دعمها لمشروعات التعليمية في مصر وتوسيع حضور التعليم الياباني داخل القارة الإفريقية. كما أن القاءات تطرقت إلى الاستعدات الجارية لتحضير لمؤتمر طوكيو الدولي العاشر لتنمية في إفريقيا (تيكاد ١٠) المقر عقده عام ٢٠٢٨، وهو ما يعكس عمق العلاقات التعليمية وتزايد التبادل المعرفي بين البلدين. وتأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية وطنية تراهن على بناء قدرات وطنية عالية المستوى في البرمجة والذكاء الاصطناعي، وتكوين جيل قادر على المنافسة في سوق عمل عالمي يعتمد على المهارات الرقمية والمعرفة التقنية المتقدمة.
ختام القاءات والتطلعات المستقبلية
تشير تقارير الوزارة إلى أن القاءات التي جمعت الوزير المصري بمسؤولين يابانين، بما في ذلك وزير التعليم الياباني، قد أسهمت في تعزيز الرؤى المشتركة وتوسيع آفاق التعاون في مجالات التعليم والتقنية. كما أُشير إلى أن هذه الجهود ستنعكس في نتائج ملموسة على مستوى المنظومة التعليمية المصرية، من حيث توسيع نطاق الشراكات الدولية، وتحديث المناهج، وتطوير آليات الاعتماد والشهادات بما يتلاءم مع المعاير الدولية. وبالتوازي مع ذلك، تظل المشاركة المصرية في مناقشات تيكاد ٢٠٢٨ تعكس إرادة البلد في بناء منظومة تعليمية راسخة ومواكبة لتطور العالمي، مع التزام بتقديم مسارات تعلم عالية الجودة تناسب مع احتياجات الطلاب وسوق العمل وقيم المجتمع. تعد هذه التطورات بمثابة خطوة مهمة على طريق تمكين الشباب المصري من الوصول إلى شهادة معتمدة في البرمجة والذكاء الاصطناعي والانخراط بنجاح في اقتصاد المعرفة العالمي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































